السلام عليكم
عندما تكون لديك سيارة أجرة ( تاكسي ) ويكون سائقها ( مجيب الحق ) قد ذهب في إجازة لمدة شهرين والسيارة مركونة أمام بوابة المنزل وتقرر حضرتك التمتع بقيادتها والكسب من ورائها لسويعات محدودة فلن تركب معك أي سيدة أو فتاة مواطنة ، تعرف ليش ؟ لأنك مواطن !
عندما تقف في وجه العدالة أمام القاضي وبجوارك خصمك ( لعبها صح ) وكان خصمك وافداً فإن كل أصابع الاتهام ستتجه إلى عينيك وكل الشكوك والظنون ستتحول إلى شواهد وأدلة ضدك … هل تعلم لماذا ؟ باختصار لأنك مواطن !
عندما تكون محتاجاً وتذهب إلى أحد الجمعيات الخيرية وتطلب منهم معونة أو مساعدة فإن طلبك سيقابل بالرفض الأكيد لأنك غير محتاج للمعونة والمساعدة فأنت غني ولديك أموال لا حصر لها .. هل تعلم لماذا ؟ لأنك مواطن !
عندما تحتاج أحد المؤسسات الوطنية إلى مهندس أو خبير يحمل شهادة ماجستر في تخصص نادر ويكون هذا التخصص هو تخصصك ( فديت روحك ) وتتقدم بالطلب للحصول على الوظيفة وابتسامة مثل إشراقة الشمس على وجهك سوف تتفاجىء بأن طلبك كان مصيره الرفض الأكيد …. نعم نعم لأنك مواطن !!
عندما تذهب إلى أحد المحلات لشراء عطور أو سيارة مستعملة أو حتى ملابس فإن الأسعار سوف تضرب في إثنين وثلاثة من أجل خاطر عيونك .. حبيبي ، أنت نسيت أنك مواطن ؟!؟
عندما تقول لأحد أصدقائك الوافدين أنك لم تتعرف على أي بنت في حياتك وأنك لم تفحط ويلات بسيارتك وأنك لا تذهب إلى مراكز ولا أسواق من أجل الحواطة واللف فلن يصدقك أبداً أبداً … كل المواطنين بيعملوا كده !!
عندما تكون شاباً كاشخاً ومحترماً وتتمشى بسيارتك في شارع ( يسمونه شارع الحب هههه ) وتجد أن الشرطة تعطيك ( فول ليت ) وتطالبك بالوقوف فتقف ويطالبونك بإخراج رخصة القيادة وتصريح المخفي وملكية السيارة وإثبات شخصية فتخرج لهم وعينك باردة كل مطالبهم … ويجدون أن السيارة هي سيارتك فعلاً كما أنه لديك رخصة قيادة ( تنتهي صلاحيتها بعد عشر سنوات ) وكذلك يشاهدون بطاقة الهوية ( اللي ذلوك عليها في الجوازات ) ويتأكدون من أنك أنت الشخص المطلوب وعندما يشاهدون تصريح المخفي يكتشفون أنه ( شامل عاكس سوبر دارك ) ويتأكدون من أن تصريح المخفي صحيح مائة بالمائة وبعدها يخبرونك عن المصيبة التي لم تخطر على بالك أبداً !!
هناك عصابة ( أعتقد أنها روسية ) قدمت بلاغاً في شرطة المدينة تتهمك بالتحرش بأحد ( مقصوفات الرقبة ) وهناك أربعة شهود وكلهم من الروس ( إشرب يا حبيبي ) … وأنك مطلوب في الشرطة للتحقيق معك في هذا البلاغ !!
فتذهب وكلك ثقة ويقين بأنك لم تفعل شيئاً ولم ترى روسيات أبداً في حياتك ( على مين يا فالح؟ ) وتقف أمام المحقق ويخبرك بتفاصيل البلاغ وتفاصيل الإدعاء وأنه تم فتح محضر في الشرطة .. حتى تأخذ العدالة مجراها الصحيح !!
تطلب من الشرطي ثواني للاتصال بالأهل والأصدقاء والواسطات فتكتشف أن شقيقك الأكبر هاتفه مغلق وأن صديقك حمدان في تمرين وسط الصحراء وأن صديق والدك ( واسطتكم العودة ) في العناية المركزة ولا تجد من يساعدك ولا يقف إلى جوارك سوى رب العالمين ( الله لا ينسى أحداً ) !!
وبينما كنت تجري اتصالاتك الميئوس منها يأتيك على الخط الثاني مكالمة من رقم غريب فترد عليها فربما كان ( أبو الحروف ) قد جاء لمساعدتك فتكتشف أن المتحدث هو رجل عربي يقول لك باختصار شديد .. ممكن نتنازل عن البلاغ مقابل مبلغ وقدره عشرة آلاف درهم تدفعها أنت أو أحد أقربائك حالاً إلى الشخص الفلاني في المكان الفلاني وإياك ثم إياك ثم إياك أن تبلغ الشرطة وإلا سيكون مصيرك السجن المركزي ولن تتم مسامحتك حتى لو دفعت مائة ألف درهم !!
عندها سوف تفكر في أسوأ الشرور … عشرة آلاف درهم ( طشونة ) أو التحقيق والنظارة والمحكمة والسجن والقاضي والمحامي والجلسات و ……….. آآآآآآه يا حليلك !!
اعتاد الجميع على عنادك وشجاعتك وقوتك في مثل هذه المواقف وسوف تتصرف بشجاعة وقوة وسوف ترفض العرض هذا وتذهب إلى الشرطي وتخبره بالحقيقة ……. الصراحة … أنت عجيب !!
ستقف أمام الشرطي وتقول له أنك شاب ملتزم ومحترم ولم تغازل أي بنت في حياتك وأنك لا تعرف سوى المسجد والمكتبة وحديقة الحيوانات وسوف تصرخ وتقول أنك بريء وسوف تذرف دموعاً كثيرة وتغرق غرفة التحقيق بالدموع والصراخ وستبكي كما يبكي الأطفال وستقول أنك لم تفعل شيئاً وأنك تشاهد هذه المرأة لأول مرة في حياتك وسوف تحلف بأغلظ الأيمان أنها عصابة وأن هدفها هو ابتزازك من أجل المال و ….
المهم … لن أطيل عليكم القصة … وصاحبنا ( حب يسوي فيها شجاع ) ولم يصدقه أحد … هل تعرفون لماذا ؟ لأنه مواطن !!
بقلم واحد الله يستر عليه