نعود لكم من جديد في سلسلة “علماء الأمة” وهي سلسلة أسبوعية أطلقناها لنتحدث وإياكم عن أعظم من نهل من العلم وردَّ لهذا العالم بعضاً مما فتح الله به عليه، فتاريخنا وحاضرنا يزخر بمن يستحقوا أن نتذكرهم ونتحدث عن عظمة إنجازاتهم.
ولد العالم الفيزيائي محمد عبد السلام في محافظة “جهانج” التي تقع على مقربة من لاهور بالبنجاب والتي كانت في ذلك الوقت جزءاً من الهند والآن انضمت إلى “باكستان” عام 1926 ميلادي، وكان والده رجلاً بسيطاً يعمل كاتباً في مكتب مفتض المدارس لكنه كان حريصاً كل الحرص على تعليم أبنائه منذ الصغر، فتنقل محمد في مراحل التعليم حتى وصل إلى سن الرابعة عشر، حيث إلتحق بالجامعة الحكومية في “لاهور”، وظهر نبوغه المبكر في الرياضيات محطماً كل الأرقام القياسية في إمتحانات القبول، حاصداً لجوائز التفوق في جميع مراحل التعليم، وتخرج من الجامعة عام 1944، وحصل على درجة الماجستير في الرياضيات بعد عامين.
حصل عبد السلام على منحة إلى جامعة كامبريدج بإنجلترا، وحصل عبد السلام خلال سنتين على دبلومتين في الرياضة المتقدمة والفيزياء وحصل على المركز الأول، مما لفت الأنظار إليه. وسافر عبد السلام إلى معهد الدراسات المتقدمة في الولايات المتحدة، وانتخب زميلاً للأبحاث العلمية في كلية سانت جون، ومن هنا بدأ يلمع نجمه دولياً، وأخذت أبحاثه تحتل مكاناً بين أبحاث العلماء المتميزين.
مُنِح عبد السلام وسام نجم باكستان، ونسف نظرية البروتون والنيتترون وجسيمات لامدا بالإشتراك مع “جون وارد”، وبسبب أبحاثه حاز على جائزة هويكنز، وجائزة آدمز، ووسام ماكسويل، ووسام هيوز من الجمعية الملكية، لتنبؤه بدوران ثماني، يلعب فيه ميزون دوراً في التفاعلات القوية كدور البروتونات في الإلكتروديناميكية.
وبدأت السويد وروسيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول العظمى الرائدة في المجال العلمي بأن تنعم عليه بالعضويات الشرفية بأكاديمياتها للعلوم، وعُين البروفسور عبد السلام مديراً للمركز الدولي للفيزياء النظرية في تريستا بإيطاليا، ونال جائزة الذرة من أجل السلام، ونال الميدالية الذهبية وجائزة يوليوس روبرت أوبنهيمر التذكارية، ووسام “ماتيشي” من الأكاديمية الإيطالية بروما عام 1978 ميلادي، ووسام جون تورنس تيت من المعهد الأمريكي للفيزياء 1978، ونيشان الإمتياز من باكستان عام 1979، ثم جائزة نوبل في الفيزياء عام 1979، ووسام آينشتاين من اليونسكو عام 1979 والعديد من الجوائز والأوسمة.
ومن أهم نظرياته التي قام بها، تطوير نظرية لتوحيد القوى النووية الضعيفة والكهرومغناطيسية، بل وجزم بإمكانية توحيد القوى النووية القوية مع القوى الثلاث الأخرى، واهتم أيضاً بالنظرية الكمية التي تصف سلوك المادة بجسيماتها الأولية والطاقة في الكون، وقام بدراسات عديدة على الجسيمات الأولية مثل الإلكترون والنيوترون والبروتون، واهتم بجزيء “نيوترنيو” ، وكان أول من وصل إلى أن هذا الجزيء يدور في اتجاه عكس عقارب الساعة مما أوضح نقاطاً كانت غائبة في فهم نظرية القوى الننووية الضعيفة وتأثيراتها.
وبعد صراع طويل مع المرض، توفي ودفن في قريته التي ولد فيها وهي قرية جهانج، مسقط رأسه عام 1996، تاركاً خلفه علماً وأبحاثاً مازالت مرجعاً أساسياً في علوم الفيزياء، وإنجازات تدل على إسمه.
موضوع رائع لعالم عظيم، بارك الله في جهدكم. للأسف اقلة هم من يعرفون العالم مع إنه من أنبغ علماء عصره. للأسف لا يوجد تعليق واحد لكن لو كان موضوع ترفيهي او فني لختلف الأمر ويشرفني جدا أن أكتب وأعلق على موضوع كهذا.
شكراً لك أخي علي
فعلاً علماءنا لهم حقٌ علينا وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه في شبكة أبو نوّاف.