اسلاميات

في رحاب آية : العمرة وفضلها “آية 158 سورة البقرة”

الكعبة هي بيت الله الحرام، وقِبلة المُسلمين، جعلها الله سبحانه وتعالى مناراً للتوحيد، ورمزاً للعبادة، يقول تعالى (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ)، كما أنها أول بيت وضع للناس من أجل عبادة الله عز وجل ، قال تعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ). ويبدأ تاريخ الكعبة الطويل في عهد نبي الله إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام، حين أمره الله سبحانه وتعالى بأن يسكن مكة هو وأهله، وكانت مكة في ذلك الوقت جدباء قاحلة، وبعد أن بلغ إسماعيل عليه السلامة، أذن الله تعالى لهما ببناء الكعبة ورفع قواعدها وكلنا يعرف القصة كاملة.

العمرة وفضلها

يقول تعالى في كتابه العزيز من سورة البقرة (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ( 158 ))، وأما الصفا والمروة فهما الجبلين المعروفين بمكة في طرفي المسعى، والمراد بالشعائر هنا المناسك التي جعلها الله أعلاماً لطاعته فالصفا والمروة منها حتى يطاف بهما جميعاً. والحج في اللغة تعني القصد، والعمرة تعني الزيارة.

الحرم المكي

ولهذه الشعائر فضل عظيم على العبد، والأجواء في البيت الحرام إيمانية تبعث الطمأنينة والسكون في الروح والجسد، وللعمرة فضل عظيم، وتعود على فاعلها باليُمن والبركات بإذن الله، فالحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، وفيهما طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه المناسك تعادل الجهاد في سبيل الله وخصوصاً للنساء والضعفة، ويكفي أنك تكون في حصانة ورعاية الله في ذلك المكان الطاهر، وأنت في بيت الله الحرام، وضيف الله.

الكعبة

وكما نعلم بأن الصلاة في الحرم بمائة ألف كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “صلاةٌ في مَسْجِدي هذا أَفضَلُ مِن أَلْفِ صَلاةٍ فيما سِوَاهُ إلا المَسجِدَ الحَرَامَ، وصلاةٌ في المسجدِ الحَرَامِ أَفضلُ من صلاةٍ في مسجدِي هذا بمائةِ صلاةٍ”، كما أن العُمرة هي الحج الأصغر، والعمرة في رمضان تعدل حجة، لذلك هنيئاً لمن انتهز هذه الفرصة العظيمة، وقضى بضع ليالٍ من شهر رمضان الفضيل في رحاب الله في بيته الحرام أفضل الأماكن على وجه الأرض، فالأجواء الإيمانية في ذلك الوقت لا مثيل لها ولها وقع كبير على النفس. نسأل الله العظيم ألّا يحرمنا إياها.

الحرم المكي 1

الكعبة 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى