مقالات : عندما خلق الله السموات والأرض \ التطور السلبي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقالات ، عندما خلق الله السموات والأرض، قسم الأرزاق بين الخلق بالعدل التام

بحيث لا يأخذ إنسان أكثر من إنسان دون أن يتوفق بمن أخذ القليل عن من أخذ الكثير ، فمن يأخذ المال والجاه قد يفقد راحة نفسية أو طمأنينة داخلية ، ومن يملك الراحة والسكينة الداخلية قد لا يملك المال أو المنصب ، ومن يمتلك الاثنين قد يفقد أحد الأبناء أو الزوجة أو قد يُصاب بالمشاكل الجسدية أو يُبتلى بشيء آخر علمه عند الله
من يُصلح الله حاله في الدنيا قد لا يكون حالة مُتمم لصلاح الدنيا بصلاح الآخرة ، و من يَفسد أو يُفسد حاله في الدنيا لا يعني بُعض الله له في الآخرة ، كل إنسان قُسم له حاله ورزقة وعمله قبل أن يُخلق بـ 50 ألف سنه ، وبالتأكيد صغير العقل سيقول ‘ إذا كل سيئة أنا أقوم بها أو زنا ارتكبه أو حرام أراه أو كلمة أقولها أو البعض يُلحد بالله ثم يقول مُقدر ومكتوب ‘
لا يآ عزيزي ، الله سبحانه وتعالى عادل حكم العدل ، لا يظلم الحيوانات فكيف بك أيها الإنسان الذي سجدت الملائكة لأبوك آدم احتراماً وتقديراً له لأنه من ‘ روح الله وخلقة بيدية الكريمتين ‘
النفس البشرية تمر في الحياة بأسلوبين لا ثالث لهما ، ولا يمكن لإنسان في الدنيا أن يكبُر دون المرور بهما

اولاً : الأوامر الربانية السائره على الخلق جميعاً

ثانياً : الخيارات التي أتاحها الله للخلق يتخذونها بعقل عقولهم
الأوامر الربانية : هي أن يكبر جسدك من تلقاء نفسه دون أن يكون لك الخيار في هذا وتقدمك في العمر وتغير ملامح وجهك وانتشار التجاعيد في سائر الجسد وتقطع الجلد ومرور الدم في سآئر الجيد ودقات القلب ورمش العين وعملية الهضم والبلع والأعضاء التناسلية تقوم بعملها أيضاً ، الإنسان لا يتحكم في أي عملية من هذه جميعاً فكل الخلق من سيدنا آدم إلى آخر من يموت يمر فيها إجباراً وليس خياراً منه وهذه الأشياء الإنسان مُسير فيها وليس مُخير
الخيارات المتاحة لك : هي أولاً أن الله حينما خلقك أعطاك العقل لتفكر به والعين لترى بها والأذن لتسمع بها واليد لتبطش بها والقدم لتمشي بها واللسان لتتكلم به والقلب لتشعر به ، إذا نستخلص من هذا أن انت مخلوق لديك القدرة على التمييز بين الصحيح والخاطئ والنار والثلج ، وأنت هنا ‘ مُخير ‘ ولست مُسير
لا تتخذ القضاء والقدر شماعة لفشلك ولا تحسد الآخرين فلولا الحسد عُمرت الأرض بكل خير

 

 


 

التطور السلبي جدا

عند ظهور أجهزة التلفاز كانت مُحرمه بالنسبة للمجتمع الذي أعيش فيه ، لأنه من صنع الكفار والكآفرين ، لكنها كانت أيضاً أُعجوبة تنقل لك أخبار العالم كله بمجرد تشغيل بواسطة زر لا يتجاوز قطرة البوصه

الآن ومع كثرة المواقع الاجتماعية الكبيرة والتي قربت إلينا العالم كله من شرقه لغربية ومن جنوبه لشماله واصبح بين أيدينا ، أصبحت أجهزة الجوالات وغيرها في أيدي الصغار قبل الكبار والمراهقين قبل المتعقلين والتافهون قبل غيرهم ، فأصبح العالم مجرد غرفة صغيرة لها نافذة كبيرة جداً ، مآ يحصل في أي مكان في العالم يمكن أن يصل إليك بمجرد كبسة زر بسيطة من احدهم

أعترف أن هناك من استخدم هذه التقنية الجميلة والتي قد تساعد وتساهم بشكل كبير جداً في علاج الكثير من الأمراض أو نشر المعلومات الطبية التي تُسهم في علاج احدهم أو نشر معلومة دينية بسيطة أو أحياء سُنه نبوية منسية أو تنبية عن أمر قد يحصل في المستقبل أو إيصال معلومة هامة إلا احدهم ، وفعلاً رأينا الكثير من البرامج الجميلة التي تهدف إحياناً إلى فائده عظيمة ، واحياناً تكون ذات طابع فكاهي جميل وبنكهة أبناء البلد الواحد

ورأينا للأسف ‘ عينآت يخجل أحدنا أن يعترف أنها من أوساطنا العربية عموماً ، أو الإسلامية ثانياً ‘ فهناك نرى مقطع فيديو لا يتجاوز الـ 36 ثانية يتكلم فيه رجل أو اثنيان قد خطت الأشناب على وجووههم الشيء الكبير ولهم من الوقار وألاحترام في ملامحهم الحادة ما يكفى لاحترامهم بمجرد النظر اليهم

لكن بمجرد أن تسمع حديثه تكتشف الزيف الكبير واللغة الخائنة في الملامح ، فتسمعه أما أن يتكلم في موضوع مُخجل على رجل في عمره أن يتكلم فيه أو يقلد الفنانة الفلانية أو يتكلم على العائلة الفلانية ، وهذا جداً مُحبط لي ولكم أجمعين
أو نرى أحد المراهقين قد بدأ بقول مالا يليق من الكلمات البذيئة تعصب لفريقه أو حقداً على آخر

أو ذماً في فتاة أو في مقطع أخر لأحدهم

والبعض وهذا النوع هو الأقذر بينهم جميعاً ، ذلك الذي يريد أن ‘ تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ‘ ويحب أن يرى الفُحش ينتشر كالنار في الحطب ، ينشر المقاطع ، ويتكلم في عرض هذا وهذا متناسياً الله سبحانه وتعالى فوق سبع سموات
فترى الفتيات قد نزعن الحياء واصبحن يقلدن السخيف والاسخف ، لا تلوموا الفتيات فهن أيضاً بشر

إلى كل ما ينشر أي شيء غير مفيد أو شيء يمس الأخلاق أو التربية
تخيل لو أن المستقبل أختك أو أخاك الأصغير أو إحدى والديك ، ولك الحرية بعدها

عبدالعزيز خليفة

 


تابعوا جديد شبكة أبونواف على :

         

Exit mobile version