وقع في مشاكل زوجية متعددة !
وتراكمت عليه الديون .. وحاصرته البلايا .. وانهالت عليه من كل حدب وصوب ..
فكّر بضيق .. كيف يعالج هذا الضيق ؟
مرّ في يوم ما أمام شخص جالس على باب داره .. رأى صديقنا في هذا الرجل كل مصائب الدنيا متجمعة أمامه .. وقد وضع يده على رأسه .. وطأطأه إلى الأرض .. وقد تبللت بدموعه ..
أقبل عليه بقلبه .. وقرر أن يحل مشكلته !
– ما بك ..
– أبعد .. فليس لديك ما يمكن أن تفعله لي ..
– قل .. فكلنا نعيش في أزمات والدنيا لا تنتهي عن معاندتنا ..
– بيتي على وشك السقوط .. ولا أملك القوة لإعادة بنائه ..
– هل لديك المال ؟
– نعم .. فليس مشكلتي في المال .. إنما في الجهد الذي يوظفه ..
وقرر على الفور أن يساعد هذا الرجل الذي لا يعرف حتى اسمه ..
شمّر عن ساعديه .. واشترى كل ما يلزم لترميم بيت الرجل الكبير .. وبدأت حياة الرجل الكبير الذي لم يكن يجد من يعينه على إزالة همه سوى هذا الغريب بالعودة لطبيعتها ..!
وقف بعد عام .. وقد انتهى من حل مشكلة هذا الغريب .. وانحلت معه كل مشاكله هو أيضاً!
أنت تمارس كل ما في وسعك أحياناً لمساعدة الآخرين .. ولا تدري أنك بفعلك هذا إنما تساعد نفسك في الخروج من أزماتها وحل مشاكلها !
صاحبنا هذا .. لو مكث طيلة حياته يبحث عن حل لمشاكله الزوجية وتسديد ديونه … ومكث في مكتبه أو مجلس داره يفكر ويفكر ويفكر .. فلن يجني سوى الهموم المتكدسة والمتراكمة على قلبه .. ولن يحل شيئاً منها !
وجد مشكلة أمامه .. ورأى فيها مشكلة له .. لكن لا يوجد هموم فوق رأسه !
قرر أن يحل مشكلة هذا البائس الكبير .. وهو لا يدري أن في رحمها رحمته .. وانجلاء مشكلته !
الحل .. يكمن دوماً في عيون الآخرين !
خروجك من دائرة اهتمامك لدائرة اهتمام الآخرين .. يجعلك تفكر في حل مشكلاتك ومشكلاتهم في آن واحد دون وجود ضغوط شخصية عليك ..
أكثر ما يؤخر حل مشاكلك الشخصية .. انغلاقك على نفسك وأنانيتك وبعدك عن التفكير بالآخرين أثناء وقوعك فيها .. ولا تدري أن في سعيك لحل مشاكلهم سعي غير مباشر لحل مشاكلك ..
تمضي السنة تلو الأخرى .. ويزداد البعض مشاكل على مشاكله .. ويزداد مع ذلك حباً لنفسه وأنانية في محاولة ميئوس منها في اجتثاث تلك النفس من أوحال المشاكل وتراكماتها .. فلا يجد مسلكاً أو طريقاً إلا ويسلكه .. وينتهي به المطاف إلى الوقوف إلى موقف صاحبنا !
في زمن .. كثر فيه أشغال المرء فانشغل بنفسه عن نفسه وأهله !
فكّر قليلاً بمن حولك .. ففيهم تجد حلاً لمشاكلك !
ودمتم
محمد الصالح
وجهوا آمالكم إلى محبة قلوبكم