قصة قصيرة : فتاةُ تائِهة

السلام عليكم
كيف حالكم ؟
أتمنى أن يكونوا أعضاء مجموعة أبو نوّاف الكِرام بتمام الصحّة والعافية .

أما بعد :
هذه المشاركة الثانية لي في هذه المجموعة .
ومشاركاتي هي :
قصّة قصيرة كتبتها قبل قرابة بضعة شهور ،
ونشرتها أحد المجلات الثقافيّة .
وهي بعنوان : فتاة تائهة .

القصة :
ماهذا الهواء الرائع الذي يدخل في نسمات بشرتي الناعمة ، وهذه الرمال التي تتخلخل بين أصابع أرجلي ،
ماذا ؟ هل يعقل هذا ؟
أأنا لست في غرفتي ؟
أين أنا إذن … فلأفتح عيني وأرى ما أنا فيه ..

فتحت تلك الفتاة عيناها فوجدت نفسها في صحراء عميقة لا مدى لها ، كثيرة الرمال هواءها قوي وليس بقوي
قامت فزعة ً من مكانها
وتقول في نفسها : كيف أتيت إلى هنا ، كيف وصلت إلى هذه الصحراء الكبيرة المريبة ..
فبدأت تركض دون أن تشعر بشي فقط تركض ،
إلى أن وجدت بعضًا من الأغراض في داخل حقيبة قد تركت مفتوحة..
فتحت تلك الحقيبة ، فإذا هي ترى مجموعة أوراق ولكن جميع تلك الأوراق مبهمة !
ماعدا تلك الخريطة التي تأملت خيرًا عندما وجدتها ،
فتحتها ثم فرشتها على تلك الرمال الرائعة وهي تبتسم وكأن الفرج قد أتاها ..
حينما فتحت تلك الخريطة وجدت إنها مكتوبة بلغة غير لغتها فتحطمت بشدّة ثم بكت وانهارت
وطرحت روحها أرضا ،
وكانت تبكي وتنظر إلى مدى تلك الصحراء الكبير ودموعها تقطر على تلك الرمال ..
أثناء نزول دمعاتها البريئة من عينيها ..
تبين لتلك الفتاة سراب ليس ببعيد إنه قريب
ولكن السراب لا يكون كالذي أراه
تمشي الفتاة وتقول ذلك في نفسها

بدأت تقترب والسراب واقف مكانه ثم بدأت تسرّع مِشيتها والسراب يقترب لها،
وتقول في نفسها : ليس سرابا بل السراب يختفي عندما اقترب منه،
انه شئ قد أستفيد منه إن شاء الله ،
ثم جعلت نفسها تركض بأقوى ما لديها من سرعة فأختل توازنها وأحست بأنها ستسقط
بالفعل حصل ذلك نعم سقطت !



حينما أرادت القيام من سقوطها لتكمل مشوارها لذلك السراب – كما تعتقد –
أحسّت أن كل شيء قد اختفى الصحراء والرمال وذلك السراب ايضًا
بل أصبحت في بحر ٍ غامض !
بدأت تبكي وتقول في نفسها : انتهينا من عذاب تلك الصحراء فمالذي أتاني هنا بالبحر الغامض
إنها في بحرِ عميق لا حدود له،
في عتمة الظلام شكله مخيف، وملحه شديد ؛
أغمضت عينيها ثم بدأت تسبح على أمل أنها تجد من يجدها ويساعدها ..
غفت غفوة بسيطة وهي تحرّك ذراعيها وتسبح في ذلك البحر ،
ثم فتحت عينيها فرأت مجموعة من الجبال
تلك الجبال قريبة نوعا ما منها ،
وهي في ذلك البحر المريب ، أخذت تسبح بسرعة و وصلت أخيرًا ،
وضعت أرجلها داخل تلك المنقطة التي يوجد بها الجبال ،
ثم بدأت تمشي بهدوء فإذا هي ترى رجلا غريب الشكل،
سيء المظهر صغير العنين فاقد لبعض أسنانه ،

فذهبت إليه رغم خوفها من شكله ،
وقفت عنده ..
فقالت : السلام عليكم
الرجل : وعليكم السلام – وفي عينيه نظرات مريبة –
هي : كيف حالك وأحوالك ؟
هو : نحمد الله على نعمة السمع والبصر والكلام واللمس والشم
هي : هل لي أن أسألك سؤالاً بسيطاً؟
هو : على الرحب
هي : أين نحن ؟
هو : نحن فيما نحن فيه
هي : أرجوك ساعدني وقل لي أين نحن
هو : لقد قلت لك مابالك قلت لك نحن فيما نحن فيه
هي : ولكن اريد الذهاب الى اهلي ومنزلي فكيف اذهب؟
هو : سيري بعقلك ، واتجهي بقلبك إلى منزلك



أخذت هذه الكلمات تدور في عقلها،

فبدأت تمشي بين الجبال
وبين البحيرات
وبين الأنهار
وبين الكهوف
وبين الرمال
وبين الضباب
وبين الإمطار
وبين الهواء
وبين العواصف
وبين الريح
وبين الرياح
فلم تقف ولكن كانت تمشي وكلها أمل أن تصل إلى ما أرادت،

بدأت تحس بالتعب ولكنها مصرة على المشي
فبعبد ساعات مشتها في تلك الظروف الحالكة
جاءها الفرج وبالفعل وجدت أن ذلك الرجل على حق،

رأت ملامح قريتها الصغيرة قد اقتربت منها ،
فبدأت بالضحك الهيستيري و هي تقول بأعلى صوتها :
لقد وصلت لقد وصلت وكان ذلك الوقت أثناء شروق الشمس ،
ثم دخلت قريتها الصغيرة وأخذت تهرول بين تلك المنازل الصغيرة
تبحث عن منزلها .
أخيرًا وجدت منزلها .
ثم دخلت منزلها فرأت أمامها أمها فأحتظنتها وبدأت بتقبيلها ،

الأم مستغربة : أين أنتي ، وهل أحضرتي ماطلبت منك ؟
الفتاة : أمي ! وما طلبت مني ؟
الأم : لقد طلبت منك الحليب والخبز لكي نُفطر كعادتنا .
الفتاة : يا أمي ولكن أم ، لم ، أ أ …

انقطعت تمتمت الفتاة بصوت الباب يُـقرع ،
ففتحت الأم الباب،
فإذا هي تشاهد رجلا
الأم : من أنت ؟
الرجل : جلبت لكم الخبز والحليب ، بتوصية من ابنتكم.
الأم : شكرًا لك

نظرت الفتاة إلى الرجل وأخذت تلحقه
ثم جاءت إليه وقالت : كيف يحصل كل هذا ؟
ثم أجابها ذلك الرجل الغريب : سيري بعقلك ، واتجهي بقلبك الى بيتك ،
ثم ذهب واختفى بين المنازل الصغيرة .

تمّت القصة .
أرجو أن القصّة حازت على استحسانكم .
القصّة تندرج تحت أحد أقسام القصّة القصيرة الحديثة .
القصّة الفجائيّة المبهمة .
وأعتذر – إن كان هناك – عن الأخطاء الإملائية أو النحويّة .
إلى اللقاء ، ونراكم في مشاركات أخرى .

Exit mobile version