بينما كنت أهم بدخول احد المطاعم الكبيرة المليئة بالمرتادين وإذ بتلك الفتاة التي تفترش الأرض على يمين باب المطعم ومعها طفل صغير ينام على الرخام المكون لعتبات المطعم !!
ظل الطفل تارة يلعب وتارة أخرى يتأمل الناس من حوله يدخلون ويخرجون ولا يأبهون به ولا بأمه إلا النزر اليسير منهم !!
طأطأت الأم رأسها بعد أن كانت تبحلق في وجوه الناس طالبتا الصدقة والإحسان !! و بدأت تلعب بأطراف العباه بلا فكر وبلا تركيز , أيقنت أنها استغرقت بالتفكير وانفصلت على الواقع المحيط بها !!
كان الناس بالمطعم يقهقهون ويضحكون وعلى بعد خطوات منهم امرأة حبست الدمعات خلف الغطاء , وكتمت الآهات بين الأضلع التي أجهدها السؤال وأعياها الطلب وأفحمها التسول على موائد اللئام !!
كان المشهد دراميا مبكيا بكل تفاصيله, الفتاة في مقتبل العمر بلا عائل ولا سائل ولاملجئ إلا الله عزوجل .
عاد الطفل للنوم بعد دقائق من اللعب والتأمل فيما حوله, وتأكدت انه لن يحلم أحلام سعيدة كما يحلم من هم في سنه !!
تسألت في حوار داخلي مع نفسي أين الخلل؟؟
وما هي الحلول لهذه الإشكالية الكبيرة التي تهدد المجتمع وتؤرق الكثير من الناس خصوصا المهتمين بالشأن العام .
هل نحن فعلا كما قال الشيخ محمد عبده حينما نفي إلى لندن في بدايات القرن الماضي ( رأيت بلاد الغرب فوجدت مسلمين بلا إسلام وعدت إلى بلاد الشرق فوجدت إسلام بلا مسلمين )
هل نحن نتعامل مع الأمور على الأرض بشكل مختلف عن ما نعلنه ونظهره للناس !!
وهذا فعلا واقع يحتاج تدقيق وإعادة نظر ورؤيا واضحة للحل الذي لا يصعب إذا توفرت النية الصادقة والإخلاص في العمل وتكاتف الجهود من جميع أطياف المجتمع وصناع القرار لزرع الابتسامة على شفاه بائسة حزينة تأوهت من الجوع والحرمان ولكنها أيضا تلهث بالدعاء لكل صاحب مبادرة ايجابية مهما قلت ومهما صغرت .
كيف لا ونحن امة وصاها قائدها الأعظم محمد عليه صلوات ربي وسلامه بمقولة خالدة هي ( اتقوا النار ولو بشق تمرة )
والشق هنا ليس النصف كما يعتقد البعض إنما أي جزء حتى ولو كان يسيرا من التمرة.
إنها رسالة واضحة فحوها على الجميع دور لابد أن يلعبه مها قل ولكن لا تقف مكتوف الأيدي نهائيا في مثل هذه الحالات الإنسانية أبدا.
إنها لحظات نختبر فيها ونمتحن, ولا يقف الصوت القادم من دواخلنا عن تنبيهنا إلى هذه الواجبات العظيمة والتي يعتقد البعض وهو مخطئ بأنه لا ناقة له فيها ولا جمل !!
إننا بحاجة إلى عودة حقيقة إلى منطلقات الإسلام الحقيقة والخالدة, ومن أهم هذا الاشراقات روح التكافل والتعاون على البر والتقوى و أن يتواصى الناس فيما بينهم سواء كانوا أقارب أو جيران أو أصدقاء.
وان نعمر قبورنا بأجود ما عندنا مثل ما نعمر بيوتنا بأفضل ما لدينا ونفرشها ونؤثثها بأجمل ما ترى العين وتطرب له النفس ويرفرف له الفؤاد.
إن ما يجب علينا هو الاستفادة من جميع الخيرات الاقتصادية المنمية للأموال الخاصة بأعمال الخير والبر والإحسان من خلال توليفه استثمارية محكمة الصنع بالإضافة إلى العودة السريعة إلى سنة الوقف وتطويرها وتعميمها على جميع الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية وكذالك تطوير برامج الأسر المنتجة وتحويل الجمعيات الخيرية ومن كان في حكمها إلى ورش عمل لمحدودي الدخل بدل أن تكون مشاريع تسمين لهم تفتقد إلى الخطة والرؤيا و البعد التطويري لهذه العائلات المستفيدة.
والاهتمام بتعليمهم وتدريبهم وإدخالهم لسوق العمل سواء كانوا حرفيين أو تجار أو موظفين وقلب أحوالهم من مستفيدين من مال الصدقة والزكاة إلى باذلين له
والابتعاد عن أسلوب الدفع المادي المباشر لمدد طويلة حيث يكون التراخي والتكاسل عن العمل والاعتماد على الغير شعار تلك الأعمال .
كما أنني أشيد من هنا بتجارب رائعة لبعض الأسر والعائلات التي فعلت صناديق الأسرة الخاصة لخدمة فقراء العائلة وإعادة تأهيلهم وأتمنى تعميم التجربة على جميع الأسر لما لها من اثر بالغ لتنمية والتطوير داخل الأسرة الواحدة.
إن التكاتف الرسمي والاجتماعي من اجل الفقراء والمحتاجين لهوا صمام أمان المجتمع من انحراف هذه العقول والأبدان إلى ما يحمد عقباه فيما بعد .
ولهوا أيضا حق الله في أموال الناس فالمال مال الله ويجب أن يكون في أيدينا قبل أن يكون في قلوبنا.
انه ليحزننا جميعا أن نرى الإحصائيات الرسمية تقول أن أعداد كبيرة من أقطاب الأعمال والتجارة والاستثمار في السعودية ودول أخرى لا يدفعون الزكاة وبعضهم الآخر يدفعها ولكن يحاول أن يتهرب من حق الله في أمواله ولا يعلم أن يحارب نفسه بنفسه وقد جيش الجيوش واعد السلاح والعتاد والمؤن لحرب طاحنة ضروس لا تبقي ولا تذر ولكن مع من يا ترى ؟
مع ذاته الضعيفة التي لا تملك أمام عقاب الجبار المتكبر أي مفر إلا الهروب منه إليه عزوجل .
وفي المقابل يرزق من عرف الفقراء والمحتاجين ومن ليس لهم حول ولا قوة من حيث لا يحتسب ولا يعلم ويزق في الدارين برزق من خزائن ملك الملوك التي لا تنفذ ولا تهتز بعطاء ولا بسخاء.
وكم من ثري هنا وهناك بلغت أرصدته البلايين من الريالات كان سر ثرائه هو تعاهده الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والمحتاجين وكبار السن وأهل الاحتياج أينما كانوا.
واذكر هنا قصة روها لي إمام ورئيس لأحد المراكز الإسلامية في بريطانيا وهي قصة بناء هذا المركز في منطقة يتواجد بها جالية مسلمة كبيرة , حيث اجتمع أربع من السياح من هذا البلد الطاهر وتناقشوا بعد وصولهم إلى هذه المدينة لقضاء الإجازة عن عدم وجود مسجد ومركز إسلامي لهذه الجالية المسلمة على اختلاف أطيافها وفعلا اتفقوا أمام هذا الشيخ الذي كان يصلي بالناس بشقة سكنية بعد تعثر وجود مسجد .
اتفق الأربعة على تحمل تكاليف بناء المركز الإسلامي بقرار عاجل لم يأخذ أي وقت وسط استغراب من إمام المسجد حيث السرعة في اتخاذ القرار وكبر حجم المبلغ المدفوع ولكنهم قوما عاهدوا الله على كل خير وكل بر وكل أحسان في أي وقت وتحت أي سماء وفوق كل ارض, رجال عرفوا الله فعرفهم الله .
همس إمام المسجد بأذن احد المتبرعين قائلا المبلغ كبير فلننتظر قليل قد يقدم بعض الأخوان على الدعم فكان الرفض هو سيد الموقف.
وتوكلوا على الله وتقاسم الأربعة المبلغ وعادوا إلى ارض الوطن بعد نهاية الإجازة. فكان التواصل مع الإمام الذي بدأ بتنفيذ المشروع
ووضع الأساسات وقبل نهاية المشروع أكدوا جميعهم للإمام بأنهم المبلغ الذي دفع للمسجد عاد إليهم أضعاف مضاعفة في مدة قصيرة, حينها عرف الإمام سر الاطمئنان الذي كان مرسوما على محياهم في تلك الجلسة التي لن تنسى. لأنها خلفت عملا رائعا شامخا يقدم للآلاف المؤلفة من المسلمين خدمات عظيمة هم أحوج ما يكونون لها.
فالفقير حبيب الله وهو بوابة الرزق الحقيقة لكل مسلم وبوابة السعادة لكل البشر
فمن تعاهدهم تعاهد نفسه وأهل بيته بالخير ومن جافاهم فوت على نفسه فرصا لا تعد ولا تحصى !!
يروى أن الخليفة الفارق عمر ابن الخطاب كان في يوم من الأيام في متسع من الوقت وأراد أن يستغل هذه الوقت الشاغر في عمل يقربه إلى الله زلفة بعيد عن أعين الناس.
فتعاهد عجوزا وحيده لا ولد لها ولا تلد تسكن في بيت من بيوت المدينة تكسرت بها مجاديف الزمن وعجزت عن خدمة نفسها لكبر سنها.
فكان الفاروق رضي الله عنه يكنس بيتها ويطبخ طعامها ويقضي حوائجها بدون علم من احد كل يوم.
وفي يوم من الأيام قدم إليها ليخدمها كعادته فإذا بشخص سبقه لذلك وعمل كل شئ, فبهر عمر من ذلك وسئل المرأة الوحيدة من الذي سبقني لخدمتك اليوم.
فأجابت العجوز لا اعلم ولم يصرح لي باسمه !!
تعجب عمر وقرر أن يكتشف من الذي يسبقه إلى هذا العمل العظيم ؟؟
وجاء عمر وترقب وظل يترقب, وفعلا جاء رجل ودخل وقضى لهذه المرأة العاجزة حوائجها ولوازم يومها.
وعندما خرج واجهه عمر بكل حماس وتفاجأ وقال بانبهار أنت يا خليفة رسول الله !!
لقد كان ابوبكر الصديق ذلك الرجل المتخفي عن الناس والظاهر المتجلي بعظمة عمله وتقربه من الملك القدوس بتعاهد الفقراء والمساكين ومن تعطلت بهم السبل.
وضلوا عليهم رضوان الله يتنافسون في ذلك.
إنها تربية ذاتية وطريق للسعادة والنجاح والطمأنينة الدائمة فلنكن من أهل البذل والعطاء والجود حتى لو بريال أو شق ريال. وان لم نتمكن بالمال فسوف نتمكن من الدعم المعنوي والتشجيع على العطاء والتعاون في هذا المجال عقلا وروح وجسدا.
محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم
sultan@alothaim.com
جزاك الله خير والله يعطيك العافيه لااله الاالله
انا معك ياخ سلطان بان نعطي الفقراء المحتاجين ونساعدهم قد مانقدر من مال وجهد ..لكن ماني معاك في حديثك عن المرأه التي كانت خارج المطعم انت عارف ان هؤلا من متخلفي الحج والعمره .انتهوا من مناسكهم وجلسوا في ارضنا كنبت شيطاني مستحيل انك تقتلعه بسهوله لاننا شعب طيب نقول عنهم مساكين ونقدم لهم الماوى والطعام والاعمال التي يعيشوا منها وبكذا نكون ساعدنا على بقاهم وثباتهم في الارض .ولكن لو رايت انهم لا فائده ترجى منهم .لاهم عماله مدربه ومستوى نظافه في الحضيض .واخلاق سيئه .وجرائم لاتنتهي .الاترى انهم لايستحقون المساعده فالافضل ان يرحلوا الى بلادهم
يااخي العزيز والله كلامك يقطر عسل بس كلامك سم على اصحاب الاموال الطائله اللتي لاتعد ولا تحصى اللذين اذا دخلو ملهى ليلي ينثرون على الراقصه الاف الدولارات ولكن اذا طلب منهم فقير مساعده قالو له الله ينطيك وتراهم يصرفون مبالغ طائله في سبيل الوصول الى عمل فاسق ولكنهم لايصرفون فلسا في سبيل الوصول الى فقير لمساعدته يتسابقون في عمل السيئات ولا يتسابقون في عمل الخيرا ت ولكنهم عندما يقعون في مشكله يتوجهون بالدعاء الى الله ويطلبون من الله عز وجل الاستجابه باسرع مايمكن ولكن ياحسرتاه عليهم والله لو وقفو اربعين سنه على جبل عرفات لم يستجاب دعائهم ولكنهم يتاملون الاستجابه ويظنون في نفس الوقت ان اموالهم ستوصلهم الى بر الامان لايعلمون ان الاكفان ليس لها جيوب ولو كان للاكفان جيوب ووضعو اموالهم معهم في القبور لانتهك حرماتهم نباشي القبور ولم يسلم ميت من النباشين على كل اخي العزيز لااطيل الكلام لاني اذا اردت ان اكتب في هذا الموضوع ساكتب الف صفحه ولكنني اشكرك جدا على هذا الموضوع ورحم الله والديك
بصراحه كلام 000رائع ووقعي والاسلام دين يدعو الي التعاون ومن واجبنا مساعده الاخرين000 مشكورررررررررر علي هذة الوقفه الحلوة
كلامك واقعي اخي العزيز وانا اتفق معك ان صمام الامان بيد الاباء والامهات ولكن هل صمام الامان هذا يمكن صناعته في المعامل انا اعتقد ان صمام الامان يصنع من القلب والعقل عندما يتفقان على العقيده فلو وجدت العقيده الثابته وجد صمام الامان وهذه العقيده لاتوجد عند الابناء مالم توجد عند الاباء والامهات يااخي نحن نسمى العالم الثالث عند الدول اللتي تسمى متقدمه اي نحن نعتبر في نظرهم متخلفين وهذه حقيقه نعم نحن متخلفين لاننا لم ننظر الى العالم التقدم كيف صعدوا الى القمر او كيف صنعو الاقمار وملئت السماء منها ولكن ننظر اليهم ماذا ياكلون وكيف يلبسون وماهي انواع الفساد الاخلاقي اللتي يمارسونها هم يسرقون العلم والتقدم منا ونحن نسرق الجهل والتخلف منهم نحن لانقلدهم في صناعة الاقمار والطائرات والصعود الى القمر ولكن نقلدهم في لبس الجينس والخلاعه وشرب الخمور هذا سببه عدم الثبات على العقيده فلو كان كل اب وام عقيدتهم ثابته يغذونها لاطفالهم لما استطاع الغرب ان يغزي افكار اولادنا ولكن عقيدتنا غير ثابته ولعدم ثبوت عقيدتنا اصبحنا ارضا هشه يلعب فيها الغرب كما يشاء ويبث فيها سمه متى يشاء والى الله المشتكى فاذن يااخ سلطان نحن فاقدبن لصمام الامان ورحم الله والديك
كلام جميل وصحيح وجزاك الله الف خير وننتظرك في جديدك
مشكور اخوي يعطيك العافية وجزاك الله الف خير
يعلم الله انها تمر علي مواقف كثيره ومشابهه لموضوعك . اخي العزيز بعض المشايخ يقول انها لاتجوز ان تعطي من يطلبون عند الاماكن العامه فهناك من هم احق بتلك الصدقه . ولكن بعض المواقف يصعب عليك الوقوف امام كلامهم اصبحنا في دوامه بين فتواهم وبين اخوانا المساكين . افيدونا جزاكم الله خير .
موضوع في قمة الروعة فعلا مشروع الأسر المنتجة ناجح وجميلا لو طال جميع الاسر الفقيرة
صدقت أخي في كل حرف سطرته يديك… ولكن هذه هي الحياة الدنيا فقير وغني ضعيف وقوي… ولكن ما بوسع المرء القادر فعله هو مساعدة أخيه الضعيف بالوجه الذي شرعه الشارع عز وجل و إتباع سنة نبيه المصطفى… وأيضاً بشرط الإتبعاد عن المن عليه و عدم إفشائها للعيان… أجمل تحية لك وللجميع
بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لطرحك مثل هذه المواضيع الهامة لمثل هذه الشريحة من المجتمع ولكن ياأخي من يسمعك ولله لو هناك من يسمع ويحس ماكانت هذه الحالات موجودة وما خفيا أعظم هناك سيده مهدده بالرمي في الشارع في اي لحظه اذا لم تسدد أجار المنزل الذي تعيش فيه وهيا بلا عائل لااخوان ولا اولادوامجتمع يقف نتفرج عليها وكأنها حشره لاإنسانه كرمها الله حسبنا الله ونعم الوكيل
( رأيت بلاد الغرب فوجدت مسلمين بلا إسلام وعدت إلى بلاد الشرق فوجدت إسلام بلا مسلمين ) كلام سليم 10% ولا غبار عليه ومن هنا نبداء بالاتفاق فيه ..تحياتي لك اخ سلطان ولكلماتك الصادقه التي خرجت من شخصك
كلامك يقطر عسل ما شاء الله عليك وأكثر شي عجبني تخطيطك للمشاريع اللي المفروض تحصل وهذا يدل انك عطيت الشريحة هذي الكثير من وقتك للتفكير الفعلي بحل مثل هذي المشاكل . أتمنى أن اصحاب القرارات يكون عندهم مثل فكرك ورحمتك ودينك .