لون العيون يخبر الكثير عن شخصيتك وصحتك

تستطيع العيون قول الكثير عن الشخص، بما يفكر أو يشعر. وبطبيعة الحال، إذا كان يكذب أو لا. ولعل هذا هو سبب القول المأثور “العيون نافذة الروح”. إضافة إلى تلك الأمور، تستطيع عيونك قول الكثير حول صحتك أيضًا بطرق ربما لم تكن تعلمها من قبل.

يتم تحديد لون عينيك بواسطة مجموعة من الجينات. وليس فقط اثنين – جين للعيون الزرقاء وآخر للعيون الداكنة- كما كان يُعتقد سابقًا. في الحقيقة هي تصل إلى 12-13 جين يمكن أن يقرر لون العيون. هذه الجينات المرتبطة بلون العين غالبًا ما تلعب دور أخر بالجسم بطرق مختلفة، وهذا هو السبب الذي يجعل لون عينيك يحدد جوانب أخرى.

فقد أوضح الدكتور “ياري لوهيلينان” أحد كبار المحاضرين في العلوم الجزيئية البيولوجية في جامعة ليفربول، أن هذه الجينات تفعل أمور أخرى في الجسم. واحد من الجينات هو NCX-4 والذي يرتبط بالعيون الداكنة، كما أنه يتحكم بالعديد من البروتينات، وكذلك تم ربطه مؤخرًا بالشعور بالألم.

الجلد والشعر والعيون تحصل على لونها من قبل مجموعة من الأصباغ الطبيعية تسمى “ميلانين”. كمية الميلانين في قزحية العين هي التي تحدد ما إذا كان لون عينيك أخضر، أزرق أو بُني. فالأشخاص الذين يولدون مع كمية كبيرة من الميلانين في القزحية يميل لون عيونهم إلى البني، في حين الأشخاص الذين تحتوي قزحيتهم على كمية ضئيلة من الميلانين تكون عيونهم مائلة للون الأخضر أو العسلي. وأخيرًا، عند عدم وجود ميلانين في القزحة تكون لون العيون زرقاء.

 لون العين يختلف من فرد إلى أخر فلا يوجد شخصين لديهم نفس اللون بالضبط، كما أن اللون يتغير باستمرار عند التقدم بالعمر، أو المرض فهو يعتمد على جينات خاصة. وفيما يلي سنلخص بعض الأمور التي توضح الكثير حول صحتك.

النسب

في عام 2008، اكتشف العلماء أن أصحاب العيون الزرقاء يمتلكون جد مشترك، فاللون الأزرق جاء نتيجة طفرة جينية كانت قبل 6,000 إلى 10,000 سنة. قبل هذه الطفرة كانت عيون جميع الأشخاص باللون البني. لكن أدت هذه الطفرة الجينية التي تؤثر على الجينات في كروموسومات OCA2، بتخفيف أو إيقاف القدرة على إنتاج الميلانين في العين.

كيفية التعامل مع الألم

يقول بعض العلماء أن لون العين يمكن أن يخبر عن قدرة تحمل الألم لدى الشخص. فقد وجدت دراسة نشرت في وقت سابق من هذا العام، أن النساء بالعيون الزرقاء، عانوا من ألم أقل عند الولادة بالمقارنة مع النساء بالعيون الداكنة.

ليس ذلك فقط، بل أصحاب العيون الفاتحة من النساء عانوا من قلق واكتئاب وأفكار سلبية أقل. فالألم البشري يرتبط مع عدة عوامل كالجنس والعمر وحتى لون الشعر. وقد أوضحت “اينا بيلفار” دكتورة في علم الوراثة أن الباحثون قد وجدوا بأن أصحاب الشعر الأحمر، يقاوموا المسكنات، كما تزيد لديهم نسبة القلق.

شخصيتك

وجدت دراسة أجريت في أستراليا أن أصحاب العيون الفاتحة، يكونوا أقل تواضعًا وأكثر قدرة على المنافسة من ذوي العيون الداكنة. فقد أوضحت دراسة أجريت على 336 مشارك أن أصحاب العيون الداكنة كانوا أكثر تواضعًا من الأوروبيين أصحاب العيون الزرقاء، ويرجح العلماء أن سبب ذلك حصل قبل آلاف السنين. فقد كان يتم اختيار أصحاب العيون الفاتحة للزواج، وبالتالي من الممكن أن يكون هذا سبب الثقة الزائدة والقدرة على المنافسة.

الثقة

وجدت دراسة أجريت مؤخرًا أن الأشخاص ذوي العيون البنية، كان يُنظر إليهم على أنهم جديرين بالثقة أكثر من أصحاب العيون الزرقاء وذلك بعد النظر إلى  40 صورة من النساء و 40 من الرجال. ويقول العلماء بأن ذلك ليس بسبب لون العيون، بل انما يرجع إلى ملامح الوجه التي ترتبط مع العيون الداكنة.

الأمراض، والشيخوخة، والصدمات النفسية

ربطت بعض الدراسات لون العيون بالأمراض كالسكري وسرطان الجلد والبهاق. وقد وجدت دراسة أجريت عام 2012 في جامعة كولورادو أن أصحاب العيون الزرقاء هم أقل عرضة للإصابة بالبهاق، وهو مرض جلدي ينتج عنه فقدان الصباغ البني من مناطق معينة في الجلد ويترك بقع بيضاء على معظم أنحاء الجسم.

وأجريت الدراسة على 3,000 أمريكي من أصول أوروبية يعانون من البهاق، وجدت أن 43 % منهم هم أصحاب العيون الداكنة، بينما 27% كانوا أصحاب العيون الزرقاء.

بعض الأشخاص يمتلكون عيون يختلف لونها اعتمادًا على لون الملابس التي يرتدونها، وهذه الحالة تسمى “heterochromia”. وقد تكون مؤشر على أمراض معينة مثل متلازمة هورنر. بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري في مرحلة متأخرة يصبح لون عيونهم داكن أكثر.

إذا كنت تمتلك عيون فاتحة اللون فذلك قد يعني أنك أكثر حساسية لأشعة الشمس فوق البنفسجية، ونتيجة لذلك فإن أصحاب العيون الزرقاء والرمادي والأخضر قد يتزايد لديهم خطر الإصابة بسرطان الجلد، لذلك ينبغي على أصحاب العيون الفاتحة ارتداء النظارات الشمسية للحماية من الأشعة فوق البنفسجية.

خلاصة القول؛ عينيك ليست فقط للرؤية، بل هي نافذة لشخصيتك، كما أنها وسيلة لمعرفة الكثير حول صحتك.

 المصادر

1 , 2 , 3 , 4 , 5

Exit mobile version