فضفضة ،
لم أكره في حياتي شخص كالطالب ( الدافور ) الذي يباغت الأستاذ عند دخوله الفصل بترديد عبارة ( أستاذ فيه واجب ) ثم يكررها وهو يرفع دفتر الواجب في كل لحظة ينشغل الأستاذ بها في شرح الدرس بينما نحن ندعي الله في كل ثانية من الحصة أن ينسى الأستاذ أمر الواجب !! .. و عندما يستجيب الأستاذ إلى إلحاح هذا المزعج ثم يبدأ بتصحيح الواجب ، فجأة وإذ بهذا الحقود يرفع يده مره أخرى و يستأذن الأستاذ قائلاً ( أستاذ اروح اجيب عصا من الوكيل عشان اللي ما حلوا الواجب .. ترى انت امس قايل اللي ما يجيب الواجب بخصم عليه درجات و بضربه ) .. يا إلهي كم أكره هذه الفصيلة الحقودة
عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في مأمن من الجحافل البربرية القادمة من الشمال ، بنوا سور الصين العظيم و اعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه ، و لا اختراقه لشدة كثافته و لكن خلال المئة سنة الأولى من بعد بناء السور ، تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات وفي كل مرة لم تكن الجحافل البربرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه ، بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس رشوة ثم يزحفون عبر الباب !! .. لقد انشغل الصينيون ببناء السور و نسوا بناء البشر .. و ذلك هو الخطأ الذي ينبغي تجنبه و أن نكسب كل من حولنا من البشر و نبنيهم بحسن المعاملة !!
مهما أختلف البشر في تركيبتهم الجسدية و النفسية و مهما تنوعت أجناسهم و أعرافهم و تفاوتت أطباعهم بين الصالح و الطالح إلا إنهم جميعاً يتفقون في ( الرغبة ) بمحبة الآخرين لهم و لكنهم يختلفون في ( كيفية الحصول عليها ) إلى درجة أن بعضهم قد لا يحصل عليها و ذلك لسوء التطبيق العملي كما هو الحال مع الطالب ( الدافور ) السابق ذكره حيث ضحى بمحبة الطلاب في سبيل الفوز بمحبة المعلم و لم يعلم هذا المسكين بأنه خسر المعلم قبل خسارته للطلاب و ذلك لسببين .. الأول: نيته الخبيثة في إيذاء زملاءه .. و الثاني: انه كما يتهرب معظم الطلاب من حل الواجب ، فإن معظم المعلمين يتهربون من تصحيحه ايضاً .. اسألوني
ليس هذا الطالب هو النموذج الوحيد فقط بل هناك نماذج أخرى منها نموذج مقصده خدمة البشرية و لكن تطبيقه مخالف لذلك تماماً .. يا ترى ما هو ؟ .. متحمسين تعرفونه ؟
هذا يبغانا نشرب الموية ولا نقطفها ؟؟
أنا عندي يقين أن ( فاعل الخير
قد يبدو لنا من تصرفات بعض الأشخاص انهم ( نذلين ) و ( حقودين ) أو كما تقول أمي ( أنجس من بولهم
ليته أكتفى بهذا القدر بل إن هذا ( النكبة ) قد حصد العديد من الضحايا كما أسلفنا بمعنى انه يسعى في الأرض فسادا
المستفز ليس في مقالب هذا ( النكبة ) و إنما في ضحكته التي يطلقها بعد أفعاله المشينة .. تفقدك صوابك إلى حد يفوق الجنون
حتى على الصعيد الفوتوغرافي فإن أمثال هذا الشخص كُثر و لكن نسبة النذالة بينهم تتفاوت من شخص إلى أخر .. و لنبدأ مع أول صورة لأحدهم و سأترك لكم أمر تحديد النسبة
تنبيه: لا ينصح بإستخدام هذا المقلب عندنا لأننا شعب تغلب عليه كثافة الشعر مما يعني اننا قابلين للإشتعال كالبنزين تماماً
أيضاً لنتأمل عمق العطف و الرحمة في الصورة التالية و التي يفترض أن صانعها يصنع صناعة تساعد البشر في الوصول إلى أماكن مرتفعة .. و لكن ليس هذه المره
حتى مواطن الراحة لم تسلم من نذالة هؤلاء الحاقدين
تباً لهم .. حتى راحتنا محسودين عليها
كنت في طفولتي أشتكي و أتذمر من قسوة معاملة الكبار لي .. فقد كنت أتمنى جلوس أمي على كرسي هزاز بجانب سريري وهي تقرأ على مسامعي قصة ( أليس في بلاد العجائب ) ثم تطبع قبلة حنونة على جبيني و تتركني لأنام بعد أن تطفئ ضوء الأبجورة ( ذلك الشيء الذي أبكاني مؤخراً عندما شاهدته على الطبيعة في مفروشات المطلق
ما أجمل قسوة أبائنا حين يوقظونا من النوم بـ ( رفسة رجل ) و ليس بـ ( صعقة أذن ) كما فعل هذا الأمريكي .. صحيح أن أبائنا يصرخون علينا و نحن نائمين و لكن قدراتهم الصوتية لا تصل لقدرات بوق البواخر – الذي بحوزة الأمريكي – على الرغم من إجتهادهم الملحوظ لبلوغ صوته
و يستمر مسلسل الإضطهاد الطفولي عند الغرب الذين كانوا يخدعونا في إعلامهم بالحنان الزائف .. فقد كنت أغضب جداً عندما أرى الأب الأمريكي يدخل غرفة أبنه وهو نائم في منتصف الليل ليطمئن عليه بينما أبي يدخل غرفتي أثناء نومي ليطفئ المكيف
سفك صريح لبراءة الطفولة و إن كانت نظرات الصغيرة خاليه من البراءة و السبب على ما يبدو في شعورها بما يجري خلف كواليس اللوحة
ما يقلق فعلاً هو أن هناك أشخاص تمادوا بمؤامرتهم ضد الأطفال و أصبحوا يسعون جاهدين لإبادتهم و التخلص منهم تماماً مثل صاحب الشأن في المشروع التالي:
بالطبع فإن كل من سيشاهد هذه الصورة سيصرخ مستنكراً: ( ضااااقت الأماكن
إذن كما شاهدنا .. نماذج معدومة الإنسانية و على الرغم من ذلك ، فإن هؤلاء أيضاً يرغبون بحب الآخرين لهم و لكن على نطاق محدود .. أي انهم يهتمون لأشخاص معينين و الباقي كما يقول إخواننا المصريين: ( يتحرئو بقاز
هل سألت نفسك يوماً: هل أنت محبوباً بين الآخرين أم لا ؟ .. و إذا افترضنا جدلاً بأنك تملك من النرجسية ما يجعلك تقطع تساؤلك مجيباً بثقة عمياء: ( اكيييييد محبوب و نص
صحيح انك لا تعلم الغيب لتكشف ما تخفيه القلوب من خفايا تناقض اللسان و لكنك تستطيع اختراق تلك القلوب و تستكشف تفاصيلها من خلال معرفتك لنفسك !!
يقال بأنه كلما ارتفع البنيان كلما أحتاج لأساسات أعمق و أمتن .. أيضاً من غير المعقول أن نبني الدور الثاني قبل الدور الأول و هكذا هو حالنا مع قضية ( المعاملة ) حيث لا نستطيع أن نبني أنفسنا بناء ناجح و صادق يقربنا إلى قلوب الناس إلا إذا أقمنا أساسات متينة و تدرجنا ببنائها مبتدئين بأول لبنة وهي تطبيق رأي الإسلام في قضية ( المعاملة ) !!
يقول المصطفى عليه الصلاة و السلام لأبي ذر في حديث أوجز المفهوم الشامل للمعاملة: ( اتق الله حيث ما كنت و أتبع السيئة الحسنة تمحها و خالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي .. ولو تأملنا هذا الحديث لوجدنا أنه قسم المعاملة إلى ثلاثة أقسام:
الأول: تعامل العبد مع ربه بقوله صلى الله عليه وسلم ( إتق الله حيث ما كنت ) .
و الثاني: تعامل العبد مع نفسه بقوله ( و أتبع السيئة الحسنة تمحها ) .
والثالث: تعامل العبد مع غيره بقوله ( و خالق الناس بخلق حسن ) .
و من منظور التعامل مع الأخر فإن حسن التعامل مع المخلوق لا يصدق إلا بحسن التعامل مع الخالق ثم مع النفس .. فمن أحبه الله حبب فيه خلقه .. بالإضافة إلى أن أجر التعامل مع الله لا يقتصر على الآخرة كما يعتقد الكثير ، بل حتى في الدنيا يكافئ المرء على حسن تعامله مع ربه و ذلك في قوله تعالى: ( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) .. إذن ( لا تقدم لله ما يكره و تطلب منه ما تحب
أما بشأن التعامل مع النفس ، فإن شخصية الفرد تنعكس تماماً على تعامله مع الآخرين مهما تصنع و تقمص و تقنع بقناع الدبلوماسية .. فالمعاملة تأثير و ليست تمثيل على الأخر.
و ما أثار حفيظتي في الحديث السابق هو أن النبي لم يسرد مبادئ و طرق في كيفية التعامل مع الآخرين و إنما أوجزها في فضيلة واحدة فقط و هي فضيلة ( الأخلاق ) .. فهي قيمة إنسانية نبيلة تحلى بها البشر في الجاهلية و بعث الله نبينا ليتمم مكارمها .. بل إن الله سبحانه عندما مدح النبي في القرآن قال عنه ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) و ذلك لأن الأخلاق أساس الدعوة و شريان التعامل مع المسلمين .. فالناس لا تستفيد من صلاتك و قيامك و قراءتك للقرآن و إنما تستفيد من تخلقك في التعامل معها .. و هذا ما أشار إليه النبي في حديث المفلس حيث قال عليه الصلاة و السلام: ( إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار )
مبادئ في كيفية التعامل مع الآخرين
نظراً لتمرد يدي في الكتابة و حرثها للكيبورد و كأنه بيانو
تنويه: لا توجد مبادئ محصورة بعدد محدد ولا بفكر موحد ولا بنتيجة نهائية .. و ما سأكتبه لا يعني بأنني المنقذ و حلال المشاكل و إنما هي مجرد وجهة نظر أطرحها بين أيديكم لعلها تضيء حياة شخص ما !! << أمانة ما خقيتوا ؟
1- لكي تكون محبوباً ، كُن مُحباً ولو بإفشاء السلام .. فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم في حديث أبي هريرة: ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) … و أعلم بأن الحب و الكره مشاعر متبادلة .. حتى و إن لم يبادلك الأخر بحبك له ، فحتماً سيخجل من كرهك !!
2- عندما تتحدث لا تخاطب الأذن دائماً ، بل إخترق القلب بسهام الكلمة الطيبة .. فإن لها تأثير قد يغير مجرى الكون بأكمله .. لا أقولها مبالغة .. فقد كان السبب الشهير لتأليف صحيح البخاري هي كلمة شيخه إسحاق بن راهويه حين قال: ( لو أن أحدكم يجمع كتاباً فيما صح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ) قال البخاري: ( فوقع ذلك في نفسي ) .. بعدها قام بتأليف كتابه الصحيح و الذي أجمعت الأمة على صحته حتى أصبح من أوائل مراجع الحديث و ذلك بفضل الله ثم بسبب ( كلمة ) !!
و عندما نبحث عن سر إهتمام الإمام الذهبي بعلم الحديث .. سنجد بأن السبب يكمن في كلمة صدرت من شيخه البرزالي حيث قال بعد أن رأى خطه: ( يا بني خطك هذا يشبه خط المحدثين ) .. قال الذهبي: ( فحبب الله إليّ علم الحديث ) حتى قال السبكي: ( لو قام الذهبي على ثنية -على جبل صغير- وأُتي بالرواة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهده لقال: هذا فلان ابن فلان روى عن فلان عن فلان )
و الذكي هو الذي لا يملك شيئاً فيعوض عن نقصه بسحر الكلام و الحديث عن كل ما يهتم به الأخر و يسعد به كما يقول المتنبي:
لا خيل عندك تهديها ولا مال *** فليُسعد النطق إن لم يُسعد الحال
3- تعامل مع كل شخص و كأنه أحب الناس إليك .. فعندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل .. قال عمرو: فحدثت نفسي أنه لم يبعثني على قوم فيهم أبو بكر وعمر إلا لمنزلة لي عنده ، فأتيته حتى قعدت بين يديه فقلت: يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟ .. قال :عائشة .. قلت: من الرجال .. قال: أبوها.. قلت: ثم من ؟ .. قال: عمر .. فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم
4- صحيح أن المتحدث هو المؤثر و لكن العجيب أن الناس تبحث عن المنصت دائماً .. لذا تعود دائماً على الإصغاء ولا تفكر بالرد على الكلام أثناء إستماعك له .. أما إذا أردت التحدث بل و أن ترغم الطرف الأخر على الإنصات لك ولو لساعات ، فتحدث عنه
5- كن لماحاً بإقتناص إيجابيات الأخر و سخياً بالثناء عليه و تشجيعه حتى يتفجر الإحمرار في وجنتيه ( ولو انها صعبه عندنا
مجتمعاتنا العربية ( يغلب ) عليها الإحباط و عدم التفاؤل و السخط و النقد و المأساوية حتى انعكست تلك الصفات على تعاملنا مع بعضنا البعض .. فأصبحنا لا نحفز ولا نشجع بل و نسخر من أي تطور أو تحسن تنموي و نقدم ظن السوء على الخير و الإحباط على التفاؤل في أتفه الأمور إلى درجة انك إذا تلقيت مكالمة من صديق لك يطلب منك أن ترشده إلى طريق مختصر لأحد الوجهات في الرياض ثم أخبرته بالطريق ، تجده يرد عليك و بسرعة: ( اكيد تلقاه زحمه الحين ) .. و لو سألته: ( وش دراك انه زحمه ؟ ) .. يقول لك: ( مدري بس اتوقع ) !! << حتى في التوقعات نقدم الإحباط
6- كن متواضعاً .. ليس نزولاً لمستوى الأخر ( كما يعتقد الكثير ) و إنما لترفع من مستواك الثقافي لأن كل شخص تقابله يمتلك خصلة يتفوق عليك بها مهما كان ( تافهاً ) في نظرك << نسخة من هذه النصيحة إلى بعض دكاترة الجامعات
7- أعطي كل شخص قيمته و ناده بأحب الأسماء و الألقاب إليه .. و هذا أمر حساس و دقيق جداً في التعامل لا يرى مدى تأثيره ( بوضوح ) إلا المعلم مع تلاميذه .. فهناك فرق بين أن يناديك شخص ( هيه انت ! ) و بين أن يناديك بأسمك .. فقد تلتف إليه بجوارحك في النداء الأول و لكنك ستلتف إليه بقلبك في النداء الثاني .. و من هذا المنبر أوجه تحية صادقة إلى كل زوجه اسمها في جوال زوجها: ( الموت البطيء
8- خذ العفو و التمس العذر و أصفح عن كل إساءة لك .. فأنت المستفيد الأول لإمتثالك لقوله سبحانه: ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .. و من أجمل ما قرأت في هذا المبدأ ، مقولة للفيلسوف ( فرانسيس بيكون ) حيث قال: ( إذا انتقمت لنفسك من المسيء إليك فقد ساويت نفسك به.. وإذا صفحت عنه فقد استعبدته )
9- بادر بالسلام و السؤال عن الآخرين .. فإن المبادرة كالإنطباع الأول يبقى أثرها دائماً .. وهي التي تعكس ما يطرأ على ذهنك من تفكير و ما يجول في خاطرك من مشاعر تجاه الأخر .. لذا فإن من يتصل أو يرسل ، ليس كمن يستقبل !!
10- كُن أكثر رحمة على الناس من أنفسهم .. فمن لا يرحم الناس لا يرحمه الله .. و خير ما نقتدي به في هذا الشأن هو نبي الرحمة المبعوث ( رحمة ) للعالمين .. فقد قال عليه الصلاة و السلام: ( إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها ، فأسمع بكاء الصبي ، فأتجوز في صلاتي ، كراهية أن أشق على أمه ) .. فإذا كانت رحمة نبينا بلغت عمود الدين – الصلاة التي فرضها الله من فوق سبع سماوات و ألزمها حتى على المجاهدين المقاتلين على خط النار – فكيف برحمتنا التي لم تبلغ قلوبنا حتى ؟؟
ما يؤسفني هو أننا أصبحنا ندعوا لرحمة بعضنا البعض بعد أن كنا ( نتدلع ) بالدعوة لرحمة الحيوان .. فمن ينزل لشوارعنا اليوم يرى قسوة بعضنا مع العمالة .. و من يقرأ جرائدنا يرى وجوه خادمات منزوعة الملامح من شدة الضرب .. هذا ما خرج على السطح الإعلامي ، فكيف بمن يشتموا خادمتهم و يستعبدوها بالعمل المتواصل و يبخلوا بإطعامها بالإضافة إلى تركها محبوسة في البيت عند خروجهم للاجتماعات العائلية خوفاً من أن تتأثر بتحريض خادمات أقاربهم و فوق كل هذا يتأخرون بتسليم راتبها و ربما يقطعونه عنها تماماً .. بل حتى النوم لا تكاد أن تنعم به في غرفتها ( هذا ما إذا كانت تنام في المطبخ
11- حقق الموازنة في تعاملك مع الآخرين و تعامل مع كل شخص حسب مزاجه و نفسيته .. فعلى سبيل المثال: لا تنفعل مع الشخص الغضوب و أجعل بينك و بينه ( شعرة معاوية ) بحيث أنك ترخي إذا شد و تشد إذا رخى !!
12- لا توجد علاقة ناجحة دون إيثار و تضحية و تقديم مصلحة الأخر على مصلحة و سعادة الذات حتى في أبسط الأمور .. فمن الخطأ أن تفرض رغباتك على الآخرين و ترافقهم بما تهواه نفسك من إختيارك للمكان و الزمن و تقاطع حديثهم ليتحدثوا عن ما ترغب بطرحه أنت !!
13- إستثمر في تعاملك مع الأخر كما يستثمر الوالدين في تربية أبناءهم و أغدق عليه بالعطاء الإيجابي ( المستمر ) كما يغدق الأب على أبناءه بالمال و الأكل و الشرب و التوجيه كي ينال برّهم له .. ( و بالمناسبة أنا استغرب من بعض الآباء عندنا .. يهزئ في عياله و يتوطاهم و يمسح بهم البلاط و يفشلهم قدام الناس و إذا كبروا يبغاهم يبرّون فيه و يرعونه .. تمهل عزيزي .. فأنت تتعامل مع بشر
14- لكي تشعر بالأخر ، ضع نفسك مكانه .. و لكي تفهم وجهة نظره ، عليك أن تخرج من قناعاتك و تتقمص قناعاته .. المهم أن لا تحكم على ما يدور بينكم إلا بعد أن ترى الأمور من منظوره
15- إجمع بين كسب الصدقة و محبة الأخر لك ( بالإبتسامة ) .. فهي من الأمور التي تجمع بين رضا الرب و رضا الناس .. و هي الصفة الوحيدة التي أدركت غاية رضا الناس بعد أن كانت ( لا تدرك ) .. و هي مفتاح دخولك إلى قلب كل شخص مهما صعبت أطباعه .. كيف لا و قد أوصى النبي صلى الله عليه و سلم بها في قوله: ( لا تحقرن من المعروف شيئاً و لو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) .. و قال الإمام ابن عيينه: ( البشاشة مصيدة المودة .. والبر شيء هين: وجه طليق و كلام لين ) .. حاول و جرب .. و إن صادفت من يتهمك بالجنون أو يشتمك ، حاول مرة أخرى و لا تتوقف فأنت في مجتمع يحب يفهم غلط إلا من رحم
16- عند الإنتقاد: افصل السلوك عن الشخص و انتقد الفعل و ليس فاعله .. و أبذل قصار جهدك في مدحه و الثناء عليه قبل أن تنتقده حتى يتقبل منك و يشعر بإهتمامك لمصلحته و حرصك عليه !!
17- الاستئذان .. صفة حميدة تـُشعر الأخر بهيبته و مكانته أمامك مما يجعله يسمح لك بما لا يسمح لغيرك .. فإذا كان لك حاجة عند شخص و تريد أخذها مع كسب رضاه و تقديره و حبه ، استأذن بكل بساطة !!
18- تقبل الأخر كما هو ولا تتوقع الكمال في شخصه و تصرفاته .. فأنت تتعامل مع بشر يخطئ و يصيب.
19- اختبر مقياس حسن تعاملك مع الأخرين و اسأل نفسك هل تحسن تعاملك مع الفقير قبل الغني و الضعيف قبل القوي و الصغير قبل الكبير .. إذا كانت الإجابة ب ( نعم ) فأنت شاطر
20- عامل الناس كما تحب أن يعاملوك .. حكمة دائماً ما نسمع الألسنة ترددها و مع الأسف نادراً ما نرى من يطبقها ، فكن من رواد المطبقين لها
إعتراف
هذا ما تفتق له ذهني من ذكر بعض المبادئ .. و للأمانة أنا ( و بكل صدق و أسف و ندم ) لم أطبق فعلياً إلا القليل منها و أدرك تماماً بأن هذا الإعتراف قد يقصفني بردود نارية مثل: ( علم نفسك يا رويبضة ) .. و مع هذا لن أبرر قائل : ( عادي .. خذوا الحكمة من أفواه المجانين
و ختاماً و كالعادة .. أعتذر عن الإطالة و لكن احمدوا ربكم .. انا عالأقل ازعجكم بكثر الكلام .. غيري كل شوي طاق بابكم و مزعجكم بطلب فلوس سلف .. وش الأحسن انا و لا هو ؟ .. اشوفكم في موضوع أطول بإذن الله
تابعني على:
تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر