رسائل المجموعة

يمدد لمعاليه !!

تقذف لنا الصحف وسائل الاعلام بشكل دائم ومستمر خبر التمدير للمسئول الفلاني والمحافظ العلاني والمدير القاصي والرئيس الداني والوزير الهمام
والمستشار المقدام وقس على ذلك دواليك , هذا التمديد والذي بموجبه في الغالب يكون إعلان تجاوز المسئول سن التقاعد وهذا التمديد غالباً لا يكون
لمرة واحدة بل لأكثر من مره أي أننا مع سقف مفتوح في فضاء العمل الاداري العام !!

ومع ايماني الكامل والكبير بأهمية التمسك بالكفاءة الجيدة والقدرات المتفوقة
واحترام الخبرة والتجربة والتي تمثل جزء لا يتجزء من فنون القيادة وعلم الادارة إلا اننا نظرنا بكل أسف إلى جانب وأغفلنا جوانب أخرى حيث أن ما نستطيع تسميته ” الكهولة الإدارية ” له أثار سلبية كبرى على التنمية الإقتصادية والإدارية والاجتماعية في المملكة ولها ذات الاثر السلبي في نتفيذ القرارات وتحقيق الاصلاحات وتسريع وتيرة العمل وتحقيق الطموحات وأهداف خطط التنمية المعلنة للجمهور وهذا ظاهر للعيان حيث يغيب الشباب عن الكثير من المناصب والأعمال والمجالس سواء كانت مجالس للشورى او للمناطق او حتى المجالس البلدية وتسيطر هنا فكرة قديمك نديمك لو الجديد أغناك , فيعمل المسئول حتى الوفاة او المرض المقعد الذي يجبر صانع القرار هنا للبحث عن بديل فقط ينقذ الموقف , وهنا تبرز مشكلة كبرى في فكرنا الإداري حيث أننا نلجئ الى التغير ولا نبحث عن التغير !!

رغم أن التغير والتجديد هو الأصل وهو الخير والخيرة , فكل إنسان له طاقة وتنتهي وفكر ويستهلك وهمة وتخور ونشاط ويذبل والعمل الاداري عمل ديناميكي سريع وفعال ومتجدد ولا يقبل التقليديين او المترددين او المعطلين او الجامدين الذي لا ينشدون التطوير والتحسين والتغير الايجابي .

ولهذا يرى علماء الادارة أن التنفيذيين من الاداريين يجب ألا يستمروا أكثر من ثمان سنوات في ذات المنصب كحد أقصى , وتجاوزهم له اثار سلبية كبرى على العمل والانتاجية ومسيرة المنظمة ومن هن
جاء الدستور الأمريكي لكي يمنع الرئيس من الترشح أكثر من فترين رئاسيتين , إجماليهم ثمان سنوات وأقر المصريون مؤخراً في تعديلاتهم الجديدة على الدستور نقاط في ذات السياق
ويعتبر هذا الأمر عرفاً إدارياً في الكثير من الدول المتقدمة التي تؤمن بأن العمل الإداري عمل تراكمي يتعاقب على الناس لكي يضيفوا عليه ويتفانوا في خدمته
فكل ما كان هناك سقف وحد أصبح المسئول أمام تحدي لتحقيق اهدافه وطموحاته واستراتيجيات
المنظمة وترجمة الخطط الى واقع قبل الرحيل , والعكس في ثقافة ” مسئول حتى آخر قطرة ” , حيث لا يتقاعد أبداً ولا يعطي من خلفه أي فرصة للتجلي والعمل والابداع.

وهنا تتضح اشكالية غياب استراتيجية ضخ الدماء الشابة في هذا الوعاء الإداري الذي اعياه البطء والمركزية والبيروقراطية القاتلة والفتور الاداري والرتابة الانتاجية حتى أن تعطل المشاريع أصبح اصلاً وتأخر تنفيذ الخطط قاعدة , وتأجيل المبادرات والأفكار الجديدة مُغلباً وقس على ذلك .

وهنا تبرز معضلة كبرى يشاهدها المواطن في المسئول العربي عامة والمحلي خاصة حيث أنه أكثر مسئول يردد كلمة ” سوف ” من كثرة الملفات العالقة لديه بلا إنجاز أو حسم .
إن الدول تبني وتزدهر على سواعد شبابها وطاقاتها الواعدة التي ترفع البلاد وتنشر التطور والتقدم والرقي وتنهض بالأمم والشعوب , وهنا يجب أن نفكر جلياً وجدياً بهذه المدد القياسية
والغير طبيعية التي يضل فيها هؤلاء المسئولين واعضاء المجالس
والقيادات التنفيذية هنا أو هناك حتى أن بعضهم أكمل ربع قرن او أكثر في منصب واحد فكيف ننشد هنا تجديداً وتطويراً وإعادة للهيكلة تسهم بتغير بيئة العمل والاداء العام إلى الافضل فيما يقدم للوطن والمواطن وتناسب جودة الخدمة ودقتها وسرعتها مع المرحلة الحالية التي لا تؤمن بالركود والدعة والتأجيل .

إن العلم يقول أن هؤلاء هم مناهضون للتغير بكل آسف حيث أن التغير لا يخدمهم وعليه يكون خروج الكثير من طاقات هذا البلد من الميدان بسب أن المسؤول
لا يركز على الخدمة التي يقدمها لهذه الدائرة بل يركز أكثر على بقائه أكبر وقت ممكن في المنصب حيث لا سقف هنا يحدد مدته فيكون التمديد تلو التمديد وكأن البلد لا يزخر بالقيادات التنفيذية الفذة والمميزة ذات الفكر الواعد والابداع المستنير والطرح الخلاق من الشباب المتعلم والمتنور والمؤهل !!

إن برامج الابتعاث الكبرى التي بدأ تقذف لنا الكثير من الخريجين بالإضافة إلى
خريجي الداخل تجعلنا نفكر بجدية بأنهاء هذه الشيخوخة الإدارية وإعطاء الشباب فرصتهم وإحداث توازن بين الشباب والخبرات حيثيكون الشباب للمهام التنفيذية , والخبرات للمهام الاستشارية والتوجيهيةمع تغليب نسبة الشباب بناء على نسبتهم في المجتمع والتي تصل الى 70 % ولأنهم هم من سوف يصنعون الفرق الذي لا طالما بحثنا عنه وأعلنا أننا نريد أن نصله وهو العالم الاول ولا غير
حيث المكان الذي يستحقنا ونستحقه .

” محبرة الحكيم “
“يردد التقليديون دعاء ” الله لا يغير علينا ” ويردد المتبصرون الله يغير علينا للأفضل والأجمل والأكمل “
فماذا تردد أنت ؟؟

“تأصيل “
عين رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد قائداً على رأس جيش فيه أفضل صحابة الكرام مثل أبابكر وعمر وغالبية العشرة المبشرين بالجنة عليهم رضوان الله يأتمرون بأمره ويدينون له بالطاعة , وهنا أرسل رسالة عميقة إلى البشرية جمعاء بأن إعداد القادة أصل من أصول العمل الإداري والحضاري والتنموي وأن الأمم القوية والعظيمة والفاعلة هي التي تمكن شبابها وتطلق قدراتهم وتستثير هممهم وتجلعهم وقود البناء وفرسان النهضة التي غيرت وجه العالم وتاريخ الإنسان وملامح الكوكب التي نعيش عليه .

محبكم /سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
باحث في الفكر الاسلامي والسيرة النبوية الشريفة
sultan@alothaim.com
مدونة نحو القمة


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التمديد وما ادراك ما التمديد !! الملفت للنظر هو ان بعضهم لن ينقص مرتبه ريالا واحدا لو تقاعد ولا ادري مالذي يحملهم على التمسك بالكرسي !! هل هو الحرص على تقديم خدمة للوطن لا يمكن ان يقدمها الا سعادته !!؟ تمنيت اقدر اصدق !! خاصة اذا كان بعضهم لم يقدم اية خدمة منذ ان جلس على الكرسي الا خدمة نفسه ومعارفه !! اما صميم العمل فهو عالة على الأداء !!! و لا اقول الا يا حبنا للمخللات في هالزمن المحمض !

  2. فعلا البلد بحاجة ماسة للشباب ويجب العمل على تدريبهم وتأهيلهم للنهوض بمجتمعنا وتمكينه من الوصول لمصاف الدول المتقدمة -وفق الله من يسعى لذلك وسدد خطاه – تحياتي –

  3. مشكور ياخوي العزيز على ماطرحت بس ارجع واقولك ان مثل هذولا الناس لهم خبره وباع طويل في مجالهم فيقدرون يستثمرون الشغل اكثر من اي شاب بعقولهم الرزينه هذا رايي وبعطيك العافيه

  4. كلامك على الجرح طيب بالنسبه للادارات الصغيره .. مثل المستشفيات او المديريات ليه المدراء فيها يغبرون ويعمرون لمدة 30 سنه لو يتطبق هالنظام .. ينفع هالامه اللي محاربه من كل جهه ……………… اخي الكريم اعذرني على الشطحه شوي بس على طاري تطوير المملكه شرايك بوضع بعض شبابنا الله يهديه اللي مشغول بالسيارات والكدش والرقص والترزز بالاسواق باليوم الوطني والعالم من حوله على صفيح ساخن يا ليت تكتب عن هالموضوع ولك خالص دعائي.. 🙂

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى