أنا و السيدة الكـ .. , في الدانوب ..!

كعادتي الأزلية , لا يمرّ شهر إلا و أتخذ لي مكاناً في إحدى ( السوبرماركات ) , كزيارة مخصصّة لابتياع أغراضي المُعتادة :
( (شكليطة ) متنوعة , آيسكريم , كعك , قهوة بنكهات متعددة للمزاج الخاص ) , خاصة بعد اطمئناني إلى أمر , و هو انشغال الشعب بالهجوم على المكتبات و نسيانهم المطابخ و عدة المنازل و رمضان و العيد , لأمدٍ قصير..

كنتُ على عجلٍ من أمري , إلاّ أنني ( لفّيت ) على كل الأرفف مرتين , للتأكد من جمع الشوكولا بضمير ..
فنادراً ما نتذكر الضمير , إلاّ في أمور حرجة كـ حاجتنا للشوكولا !!

بداية , لم أظنّ هناك حاجة لدفع عربة أو حمل سلّة , و بعد اقتحامي خضم المعركة , كان لزاماً أن أتفرغ للبحث و التقصي بيدين فارغتين , و لا حلّ سوى عربة لعينة !

أمام مرأى عيني , تقع عربة فارغة متشردة , لا راعٍ لها , فنقّلت بصري يمينا و شمالاً , أعلى و أسفل , و لا أحد , فاختطفتُ مقبضها و إلى الأمااااااااام ..!
عقب هروبي الكبير بالعربة , ارتدّ طرفي إلى موقعها القديم ..!
فوجدتُ سيّدة تبحث يمنة و يسرة في نفس البقعة من الأرض !!

ربّما ضاع منها طفل كعادة الصغار دائما في الأماكن العامة و الأسواق , و لا شأن لعربتي بها ..!

أمضيتُ وقتي في التبضّع بسكينة و طمأنينة , و كعادة العربات , تلفحني يمنة و يسرة , و سيدات متهورات , يظنون بالسوبرماركت , مكاناً مناسباً للقيادة و التفحيط , بلا مرور و لا جسور ..!

انتهيتُ فاتجهتُ إلى كاشيير ( يلعب كيرم من الفضاوة ) , و بدأت في وضع أغراضي , فإذا بعاصفة تأتيني عن اليمين , و تقتحم كل شيء , و تضع أغراضها ( منشفة , و معطر جو ) ..
و أنا مذهول , حتى ظننتُ أني شفّافاً أو لا أرى بالعين المُجردة !!!

لكن أيعقل أن لا ترى الشوكولا !!!
معشوقتي الشوكولا يا هيه!!

السيدة ( الكشرة ) كانت تكشر عن أنيابها , يغلب على ظنّها أن أسحبها بشوشتها ( أقصد طرحتها ) و أعيدها سيرتها الاولى..!
كانت على أتمّ الاستعداد لمعركة حامية الوطيس , مشمّرة عن ساعديها بحماس !!
تسأل عن أسعار مدوّنة على الأشياء..!
و لم يبقَ إلاّ أن تفاصل ( كأنها في حراج بن قاسم ) ..!
دفعت ما عليها من مال , و فرّت هاربة , و تركت حتى ( الإيصال ) ليذهب مع الريح , لم يكلّف الكاشيير نفسه عناء مناداتها فقد كان ( طفشان ) بما فيه الكفاية ..!
كان لها وجه يفتعل العبوس , مشلول عن الابتسام و حاجبان معقودان , و( تصنّع ) قوة ينضح من قسماتها ..!
لا , لا تبتسمي يا سيدة , فقط افردي ملامحك المتشنجة خيفة على عصب الوجه أن يصيبه مصاب , و دسي أنيابك الكاشرة , و أسدلي كُمّيك , و لتطفئي جذوة الحرب ..!

أو ( تغطّي أرحم )..!!

المسدوده نفسه عن الشوكولا , و موزعها على قطط الحارة : مُستحيل ..

تنبيه فقط : الموضوع كُتب بعد العيد , لذا جاء الذكر على رمضان و المدارس

Exit mobile version