محلقا في السماء اشق عباب الغيوم فَرِحاً مزهواً بجناحي البيضاوان لقد كنت الوحيد الذي يملك مثلاهما و أنا أرى نظرات الحاقدين والناقمين تزداد حده يوما بعد يوم ،
لم أكن اعرهم أي اهتمام جل ما يشغلني هذه السماء وروعتها و أن اقضي أطول فترة بين أحضانها إن لم يكن اليوم برمته لكي يتسنى لي نسيان هذا العالم وهمومه ، لكن أشباه البشر أولئك الذين لا يدعون احد ما لم يدمروه ويقضوا على أماله .
ما الذي يجري من حولي لماذا هم مجتمعون هنا وفي هكذا وقت ، بدأت بالنزول والاقتراب شيئا فشيئا حتى تواريت عن الأنظار وسمعت أحدهم يصرخ قائلاً : انه لعنة انه نذير شؤم ألا يكفي والدته المسكينة الم تمت حال ولادته و والده الذي لا نعلم عنه شئ ، و كل من اعتنى به أو أهتم بشؤونه لحقت به مصيبة انه لعنه …..
أتى رجل من بعيد يمشي لهوينه انه حكيم القرية ، الوحيد الذي ألجأ إليه لحل مشاكلي وسماع همومي ، دخل عليهم بطلته المهيبة بكل شموخ و وقار ألتزم الجميع الصمت لبرهة إلى أن استطرد احدهم بقوله : نريدك أن تجد لنا حلاً في مصيبتنا أنه لعنه تتحرك على الأرض كما اجمع الكل . لكم أردت أن أرى تعابير وجه وردة فعله الآن لكن لا أستطيع التحرك خشية أن يروني فاكتفيت بالإنصات ، صمت الحكيم لبرهة شعرت و كأنها سويعات من الزمن ثم أردف قائلاً : ما بالكم تعيشون حالة من الخرافات و الخزعبلات وتصدقونها لقد وُلد بجناحين هل هذه المعضلة ….
من الحماقة بما كان أن تبنوا ارئكم و أحكامكم على وهم على أساس له … قاطعه أحدهم صارخاً : وهم ما هذا الذي تتحدث عنه وما تفسيرك لكل ما حدث لنا قلة المحاصيل وجفاف بعض أنهارنا و أوديتنا منذ قدومه إلى العالم .
بدأ وجه الحكيم المتهكم الغير قادر على الكلام بالانخفاض ومشى مطأطأ الرأس قبل أن يقول لكل شئ حكمه مهما بدت غريبة لنا ….. بدأ الناس بالكلام فيما بينهم وعلت الأصوات : سنقتله .. سنقتله .. سنقتله ..
وكسريان النار في الهشيم لم تكن هناك كلمه على لسان أهل القرية جميعهم غيرها سنقتله ..
أحسست وكأن الناس جن جنونها والشرر يتطاير من أعينهم والغضب
يملئ وجوههم . و بشئ من الخشية والتوجس حاول الحكيم تهدأتهم وهو يقول : أعدكم أن أجد حلاً قريبا جدا ً ، ولكن لا مناص من ذلك فهم عازمون على فعلهم ..
أشعلوا نيرانهم الأشبه بلظى الجحيم وجهزوا سهامهم على وجه السرعة والتزموا الصمت قليلا وقد كان الهدوء الذي يسبق العاصفة حتى رأيت أحدهم يشير بيده يأمرهم بالتحرك .
خرجت من صمتي المحكم مسرعا أمامهم لم أحتمل أقوالهم وذقت ذرعا بأفعالهم وسأضع حدا لما يحدث ، ها أنا ذا اقتصوا مني الآن إذا أردتم … لم أكد انهي عبارتي حتى خرج علي خمسة من رجالهم بمشاعلهم ، وتحت ترقب بقية أهل القرية ينتظرون لحظة قتلي أوقفهم حكيم القرية بأن أصبح سداً منيعا بيني و بينهم ثم أردف قائلا : إذا أردتم قتله فاقتلوني أولاً . صعق الجمع لهذا المشهد لم أكن اعي ما يحدث ولم تصدق ناظري ما شاهدت .
قال احد القرويين : ابتعد أيها الكهل الخرف ما لم ترد لنا أن نؤذيك . لم يعرهم أي اهتمام ثم امرني بالرحيل من هنا و قال : سأتدبر الأمر ابتعد أنت الآن و لا ترجع إلى هنا أبدا . لا أعرف ماذا افعل أخشى أن يؤذوه لكن نظراته الأَمِرَه … قفز احدهم واخذ يجري بسرعة كبيرة نحوي يريد قتلي … أغمضت عيني وفوضت أمري للعناية الإلهيه … فلم اسمع بعدها إلا صرخة مدوية … لقد كان القروي نفسه وعكاز الحكيم الذي يتوكأ عليه قد وجد مكانه في معدته .. صاح الحكيم : ابتعدوا جميعا … لم ينبس احدهم ببنت شفه ، وكأن على رأسهم الطير ، و ما هي إلا لحظات حتى استعاد الجميع وعيه و استشاطوا غضبا : أقتلوه … ركض الحكيم إلي مسرعا و دفعني بكلتا يداه حتى سقطت أرضا فقال : أرجوك ابتعد سوف يقتلوك . حلقت مبتعداً عن المكان والدموع تملئ مقلتي على هذا الحكيم الطيب لا أعرف ماذا سيكون مصيره … عندما وصلت إلى بقعة أيقنت انه لن يصل إليها احد قررت ألا ابرح مكاني حتى أعلم ماذا سأفعل … عندما حل الليل لمعت ببالي فكرة لم أكن لأعمل بها في ظروف طبيعية …
رجعت إلى القرية متسللاً ، بحثت عن الحكيم في بيته والمزرعة وفي كل مكان اعتاد الذهاب إليه لكن لم أجده يئست من البحث و هممت بالرجوع قبل أن يلاحظ وجودي أحد ، و أثناء ذلك سمعت همهمة رجال يتكلمون فيما بينهم و قال احدهم : ماذا سيكون مصيره ، رد عليه الآخر : لا أعلم فلم يقرروا مصيره بعد ، لكنه يستحق ما يحدث له ، ثم أردف آخر قائلاً : السؤال يكمن في علاقة الحكيم به ؟ أطبقت الدنيا علي بهمومها لقد سجن بسببي ، ماذا عساي أفعل الآن … عدت أدراجي ولم يغمض لي جفن طوال الليل … انتظرت حتى حل الليل مرة أخرى وقد أتى سريعا لا أعلم هل هو الشعور بالخوف وتمني عدم قدومه … رجعت للقرية وبحثت في كل مكان حتى وجدته أخيرا لقد و ضعوه في خيمة صغيرة يحرسها اثنان من الرجال بقيت حتى منتصف الليل و بعد أن تأكدت أن جميع من في القرية نائمين ، رسمت خطتي بعد مراقبة الرجلين ، كانوا يتناوبون على حراسته ابتدأ من منتصف الليل ، ينام أحدهما ويراقب الآخر ، انتظرت حتى بدأت مناوبة احدهما و إلى أن غط الآخر في سبات عميق … أخذت صخرة كانت ملقاة على جانب الطريق وبخفة وابتدأً من مؤخرة الخيمة ، حتى حاذيته ، أخذت نفسا عميقا ثم ألقيت الصخرة ، شج رأسه وخر صريعاً فسالت الدماء بجانبه ، تحسست نبضة لا يزال على قيد الحياة ، أخذته بعيدا و أخفيته … ثم دخلت الخيمة حيث كان الحكيم مربوطاً بشدة ، فككت قيده و احتضنته : أسف فأنا السبب في كل هذا ، رد الحكيم : لا عليك يا بني نحن بخير الآن ، أخذت يد الحكيم و سرنا خارجا حتى شارفنا على الخروج و إذ بنا نسمع صيحات و أهازيج من خلفنا … أنهم أهل القرية و الحارس الجريح يتقدمهم ، قال احدهم : الآن لن تذهب إلى أي مكان … أتبع آخر : وسنقتلك هنا . وقف الحكيم أمامي و قال : هذه المرة لن ننجو و لا طائل من أي شئ سنعمله لذلك لا يوجد إلا حل واحد سأؤخرهم حتى تهرب أنت نحن الاثنان لن ننجو معا . عقد كلامه لساني ولم يرتد لي طرف وقتها ، بقيت ساكنا و أنا أرى جحافل من أشباه بشر ، لن تسكن غريزتهم الوحشية إلا القتل ، أبعدني الحكيم قليلا وقد رأيت في عينية صورة رجل عازم على فعل شئ ما ، وأثناء ذلك و من مكان ليس ببعيد فوق أحد البيوت وجه أحد افرد القرية سهمه نحوي … ابتسم الحكيم ، لأول مره أرى مثل هذه الابتسامة على وجهه و كأنه أراد أن يكون أخر شئ أراه له ، صُوِبَ السهم باتجاهي ، لم ألحظة لقد كنت منشغلا مع الحكيم … أفلت يدي و احتضنني بقوه ثم أدارني قليلا و سكن … لم افهم ماذا فعل أو لماذا … اعتصرني بقوه … وكان يتمتم بكلمات غريبة لم أستطع فهمها … بدأت قبضة يداه تضعف تدريجيا … ثم سقط من يدي … وإذا بي أرى السهم اخترق ظهره … أمسكت أنا به الآن بقوه و أجهشت بالبكاء : أرجوك لا ترحل لا تتركني وحدي … أنزلته بهدوء وأسندت رأسه علي لم أشعر بوجود أحد غيره فقط أنا و هو و كأن الأرض انشقت و ابتلعت أهل القرية أجمع … أرجوك أبقى معي …نظرت إلى عينيه مباشرةً … انتفض في مكانه … وبصوت خافت قال : أنا والدك … لم أدرك ما قاله للتو و كأني لم افهم حديثه … بعد ثواني قليله … وعندما أدركت حقيقة ما قال كان قد فارق الحياة … جن جنوني … جحضت عيناي … كلَّ بدني … لا أعرف ماذا يحدث لي ، نهضت و أنا انظر إليهم .. بدأ شيئا بداخلي يقول : هم السبب .. هم السبب .. قاومت بدني الكليل المتعب و اقتلعت السهم من ظهره سأنتقم .. لم يتحرك أحد .. كشّرتُ عن ابتسامة غاضبة .. أمسكت السهم بأحكام و حلقت حيث كان الرجل الذي رمى بالسهم أمسكت رقبته و غرزت السهم وبحركة دائرية كنت ممسكا برأسه وحده ، سأنتقم .. حلقت إلى منتصف الحشد بدأت بطعنهم واحد تلو الآخر ، سقطت مجموعة منهم ، حينها شعرت بحرارة تعتري جسدي ثم بدماء ساخنة تخرج من أنحاء متفرقة منه … لكن هذا لم يثنيني عن تنفيذ انتقامي قاومت ألامي و أخرجت بعض منها لكن غلة الأسهم زادت في بدني لم استطع حتى أن أرى سقطت على الأرض و سالت الدماء من فمي ، بعدها أحسست أني أطير بحرية بين الغيوم …
إلى أن حلقت عالياً .
::::: The End :::::
تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر
مرة نايس القصة وكلماتها وتتابعها تابع كتاباتك والى الامام ^__^
القصة حلوة وخفيفة وطريقة سردك لها مرة حلو يعيطك العافية استمر في الكتابة والله يوفقك…………
القصة مرررررررررره جيييددده B ومرره تحزن 🙁 االوصف مررره كان فظيع الله يوفقك 😀