نكشت شعرها ووضعت توكه مزكرشة؟!..

width=438
منذ أن عدت من سفرت الصيف وأنا أعاني من إحباط شديد، وعدم رغبة بالخروج من المنزل، وأحياناً أشعر بأني مجبر على الذهاب للعمل..
كل ما خرجت ورأيت من حولي من قادة المركبات، وشبابنا الذي لا يستحق الحرية، شعرت بمزيد من الرغبة في الجلوس على الأريكة في المنزل والتنقل بين القنوات الفضائية فهي أريح من المعاناة خارج المنزل، ليس بسبب الحر وإنما بسبب تصرفاتنا نحن التي تسيء للبلد أكثر مما تفيده..

ليست هذه المرة الأولى التي أعاني فيها من هذا الشعور بعد السفر، ولكنها المرة الأولى التي تستمر الحالة طوال هذه المدة، فهي عادة ما تستمر ليومين أو ثلاثة وربما أسبوعا، أما أن تبقى لأكثر من أسبوعين فهذا شيء مرعب بالنسبة لي..

مساء أمس الخميس بدأت ملامح انفراجه سرعان ما عدت بعدها لمثل حالي السابق، فما الذي حدث؟.. سؤال مهم سأروي لكم تفاصيله هنا..

قررت بالأمس أن أذهب مع عائلتي إلى أحد مقاهي العليا، لاحتساء القهوة وتناول قطعاً من الحلوى المعتبرة والتي ربما تزيح عنا شيئاً من العناء الذي يرافقني من فترة، أوقفت سيارتي أمام المقهى، وكانت قبلي قد اصطفت سيارة جيب نزلت منها ثلاث فتيات ودخلن المقهى، طفلتي الصغيرة تأخرت في النزول من السيارة قليلاً، فإذا بسيارة أخرى تصطف خلف سيارتي وينزل منها ثلاثة شباب ويدخلون قبلي إلى المقهى..

دخلت المقهى بعدهم فإذا بالشباب يتحدثون إلى عامل المقهى ومن ثم صعدوا للدور الأول أما إحدى الفتيات أطلت برأسها غير محجبة من داخل دورة المياه النسائية ومن ثم عادت إليها.. وبعد قليل خرجت وصعدت للطابق الأعلى، سألت العامل عن سبب وجود الشباب في قسم العائلات فأجاب بأنهم ينتظرون عائلتهم، عند ذلك لمحت فتاتين قد خرجتا من دورة المياه النسائية وتوجهناً للطابق الأول، جلست قليلاً في الطابق الأرضي ومن ثم شعرت أنه يجب أن أصعد للطابق الأعلى.. ففعلت ذلك..

من عادتي أني لا أجلس مع عائلتي في جلسة مغلقة إلا قليلاً، وعندما صعدت للطابق الأول لم يعجب عامل المقهى ذلك، حاول أن يضع الحاجز أمام جلستي ورفضت ذلك، ولكنه لم يفقد الأمل فمع كل طلب يحضره لجلستي يحاول أن يضع الحاجز وأنا أرفض بشدة…

الوضع في الطابق الأول ليس قريباً من الرومانسية ولا يمت لها إطلاقاً بأي صلة، وإنما هو أشبه بفيلم أكشن ورعب، فقد جلس الشباب الثلاثة في جلسة وقد غطيت بحاجز، وجلست البنات الثلاث في جلسة مجاورة وغطيت أيضاً بحاجز، إحدى الفتيات وهي أطولهن وأنحفهن نزلت للطابق الأرضي، أما الفتاة الثانية وهي أقصرهن وأسمنهن فقد خرجت من جلست الفتيات غير محجبة ودخلت إلى جلست الشباب لأسمع ضحكات وقهقهات وكلام لا يجدر أن يسمع، وما هي إلا دقائق حتى خرجت الفتاة من جلست الشباب ودخلت جلست الفتيات ومن ثم تحجبت ونزلت إلى الطابق الأرضي لتصعد الطويلة إلى الجلسة، وتخرج فتاة بين الاثنتين في الحجم وقد نكشت شعرها ووضعت توكه حمراء مزكرشة ودخلت جلست الشباب، وهذه الوضع استمر لما يقرب من الأربعين دقيقة، فتاة تنزل في الطابق الأرضي للمراقبة وأخرى في جلست الفتيات تجهز نفسها للقاء والثالثة مع الشباب بعد أن نكشت شعرها، وبعد ذلك خرج الشباب ومن ثم تحجبت الفتيات ورحلن من المكان..

لن أتساءل هنا عن الأهل وأين مراقبتهم لبناتهم؟، ولن أقول أين الوازع الديني للشباب؟ ولماذا لم يخافوا على أخواتهم؟، وإنما سأقول لهؤلاء الستة هل هذا هو جو الغزل والرومانسية الذي تحلمون به؟، هل هذه هي دقائق الغرام الذي جلست أشهر عديدة تجرون المكالمات الهاتفية من أجلها؟.. سحقاً لكم ولما تبحثون عنه..

هذه عينة من شبابنا وبناتنا والتي تبحث عن لعبة ليتسلون بها، لا أريد أن أبحث عن المدينة الفاضلة فيهم، فبالطبع لن أجدها!، ولن أحلم بها في مجتمعنا، ولن أبحث عن مدينة الأحلام والخيال فهم لا يستحقون أن يعيشوا فيها!، ولن أقول أين الهيئة ودورها فلن يستطيعون إنكار كل المنكرات التي تقع حولنا، وإنما أريد أن أعرف فقط شعور الفتاة التي يتشارك ثلاثة شباب في الجلوس معها والتغزل فيها وهم يريدون منها نفس الأمر الذي يجدونه في كل سفرة مع فتاة ليل خارج حدود الوطن، أريد أن أعرف هذا الشعور البغيض الذي أكرهه..

هل هذا يا سادة هو احترامنا لأنفسنا وعقول بناتنا؟..

هل هذا يا شباب الوطن هو ما تبحثون عنه في فتيات المستقبل؟، هل هذه هي الرومانسية التي لم تجدونها في بنات الملاهي الليلية خارج الوطن، هل هذا هو الأمل فيكم؟.. أعتقد أنكم أسوأ مثال لشباب وبنات الوطن..

لا أعتقد إطلاقاً أن هؤلاء من الطبقة المخملية في البلد، إنهم نتاج ضعف وعجز من النفس قبل الأسرة، ومن الأصدقاء قبل المجتمع..

لا أريد أن يقول أحد أين دورك ولماذا لم تنكر المنكر بنفسك؟، فأنا لن أعرض نفسي للدخول مع هؤلاء في متاهة وهم لم يبالوا في الأساس بالمجتمع ولم يحترموا المكان المخصص للعائلات إطلاقاً، ولن أنكر بيدي فهذا ليس دوري؟!، بل سأتركهم ليفعلوا ما يريدونه فهم أسوأ من أن أوسخ يدي في الإشارة إليهم..

حكايتي والزمن

Exit mobile version