بسم الله الرحمن الرحيـــم
ابتدينــا باسمه ..وعليه نتوكل..
استكمال لموضوعنا السابق فضفض ..ولكن لا تنفض الغبار
تحدثت في الموضوع السابق عن فضّ الهموم على الغير وهمِّهم معنا..
وكان المراد هو /
الدعوة إلى الفضفضة لله
قال تعالى : (( قَالَ إنَّمَآ أَشْكُوْا بَثِّيْ وَحُزْنِيْ إلَى الله ))
يقول الامام الشافعي : إذا ضاق صدر المرء عن سرِّ نفسه ..فصدر الذي يستودع السرَّ أضيقُ
بداية للاستكمال /
أشكر كل من رد علي سواءً في الموضوع أو على البريد(:
..
وقد لفت نظري وفكري ..بعد ما أخذت (لفـَّــة) على ردود الفعل أو الآراء حول هذا الموضوع, رغم اختلافها إلا أنها تتفق حول نقطــة صحيح أن الفضفضة لله أفضل ..ولكن الفضفضة لأقرب الناس لنا لها دورها)
وهذا ما وجدته في ردودهم…
وأنا أتفق مع كل من قال ذلك ولا اختلف أبدًا ( قد تزداد التساؤلات..ما هذا التناقض ؟ )
عموما سأوضح أكثر مقصدي من ذلك..
وسأوضح أيضا مقصدي من : نفض الغبار, والذي قد لا يكون التعبير قد راق للبعض 🙂
..
تعوّدنا منذ الصغر..
عندما تضيق بنا الدنيا, أو نواجه أمورا مؤلمة, صعبة, قاسية, نتوجه لأقرب الناس لقلوبنا لنبثَّ إليهم همًّا ثَـقُل على قلوبنـا, ولنشكو لهم من جور الناس وقسوة الحيــاة التي نعانيها..
وبدورهم يحاولون التخفيف عنَّـا, وتهوين الأمور علينا, تصبيرنا, نصحنا أو إرشادنا للعمل الأفضل تجاه هذه الأمور..ولا يغفلون عن (الطبطبة) على أكتافنا..
شعور بالراحة يجتاح قلوبنا ويجعلنا نستنشق الهواء بشهيقٍ أكبر وزفير يزفر معه همومًا كانت متراكمة…
جميــل ذلك الشعور عندما تجد من يستمع إليك ويواسيك في آلامك ويقف معك في أصعب المواقف ( قد يرى البعض أني وصلت لقمة تناقضي )
حقيقةً
في الموضوع السابق أحببت أن أبعدك عن البشر.
أردت منك أن تحتفظ بهمومك وما يثقل على قلبك وأن لا تتوجه إلا لربّك؛ لأنه هو الذي سيفرج عنك الهم والكرب, والذي اذا استجرت إليه أجارك وبه تطمئن ويرتاح قلبك و يأمن وبه يستقر ويشعر بالسعادة والأمان.
وإضافة إلى ذلك ..ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أدعية لفرج الكرب والهم إلا لأنها أنجح من غيرها في الوصول إلى (راحــة قلبك) وتفريج همك وحل لصعوبة أمرك..
هناك مثل يقول : اجعل سرّك لواحد ومشورتك لألف
إن أردت أن تفضفض عما في قلبك, فلا تفضّ كل ما فيــه , فليس كلُّ شيءٍ يُــقَــال للبشر أيًّا كانوا..
فهناك أمورًا لا بد أن تجعلها بينك وبين ربك وتحتسب أجرها عنده.
وبالتأكيـد لن تفضّ عن أمرٍ لشخص إلا إذا كان هذا الشخص مؤهل لأن يفيـــدك, أي أنك بعدما تخبره بما أهمّـــك تجد لديه حلولا أو آراءً تفيــدك في التخلص من هذا الأمر وهمِّــه وتخطيــه..
أمَّــا إن كان مستمعًا جيدًا لك ومطبطبًا من الدرجة الممتازة, ولكنه لا يرشدك للطريق الصحيح, فلا مرحبًـــا بهكذا مشورة أو فضفضة !
عزيزي..
تذكَّــر دومً
إن أردت أن تفضفض (لا تكب عشاك)..ولا تقل إلا ما تريد له حلًا, ولمن تتوقع بأنه عقلاني يخاف الله فيما يقول ويفعل ويرشدك على ضوء ذلك..
وأعود لأذكرك..دع المشورة للخلق والفضفضة للخالق (تراهـ أريح << كأني مصـرَّهـ على رأيي (: )
نفض الغبار
كلمتان أثارت البعض ..
أنا لست ضد من يفضفض بحثًا عن حلٍّ لـ أمرٍ أشغله وأهمّه..
ولكن ضد من يفضفض ليفضفض فقط..!
ضد أولئك الذين لا يأتونك إلا لـ ينفضوا غبارهم وينصرفون !
فهل وصلت الفكره (:
..
عزيزي سأطلب منك تجربة بسيطة جربها بمصداقية وأمانة مع نفسك ثم اكتشف شعورك.
عندما تشعر بـ مشاعر سلبية, أو تواجه موقف صعب وتشعر بأنك في حاجة لأن تفضفض ..فقط من أجل الترويح عن نفسك وإزالة هذا الهم..
أريد منك أن تكتبه في ورقة ( تجربه قديمة جدا)
وتخيل بأن الورقة هي صديقك الذي تحب أن تفضفض له, واكتب كل ماتريد قوله.
بعد عدة ساعات أو أيام..عندما تتبدل مشاعرك إلى الايجابية وتشعر بأن همّك قد انزاح , افتح تلك الورقة واقرأهـا ..
صدقني ستشعر بضيق وهم..
فتودّ لحظتها بأن تقطع الورقة وأن تتخلص منها..
حتى تبعد هذا الهم الذي زال عنك مؤخرا قدر الإمكان وتبعده عن ذاكرتك.
..
فكذلك صديقك..
عندما يستمع إليك لـ مجرد (فضفضة هموم)
سيحاول أن يقترح عليك حلولا حتى يخلصك من الهم ويخلص نفسه هو أيضً
وهذا موازيا للتخلص من الورقة..
!
( ولا بد على الانسان أن يفرق بين فضّ الهموم وَ فضّ الأفكار
فالهموم مشاعر..أما الأفكار لم تتحول بعد إلى مشاعر )
وأخيرًا..
وجهة نظر
قد تختلف
وقد تتحور
ولكلٍ نظرته
…
و إن أصبت فمن الله وحده
وإن أخطأت فمني والشيطان
..
لكم خالص ودي ..
أختكــــم Twix