رسائل المجموعة

نحن نشجب ، ندين ، نستنكر !

/

كان يا مكان ، في قديم الزمان ، كان في قصر يعيش أهله بكل راحة ورفاهية ورغد ، حياتهم آمنة مستقرة لا يشوبها شائبة ، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي هاجمهم فيه لص عاتٍ ومجرم مع صديقة له حسناء ، احتل اللص القصر ، وأخرج أصحابه من جميع غرفه ، إلى أن حصرهم في غرفة واحدة ، وأصبح هو المتحكم بدخولهم وخروجهم ، بل بما يدخل إليهم وما يخرج منهم !

جيران هذا القصر ، انقسموا إلى فريقين ، فريق صفق لهذا اللص وسعد لما رأى من بطولات مذهلة وخارقة ، مدعياً أن كل إنسان من حقه أن يعيش كما يريد وأن يحقق راحته بأي وسيلة ، فكما هو معلوم الغاية تبرر الوسيلة ..
الفريق الآخر ، رفض عمل هذا اللص ، وغضب منه ، بل وصل به الأمر أن كره اللص وتمنى موته ، وجمع الفريق الأموال ليشتري منصة كبيرة ، يلعب عليها دور الرافض الشاجب المدين المستنكر !
أما أولئك المحاصرون في الغرفة ، فمن حاول منهم الخروج والمقاومة ، سموه إرهابياً وإن ضربه اللص قال بعض الجيران : يستحق ما جرى له من طلب منه الخروج ؟ ومن رضي بالحال وبقي في الغرفة سمي جباناً خائفاً رعديداً ، وكلهم ينتظرهم يوم يطلب منهم الخروج والبحث عن أي خربة يعيشون فيها !

لم يعد القصر يعجب اللص ويشبع شجعه ، ففكر اللص بأخذ تلك الغرفة والاستيلاء عليها ، فهاجمها وضرب الأطفال وركل النساء والشيوخ ، سمع الجيران الخبر ، فسارعت فرقة الشجب بوضع المنصات قائلة : نحن نشجب ، ندين ، نستنكر !
ضاق هذا القصر على اللص يوماً ، فأحب أن يقوم ببعض الجولات الاستكشافية على الجيران البررة ، وأن يفرد عضلاته قليلاً ، فسارع فريق الرفض والشجب ، بالخروج قائلاً : نحن نشجب ، ندين ، نستنكر ! وتحمس أحدهم وكان أكثر قوة ومنعة فخرج ليقول : أنا أحتفظ بحقي في الرد بالوقت المناسب وبالشكل المناسب !

في يوم آخر ، أحب أحد الجيران أن يساعد المساكين الذين في تلك الغرفة ، وأرسل إليهم بعض التفاح والبرتقال ليتقووا به ، اللص لم يعجبه ذلك ، وبما أنه حرامي من الدرجة الأولى فقد سرق ما أرسلوه لأهل الغرفة ، وكالعادة ، خرجت فرقة الشجب قائلة : نحن نشجب وندين ونستنكر !
أما تلك الصديقة الحسناء ، فكانت تعين اللص بالمال وبالقوة أحياناً ، وكانت تعرف كيف تتعامل مع الجيران الطيبين ، وكيف تخدر مشاعرهم بالطريقة المناسبة ، وبكل الطرق العلوية والسفلية مستغلة خبثها وحسنها في ذلك ، ويقال أنها الصديقة المفضلة لأصحاب تلك المنصة !
يقال ، أنه لو استمر الحال كما هو ، ولم يتحرك الجيران بأي خطوات أخرى غير الشجب والتنديد ، فسيخرج اللص إلى بقية القصور ويستولي عليها بمساعدة من تلك الحسناء ، وسيسرق كل منصات الشجب والتنديد والاستنكار !

وتوته توته خلصت الحتوتة !


تابع جديد رسائل المجموعة على تويتر

/
twitter.com/AbuNawafNet

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. ^_^ .. شر البلية ما يضحك .. فعلاً نحن نشجب , ندين , نستنكر .. B سلمت يداك وعفا الله عنك ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى