— إلا همـــا —

بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة أعضاء مجموعة أبو نواف البريدية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وأسعد الله أوقاتكم بكل خير
 
موضوع أتمنى أن يلقى إعجاب الجميع ..على إعتبار أنه أول مشاركة لي معكم وأول محاولة للكتابة

آهات لازالت تتردد أصداءها في مخيلتي .. ليس لقوتها وإنما لوهنها الشديد .. مؤلمة غريبة حين سمعتها .. ربما لست الوحيد الذي سمعها .. بل أجزم أنكم معي في نفس الخندق .. تدور أحداثها حولنا .. غريبة على مجتمعنا وأخلاقنا وبالطبع ديننا .. أنا لن أتطرق إلى منظورها الديني لأن هناك من هم أكفأ وأعلم مني تكفلوا بهذا الشأن ولم يتركوا فيه باب إلا ودخلوه ليبينوا أحكامه .. بل سأتناول القضية من باب وضعها الإجتماعي والأخلاقي …

موضوعي  هو رسالة ود ورحمة وإحترام أوجهها إلى كل أب وأم في مجتمعاتنا .. رسالة شكر تطرق قلوب الأوفياء الكرام .. ورقة أتمنى أن تكون بلسماً شافياً لنزف قلوبهم .. ودواءاً ناجحاً لآلامهم ..دعوة وتذكير بفضل هؤلاء الآباء ومدى حبهم لنا .. هي مجرد طلب مني إليكم بالإلتفات بالشكر ومد يد الرحمة لهم ..
أقسم لكم بأني لم أتوقع في يوم من الأيام أن أرى مجتمعنا يؤوي في أنحاءه المترامية إبنا يعاتب والده ويزداد عليه بالسب والشتم أحيانا عدة إن لم تصل إلى مرحلة من مراحل الإعتداء الجسدي بالضرب.. عفواً أنا لا أتحدث عن متعاطي المخدرات وأصحاب السكر والمجانين .. بل أتحدث عن أصحاء العقل والبدن ولكن مرضى القلوب … أنا وأنتم لن نلاحظ أبداً أن الإبن عاق بوالديه إلا عندما يرفع صوته أو يمد يده .. أين أنتم ممن يتجاهل طلباتهم ؟؟…أين أنتم ممن يتشاغل لإبعاد وإسكات تأوهات والدته المريضة .. تأتيه والألم يعتصر بدنها تريد منه المساعدة فيصفعها بحجج واهية ليست إلا لإبعادها عن محادثة فاسقة أو متابعة فساد .. تتراجع حينها وقد زاد الألم ليعتصر قلبها مع بدنها … لم ولن تكره بل ستظل تحب مهما فعل .. أين أنتم من أب تحرق دمعات القهر وجنتيه لماذا ؟؟ لوقوفه عاجزاً أمام طلبات أبنائه .. أين أنتم من والد ووالدة يخالفون أمر الله ورسوله بالتغاضي عن إيقاظ إبنهم للصلاة عند رؤيتهم له وهو يغط في نوم عميق جراء تعب أو مرض .. إنهم يذنبون لأجلنا .. ونحن ماذا نقدم لهم .. هل نقدم لهم اليد الحانية والكلمة الطيبة .. لا والله بل نخطئ ونظن بأننا مصيبون .. أين أنتم عن شبابنا الذين يرون أن إطاعة أمر والديهم باباً من الذل والسخرية بحقهم .. ألم ترى أباً لا ينام الليل هماً وغماً يفكر في مستقبل أبنائه ؟؟… ألم ترى أماً يدب الألم فيها عند ألم إبنها …

مهما تحدثت وتحدثوا ومهما فعلت وفعلوا لن نقدم لهم ماهم يستحقون ولن نقدم لهم وفاءاً كاملاً يليق بهم .. لكن أردت أن تكون ورقتي الأولى ورقة إخلاص .. لذا أتمنى منكم الإلتفات الآن نحوهم بقبلة حارة مليئة بالحب على رؤوسهم .. أو حتى محادثة تليفونية تسال عن أحوالهم .. لنجدد عهداً أيقن فيه الجميع بأن الجنة تحت أقدام الأمهات .. وعملوا بوصايا الله ورسوله نحوهم ..

… كلنا مخطئون ولكن من منا العائدون …

أتمنى أن أكون قد وفقت في صياغة هذه الرسالة .. 

كتبها بتصرف .. أخوكم ..
القــــ(ذائع الصيت )ـــرني

Exit mobile version