رسائل المجموعة

ليه يامعالي الوزير ؟

تابعت كما تابع غيري اللقاء الخاص الذي بثته قناة الجزيره يوم السبت بعنوان زياره خاصه الى وزير البترول السعودي الاسبق احمد زكي يماني
ومنذ الوهله الاولى لاطلاعي على اعلانات البرنامج على قناة الجزيره استشعرت ان نوعية الاسئله التي ستطرح على الوزير السابق ستكون مغلفة بخبث تعودناه نحن السعوديين من قناة الجزيره تجاة بلدنا
انا لا انكر ان قناة الجزيره اضافت الشئ الكثير الى اعلامنا الاخباري من ناحية نقل الاحداث المحيطه بنا بسرعه وبتقنيه عاليه وكذلك لا انكر متابعتي لنشرات اخبارها فقط دون النظر الى تحليلاتها ومقابلاتها واتصالاتها 
اما فيما يختص ببلدي فاني اضحك جدا ممايعرض على القناة على انه خبر اقليمي وهو حدث داخلي لايمت الى المواطن العربي بصله – كالخبر عن احد ابناء الراجحي قبل كم شهر والذي اعطي اكبر من حجمه فقط لان الرجل سعودي
نعود الى برنامج زياره خاصه ومن خلال تصفحي للمواقع وجدت مقاله بعنوان

 رساله خاصه : اخي معالي الشيخ احمد زكي يماني

احسست ان هذه المقاله تعبر عن رأيي في البرنامج واسئلته للوزير السابق واحببت ان اشارككم اياه مع العلم ان المقاله للكاتب علي سعد الموسى وهي منشوره في موقع ايلاف

تحياتي
عبدالعزيز بن عبدالله


 رسالة خاصة: أخي معالي الشيخ أحمد زكي يماني
علي سعد الموسى – ايلاف

شاهدتك واستمعت إليك واستمتعت بك وأنت ضيف على قناة الجزيرة في زيارة خاصة. كنت مع كل سؤال وجواب أشد أطراف جسدي خوفاً أن تقع فيما اقتادوك إليه لأنك لدي، ابن بلدي، ذلك الرمز الذي لا أريد لخبرته الطويلة أن تسقط بين الأسئلة المسمومة لقناة تشتاط فرحاً بكل كلمة عمياء في جسد هذا البلد فكيف إن كانت الكلمة من رمز وطني بحجم وزيرنا الشهير، وبمكانة أبرز من حمل لقب – الشيخ – واشتهر به من خارج الحوزة. أستاذي صاحب المعالي: ستفاجئك هذه الرسالة من صاعد مغمور ربما عرف الحياة ابتداءً وأنتم ملء الدنيا على رأس الوزارة فاقبلها من محب ساءه جداً أن يشاهدكم وأنتم في خريف العمر وكأنكم ما زلتم تبحثون عن بريق مضى أو كأنكم تحاولون استعادة حضور كان لكم في سالف زمن. كان بودي لو أنكم بقيتم ذلك الرمز الوطني كواحد من مشاهير الوزراء الذين لا ينساهم تقادم الأيام وكان بودي لو أنكم كنتم أكثر حصافة وكياسة في وجه أسئلة بالغة الخبث.

في نشراتها الإعلانية الدعائية لزيارتكم الخاصة، حرصت قناة الجزيرة على أن تقدمكم في صورة المعارض السياسي فانتظرت على شيء من الجمر هيئة ذلك الانقلاب الذي قالت به القناة وهي تحشركم بالأسئلة والدعاية نحو موقف سياسي محدد. الآن فرغنا جميعاً من الزيارة الخاصة في شطرها الأول بما فيها من الأسئلة التي تطرح موقفكم إن كنتم معارضاً أو مصلحاً أو صاحب رأي مختلف. غير أنني لا أعلم حتى اللحظة سبباً واحداً لأن تعتبر قناة الجزيرة آراءكم التي سمعناها منكم مساء السبت مدخلاً يضعكم في خانة المعارضة. ذاك أن كل ما قلته بالمجمل الكامل في ثنايا هذه الزيارة من آراء تقولها في خريف العمر اليوم قد تجاوزناه بمراحل ونحن نقوله ونكتب عنه برؤية بالغة من الجرأة أبعد وأعمق بكثير مما قلته في هذه الزيارة أو سطرته فيما تيسر من الكتب التي قرأتها لك. أستاذي الكبير، كانت نرجسية مفرطة منك وأنت تدعي أن لك رأياً مختلفاً عن السائد العام حينما قلت: "قد لا يحبون (السعوديون) حديثي وأنا أتكلم عن الثروة والمال والمرأة والفنون والموسيقى وحرية التعبير والتطرف وحقوق الإنسان والتنوع المذهبي".

إما أنك لا تقرأ وإما أنك محتجب عن الحراك الثقافي المحلي وإما – وهذا هو الأرجح – أنك غائب في المخمل اللندني ولو كانت لدي اليوم هدية أخصك بها وبمضيفك الهمام في قناة الجزيرة لأرسلت لك نسخة من صحف اليوم لتعرف من خلالها أن حرية التعبير قد تجاوزت خريف العمر الذي وقعت أسيراً له وأننا اليوم نناقش قضايا وطنية بكل الجرأة المسؤولة وبكل المتاح من حرية التعبير المسؤولة التي تجعل من رؤيتكم أمساً بعيداً غابراً لا أعلم أين أنت اليوم منه. أستاذي الكبير، ألا تعلم أن الحاكم الأول بهذا البلد يناقش قضايا الإصلاح والفساد في مجلسه المفتوح مع نخب الشعب التي ترد إليه؟

ألا تعلم أن الحديث عن التطرف الذي تعتبر نفسك سباقاً جريئاً بالخوض فيه يناقش اليوم في حوارات المدارس الابتدائية مثلما هو في استراتيجيات المكافحة المعلنة لوزارات التعليم والعدل والإعلام والداخلية والشؤون الإسلامية؟ ألا تعلم أن قضايا المرأة والمناهج والتعليم والتطرف والتنوع المذهبي كانت صلب حوارات وطنية شاملة في المؤتمرات الرسمية مثلما هو حراك الفكر والثقافة المحليين، فلماذا تأخذك (الجزيرة) عنوة إلى ركن المعارضة بدعوى جرأتك في نقد هذه الظواهر التي لم تعد لدينا (ظواهر) وقد تجاوزناها وصارت لدينا اليوم قضايا باردة معلبة؟ أستاذي الكبير، لو أننا أخذنا مقياس (الجزيرة) الذي كان معكم في زيارتها الخاصة لكم بالربط بين القضايا ودرجة المعارضة السياسية لأصبح نصف الشعب على الأقل في ذات الطابور.

ها نحن نتكلم ونكتب ونرفل ونسافر ونعود ونتجاوز الكثير من الخطوط الحمراء فلم ندعي بطولة تستحق زيارة خاصة من قناة الجزيرة. كل ما سمعته منك ليس إلا آراء نمطية تقليدية ليست من باب البطولة في شيء إلا من إثارة (الجزيرة) وشيء من بهاراتها الإعلامية. تأمل ما يقوله ويكتبه قينان وتركي الحمد وحسن الصفار وخالد الفيصل وسعد البريك والعبيكان وغازي القصيبي لتجد أن الزمن قد تجاوز هذه القضايا بزمن، وأنها لا تستحق على الإطلاق إطلاق السؤال عليك بكل الخبث: هل أنت من المعارضة؟ فيما أنت – مع بالغ احترامي لما سمعته منك – تقليدي تجاوزتك قياسات حرية التعبير المسؤولة في وطنك فما زلت حتى اللحظة تستلم البارد من أطراف القضايا التي دخلت بها – نرجسياً – إلى بوابة معارضة. سؤالي: عن أي معارضة تتحدث بها عنك قناة الجزيرة كي تلبسك بطولة دعاية لزيارة خاصة؟.

كان بودي، أستاذي الكبير، ألا يخونك الحزم ولا الحسم على الأسئلة المبطنة وفي وسطها ذلك السؤال عن كتاب ابنتكم الذي وصفه المذيع بالمثير للجدل وأنه تضمن دعوة للانفصال. من حق (المذيع) أن يضخم شعرة أمام العين ليجعلها في حجم جذع شجرة، فلا الكتاب مثير للجدل وهو الذي لم يسمع به أو بمؤلفته أحد من قبل ولا القضية التي كان حولها الكتاب – تعدد الزوجات – تشكل أي أهمية محورية أو حتى ربع ثانوية في المجتمع السعودي ولسنا أخيراً بمن يصيبنا الهلع والفزع لأن كاتبة مغمورة ضمنت سطراً عن الانفصال في كتاب عن تعدد الزوجات. أستاذي الكبير، كان ذلك من محاولات استعادة الهالة التي اقتضتها فيك قناة معروفة التوجهات فلم تجد بصيد أجمل من وزير شهير تخرمه من ظهره بمصطلحات المعارضة والانفصال والحزبية والكبت وهو البريء منها وإن خانه الجواب.

تأمل، أستاذي الكبير، سؤال المذيع عن منزلكم – المكي – وهو يحاول تصوير هدمه المتوقع لتوسعة المشاعر المقدسة على أنها عملية هدم مقصودة لبيت رمز وطني، فيما الحقيقة أن منزلكم مثله مثل آلاف المنازل التي هدمت لتوسعة المشاعر وآلاف غيرها لشق طريق أو مشروع تنموي. ثم إن المنزل لن يهدم بالمجان بل بقيمة مضاعفة ناهيك أننا، مع كامل احترامنا، لا نرى في المنزل رهناً من آثارنا أو حجرة محجورة لليونسكو أو وكالة الآثار كي يرد بالابتسامات الصفراء على لسان سعادة المذيع. أستاذي الكبير، باستطاعتك أن تحول كل شيء من حولك إلى هالة ورمز في الفكر والبيت والكتاب والسيرة والأولاد والأم والأب وكلها وردت في ثنايا الزيارة الخاصة.

تذكر أستاذي الكبير، أنها كلها لم تكن لتستحق تلك الهالة ولا حتى الحرف الواحد من مصطلح – المعارضة. كلما في الأمر أنك رمز وطني نحترمه ونعترف بسيرته ولكن تذكر أن بعض الهالة تصنعها لوازم الزمن. في بلدك اليوم عشرات الخبراء العالميين في تخصصات رفيعة عالية دقيقة من اقتصاديات وهندسة النفط. لكن زمنهم اليوم بطبعه التنافسي الشرس غير زمن أحمد زكي يماني ومستوى التنافس لم يعد ذلك الذي كانت فيه جحافل خريجي الكتاتيب أو حتى جامعة فؤاد تخرج من القاعة لبوابة الوزارة. إنها الأيام وأرجو أن تقبل نصيحة محب: كن فطناً حازماً فالجمهور اليوم لم يعد كما هو بالأمس. إنهم يقرأون ويحللون ويعرفون وقد يتنبأون بكل شيء بما فيه حديثك عن الثروة والمال من قصركم الإنجليزي الذي اشتريته من يد إمبراطور اشتراه من كبير الأساقفة ولولا خوفي من تداعيات القانون لأفضت في هذه النقطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى