لماذا سبقونا؟ ج3

الأخوة الأفاضل في قروب أبو نواف ..

أقدم لجميع المشاركين في الجزء الأول والجزء الثاني .. الشكر والتقدير على مشاركتهم وتفاعلهم معها .. مع خالص الشكر لأخينا أبو نواف ..

جاء التفوق الإداري لدى الدول المتقدمة نتيجة حتمية للتخطيط والعمل الدءوب وتطوير التعاملات الإدارية وفق الخطط الحديثة، وفي هذه الحلقة سأتحدث عن التفوق الإداري لدى دول العالم المتقدم والتي كانت سبباً رئيساً في تطورها وتقدمها في كافة المجالات.
هناك مدرستين في الإدارة الحديثة ، وهما :
• المدرسة الأمريكية.
• المدرسة اليابانية.
ونظرية الإدارة المعروفة هي :
X-Y-Z
وسأحاول جهدي أن أشرح هذه النظرية بشيء من التفصيل حتى يتضح التسلسل التاريخي للإدارة الحديثة وأثرها في نهضة الدول.
أما النظرية الأولى وهي نظرية X في الإدارة ، فإنها ابتدأت في شهر يونيو لعام 1906م وصاحبها فريدريك وسلو تايلور. واشتهرت النظرية بنظرية تايلور في الإدارة أيضاً.
تعتمد نظرية تايلور في الإدارة على دراسة الحركة والزمن، وينتج عنها التالي :
– تقليل الحركات.
– تقليل الجهد.
– تقليل الزمن.
– تقليل التكلفة.
– زيادة الإنتاج.
– زيادة الربحية.
قام تايلور بتطبيق النظرية على بعض الشركات. وأصبحت طريقته مشهورة بشكل كبير في أمريكا وهي التي تعتمد على الأساسات الماضية والمقصود بتقليل الحركات، أي حركات الموظفين العاملين في المنشأة أو على خط الإنتاج وهذا ينتج تقليل الجهد اللازم لإنتاج العمل ون ثم تقل الفترة الزمنية المعدة لذلك ومن ثم تقل التكلفة المقدرة، وتحدث النهاية الحتمية المرجوة من قبل شركات الإنتاج والمؤسسات ودوائر العمل المختلفة بزيادة الإنتاج وزيادة الربحية.
حورب تايلور في بداية الأمر، ورفعت عليه قضية بحجة أنه قام بإنهاك الموظفين العاملين أو ما تسمى بالطبقة العاملة. وفي جلسة شهيرة مع أعضاء الكونجرس قام تايلور بشرح طريقته وبعد أن كان حكم الإعدام قد صدر بحقه ، أقرت طريقته واستبدل اسمها باسم الإدارة العلمية حتى تتغير رؤية العالم عليها !
قصة تايلور أنه لم ينتبه للعامل النفسي فأصيب أكثر العاملين الذين يعملون بنظام تايلور بالإعياء والأمراض بسبب عدم أخذ راحة من العمل فرفعت نقابة العمال قضية على تايلور وحكم عليه بالإعدام. ولكن تايلور وقف أمام الكونجرس ليبرأ نفسه فألقى محاضرة عن نظريته وأقرت بعد ذلك باسم الإدارة العلمية.
نظرية X بالإدارة :
– العامل كسول بطبعه!
– العامل يكره العمل !
– العامل يهرب من تحمل المسئولية !
o ==> وبالتالي فإن العامل حيوان اقتصادي !
ولكي يعمل العامل بجد واجتهاد لابد من :
– إجباره على العمل !
– الرقابة المتشددة !
– تحفيزه مادياًّ

هذا مختصر لنظرية X في الإدارة.

في أثناء تطبيق نظرية علم الإدارة الحديثة نظرية X حدث مشكلة مع شركة هاوتلون ، أجبرت جامعة هارفارد على إرسال أحد معارضي الإدارة العلمية الحديثة وهو مايو ..

لاحظ مايو التالي :
1. تجربة آثار الإضاءة على نفسية العاملين .
2. معدلات أداء العاملين في اليوم يرتفع في أول ساعتين ويخف بعد ذلك حتى يصل لأدنى المستويات في آخر ساعتين.
3. تجربة آثار الصداقة في بيئة العمل.

وقد طلب مايو بوضع 15 فتاة في قاعة واحدة وفق الشروط التالية :
1. أن تكون طاولة العمل على حرف U .
2. أن يكون بينهن مودة.
3. أن لا يوجد مشرف عليهن.
4. يوجد باب واحد فقط وفيه نافذة زجاجية ، يمر المشرف بين الفترة وأخرى ليطلع على سير العمل.
5. توفر فترات راحة بمعدل 15 دقيقة كل ساعتين.

ووجد أن نسبة الأداء ارتفعت إلى أكثر من 40% وإنتاجهن تحسن بمعدلات مرتفعة.

كانت هذه الحادثة شبيهة بصعقة كهربائية للإداريين في أمريكا ، وكانت سبب رئيس لظهور نظرية Y بعد ذلك.

ونظرية Y هي نظرية مخالفة بالتمام لنظرية X في الإدارة.

ترتكز نظرية Y على التالي :
1. أن العامل نشيط بطبعه.
2. العامل يحب العمل كما يحب اللعب .
3. العامل يسعى لتحمل المسئولية.

إذا خلصت نظرية Y إلى أن العامل بشر !

ولكي يعمل لديك لابد من :
1. تحميله المسئولية .
2. أن يعمل في ظل رقابة ذاتية.
3. تحفيزه مادياً ومعنوياً.

ولا شك بأن لكل نظرية من الاثنتين إيجابيات و سلبيات .

ولكن السؤال المهم ، هل يمكن أن نطبق نظرية X ونظرية Y في نفس الوقت ؟

هناك من يقول بأن نظرية Y تطبق على الإدارة العليا ، ونظرية X تطبق على الطبقات الدنيا.

وهناك من قال بأن نظرية Y تطبق مع الموظفين المثاليين ، والفاشل تطبق معه نظرية X .

نظرية Z في الإدارة أو النظرية اليابانية في الإدارة الحديثة هي أفضل وأحدث النظريات المطبقة حالياً في كبرى الشركات العالمية ، والتي أثبتت مدى فائدتها للمنشئات والإدارات الحكومية وغيرها ..
أساس النظرية هو ، أن العلاقة بين الإدارة والعاملين يسودها :
1. الألفة.
2. المودة .
3. الثقة الكاملة !

ولم تهمل النظرية الفروق الفردية بين العاملين ، فبدلاً من تنميطهم ، قامت النظرية على خلق بيئة اندماجية متكاملة بين الإدارة والعاملين.
فكرة إدارة Z تقوم على بناء فرق عمل ذات اختصاص واحد وتحت إشراف مدير المجموعة وربما يكون أقل من حيث المرتبة والمنصب من شخص آخر يعمل ضمن نفس الفريق.
هذا ما يسمى بالقائد !
وهناك فرق كبير بين القائد والمدير !
فالقائد هو الذي يقوم بقيادة فريق نحو تحقيق هدف محدد ..
والمدير هو الذي يضع الاستراتيجيات ويبحث الأهداف ويديرها ويوزع المهام بين موظفيه.
إدارة Z جاءت لنتاج فكري ثقافي متراكم في اليابان !
في اليابان ، كان المعبود الأول لديهم وإلاههم الأوحد هو الإمبراطور !
وكان الإمبراطور هو الآمر الناهي في الإمبراطورية اليابانية. وحين نشبت الحرب بين اليابان وأمريكا ، قامت أمريكا بهدم صر عظيم لدى اليابانيين وهو .. الإمبراطور !
مع مطلع 1953م بدأ التحول في طريقة الإدارة في اليابان !
وجاء ديمنج ، ليضع نظرية Z في الإدارة الحديثة ..
وركيزة النظرية عند اليابانيين هي : عبادة العمل وزيادة الإنتاج !
فأصبحت العقوبة لدى اليابانيين ، منعهم من العمل !
اتجه الإدارة اليابانية في بداياتها بتكوين فرق عمل ، في الفصول الأولى في الدراسة. ففي اليابان لا يوجد نجاح فردي لشخص واحد إنما يوجد نجاح مجموعة متكاملة !
في فصل واحد يتم تكوين فريق عمل ، ويدربوا على كيفية اختيار قائد الفريق ، تعطى ورقة امتحان واحدة للفريق بالكامل ويتم حلها بينهم جميعاً !!
النجاح يسجل للجميع .. والرسوب كذلك !!
هذه البيئة العملية خلقت إنتاج يصل إلى ما يسمى ZeroError أو الخطأ الصفري ! وهو يعني أنه وعلى خط الإنتاج فإن المخرجات ذات العيب الصناعي .. هي صفر بالمائة !!
وفي هذه البيئة الصحية للعمل ، خرجت ما يسمى بإدارة الجودة الكاملة أو TQM .
لا يوجد اعتصامات ، لا يوجد أعياد رسمية ، يوجد عمل وعمل فقط وإنتاج يتزايد مع الوقت حتى توصلوا إلى ما يسمى بـ JIT أو التوريد اللحظي ، ليكون المخزون يساوي صفر !!
فلا يحتاجون لوجود مخازن كبيرة تأخذ أماكن واسعة من بلد يكتظ بالناس العاملين طوكيو ..
أشكر لكم قراءتكم ، وألقاكم في الحلقة القادمة إن شاء الله ..

م/محمد الصالح

Exit mobile version