قصة قصيرة / جميعهم ضد شاربي ..

علاقتي بشاربي كانت وطيدة يقاسمني أفراحي و أتراحي إذا أكلت شاركني و نال نصيبه إذا شربت اللبن تبقى آثاره باقية عليه لا يعرف كيف يتصرف معها حتى آتي أنا و أمسحها براحة يدي.
انه طفلي المدلل و بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي وجهت لي بقولهم : "وش ذا الشنب" إلا أني لم أعرهم أي اهتمام و مع دوران عجلة الزمن و حال الحاقدين و الناقمين على الماي موستاش تزيد حده يوما بعد يوم حتى و صلت إلى مفترق طرق إما أن أقتله و أزيله من حياتي أو أن أكمل مواجهة انتقاداتهم بقية العمر ازدادت حيرتي.
و كما يقال في الأمثال "كثر الدق يفك اللحام" رضخت و أذعنت لما أراه أنهم وضعوه في بروتوكولاتهم ضدي ذهبت إلى المرآة و لأول مره أدقق النظر بشنبي لأن علاقتي بالمرآة لا تتجاوز تبادل النظرات الخاطفة لكن بعد أن أمعنت النظر و بتلقائية و بدون أن أشعر قلت: "وش ذا الشنب" أطبقت يداي على فمي و أنا ألومه كيف تجرأت و قلتها تستحق الكي بالنار على ما تفوهت به لكن ما يمنعني من ذلك هو أنك تحمله تحمل شنبي المدلل أيتها الشفاه الغبية بعد أن قررت أن أصب جام غضبي بالتحديق و تبين مكامن الضعف وضعت التردد جانبا وأجزمت أن اغتاله في ليلة أتذكرها شعرت وقتها أن القمر لن ينمحق و ما إذا كان ما أفعله صحيح أم أني تجردت من مشاعري و أنصعت لمن أسميهم الحاقدون و مفرقو الأحبة لم أرفع الشعارات أو أقيم الحملات كعادتي بل اكتفيت بالصمت و السير بهدوء إلى معقل الجزار (صالون الحلاقة) حيث لا أعلم هل ستعود حياتي لرتابتها كما كانت أم أني سأندب حظي و أبكي دما بمثل هدوء تلك الليلة سارت قدامي و ملايين الأفكار ساورتني للعدول عن الفكرة لكن الوقت تأخر ها أنا أمام باب صالون الحلاقة و أتقدم خطوه و أتبعها بأخرويتين للخلف و كأني ذاهب إلى مقصلة الإعدام مما أثار الريبة في نفس صاحب الصالون.
لا أعرف كم استغرقت من الوقت لكنها مرت علي كأنها دهر و صاحب الصالون ينتظر كأني فريسة تحاول اللوذ بالفرار و قد رفع صحيفة من الورق كتب عليها (نقفل الساعة 2:30 بالليل) كأنه قرأ أفكاري و عرف أني أحاول التملص حتى يقفل و بذلك أعود أدراجي تقدم هو و فتح لي الباب دعاني إلى الدخول استوضح مني ماذا أريد و أنا مطأطئ رأسي خشية أن يرى قطرات الدموع الذي أحاول جاهدا إخفائها أخذ يطبطب على رأسي و هو يقول سننتهي من هذا سريعا أدار ماكينة الحلاقة وبدأ يلوح بها أمامي انتفضت من مكاني و أمسك كتفي أحسست بعينه و الشرر يتطاير منهن و هو يقول "لقد قلت لك سننتهي من هدا سريعا" وبدأ يجز شاربي و أنا مغمض العينين غير مصدق لما يحدث ما أن انتهى من ذلك حتى قال "حلقته لك على رقم أثنين كويس" لم أتكبد عناء رفع رأسي و قلت و ملئ صوتي حشرجة : لا جزه على رقم واحد نظر إلي باستغراب و كأنه يعتقد أني فاقد لقواي العقلية أنتهي ذلك بأسرع مما توقعت خرجت سريعا و لم أتوقف إلا أمام مرآة غرفتي التي أشرت أن علاقتي بها ليست قويه رأيت بعض قطع شاربي المتناثرة بعض الشعيرات خارجه من فمي فتحته و إذا بي أرى شعيرات شاربي لقد لحقت بي إلى هنا أم أن عقلي أوحى له بأن يلتقط ما سقط منه خشية فقدانه أدخلت الماء إلى فمي و أخرجته و هنا انقطع كل دابر أمل في رؤيته مجددا تفرغت الآن لنفسي و بدأت أرى الأثر الذي خلفه على وجهي أتأمل تقاسيمه فقلت بيني و بين نفسي أنها تجربه ليست سيئة أرتفع صوتي شيئا فشيئا أذهب للجحيم أيها الشارب لكن في قرارة نفسي لم أكن متأكدا إذا كنت سأعيد هذه المغامرة و التجربة الفريدة …


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

Exit mobile version