من أقوال الأدباء (1)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صبحكم الله بالخير والسرور ومسائكم الرحمن بالرضاء والقبول واسعد الله أوقاتكم بسعادة تدوم أقدم لكم الباقة الأولى بعنوان [من أقوال الأدباء] وقراءة مستمتعة أتمناها للجميع .
فقد جمعت وفرقت وقدمت وأخرت وكتبت ثم محوت فكان منى هذا الباقة الأولى .
وباذن الله ما محوته وأخرته في هذا الباقة سوف أقدمه في الباقات الأخرى وليس تاخيرى لعدم جودتها , بل كلها والله أدبيات تكتب بماء الذهب ولكن اخترت لكم ما سهلة ألفاظه وعم نفعه بأذن الله .

قال أبو علي محمد بن الحسن المظفر الكاتب اللغوي البغدادي في اللغة
وقد ثبت عند ذوي العقل والتمييز أن الإنسان إنما فضل عن سائر الحيوانات بالعقل المتناول علم ما غاب عن الحواس ، وثبت أن النظر الفكري في النفس مفصح عما تناول علمه العقل ،وهو على ضربين : ضرب منثور الألفاظ مثبوت المعاني تتصرف النفس في اجتلابه من حيث يسنح ، وضرب منظوم موجز مفهوم .ووجدنا أبا الطيب المتنبي قد أتى في شعره بأغراض فلسفية ومعان منطقية .

فإن كان ذلك منه عن فحص ونظر وبحث فقد أغرق في درس العلوم ، وإن يك ذلك منه على سبيل الاتفاق فقد زاد على الفلاسفة بالإيجاز والبلاغة والألفاظ الغريبة . وهو في الحالين على غاية من الفضل وسبيل نهاية من النبل . وقد أوردت من ذلك ما يستدل به على فضله في نفسه وفضل علمه وأدبه وإغراقه في طلب الحكمة مما أتى في شعره موافقاً لقول أرسطوطاليس في حكمته .
قال أرسطو : إذا كانت الشهوة فوق القدرة ، كان هلاك الجسم دون بلوغها .
فقال المتنبي :
وإذا كانت النفوس كبار
تعبت في مرادها الأجسام

…. قال أرسطو : بالغريزة يتعلق الأدب لا بتقادم الميلاد .
فقال المتنبي :
وإذا الحلم لم يكن عن طباع
لـم يحـلـم تـقـدم المـيـلاد

قال أبو علي الحاتمي يصف الثريا قبيل طلوع الفجر :
وليل أقمنا فيه نعمل كأسن
إلى أن بدا للصبح في الليل عسكر

ونجم الثريا في السماء كأنه
على حلة زرقاء جيب مدنر

_________________________________________________

قال الثعالبي في كتاب ( فقه اللغة ) كانت العرب تقيم حشْو الكلام مقام الصلة والزِّيادة وتُجريه في نظام الكلمة، وهو على ثلاثة أضْرُب:

الضَرب الأول: رديء مذموم، كقول الشاعر:
ذَكَرْتُ أخي فَعاوَدَني
صُداعُ الرَّأسِ والوَصَبُ

فَذَكَر الرَّأس، وهو حشو مُسْتَغنى عنه لأن الصُّداع مُخْتَصٌ بالرَّأس، فلا معنى لذكره معه.

الضرب الأوسط: وكقول النَّابغة:
لَعَمْري وما عَمري عليَّ بِهَيِّنً
لَقَد نَطَقَتْ بُطْلاً على الأقارِعُ

فقوله: وما عمري عليَّ بِهَيِّنٍ، حشو يتم الكلام بدونه ولكنه محمود لما فيه من تفخيم اللفظ وتأكيد المراد.

الضَّرب الثالث: فهو الحشو الحسن اللطيف كقول عوف بن مَحلم:
إن الثَّمانينَ وبُلِّغْتَها قد
أحْوَجَتْ سَمعي إلى تَرْجُمانْ

فقوله: وبُلِّغْتُها، حشو مُسْتَغنى عنه في نظم الكلام، ولكنه حسن في مكانه وأوقع في المعنى المقصود. وكان بن عبّاد يسمِّي هذا الحشو: حشو اللوز ينج، لأن حشو اللوز ينج خير من خُبْزَتِهِ.

– قال قيس بن ساعده عن حقيقة الموت وهو شاعر عاش في العصر الجاهلي

في الذاهبين الأولين
في الشعوب لنا بصائر

لما رأيت مواردا للموت
ليس لها مصادر

ورأيت قومي نحوها
تسعي الأصاغر والأكابر

لا يرجعن قومي إلي
ولا من الباقين غابر

أيقنت أني لا محالة
حيث صار القوم صائر

· عاتب الضحاك بن مزاحم صديقاً له على شرب النبيذ، فقال: إنما أشربه لأنه يهضم الطعام. فقال: ما يهضم من دينك أكثر. وقيل لبعض الحكماء: اشرب معنا النبيذ، فقال: لا أشرب ما يشرب عقلي.

· قال الخطيئة لقوم نزلوا به: جنبوني يا بني فلان الغناء، فإنه رقية الزنا.

· وسمع سليمان بن عبد الملك ذات ليلة في معسكره غناءً، فأمر بصاحبه أن يخصى، ثم قال: إن الفرس ليصهل فتستودق له الرملة، وإن الجمل ليرغو فتستبضع له الناقة، وإن الرجل ليغني، فتغتلم له المرأة.

· أهدي إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه هدية، فردها، فقيل له: إن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقبل الهدية. فقال: قد كانت الهدية له هدية، وهي لنا رشوة، وقد لعن الله الراشي والمرتشي.

دخل اكثم بن صيفي على كسرى فطب إمامه

إن أفضل الأشياء أعاليها . وأعلى الرجال ملوكها ، وأفضل الملوك أعمها نفعاً ، وخير الأزمنة أخصبها ، وأفضل الخطباء أصدقها ، الصدق منجاة ، والكذب مهواة ، والشر لجاجة ، والحزم مركب صعب ، والعجز مركب وطيء ، آفة الرأي الهوى ، والعجز مفتاح الفقر ، وخير الأمور الصبر ، حسن الظن ورطة ، وسوء الظن عصمة ، إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي ، من فسدت بطانته كان كالغاص بالماء ، شر البلاد بلاد لا أمير بها ، شر الملوك من خافه البريء ، المرء يعجز لا محالة ، أفضل الأولاد البررة ، خير الأعوان من لم يراء بالنصيحة ، أحق الجنود بالنصر من حسنت سريرته ، يكفيك من الزاد ما بلغك المحل ، حسبك من شر سماعه ، الصمت حكم ، وقليل فاعله ، البلاغة الإيجاز ، من شدد نفر ، ومن تراخى تألف ..

فتعجب كسرى من أكثم ثم قال :ـ ويحك يا أكثم ! ما أحكمك وأوثق كلامك لولا وضعك كلامك في غير موضعه !
قال أكثم : الصدق ينبئ عنك لا الوعيد ..
قال كسرى :ـ لو لم يكن للعرب غيرك لكفى ..
قال أكثم :ـ رب قول أنفذ من صول …



هذا وأعتذر لكم عن الاطاله في الموضوع أخيكم / سلطان أبو سعود
لتعليق أو النقد

ايميلي

Exit mobile version