رسائل المجموعة

عفوا .. أبي يريدني أن اعيش حياته

أفكار مشردة تأخذ حيز كامل من تفكير العقل سواء رضي بها أم أبى ، فهي الحياة وعجلتها كذاك تدور لتثبت لنا بمرور الأيام حقائق كانت في محض الشكوك بين الأخذ بها ورفضها .

عندما نكر تبكر معنا أفكارنا وتتوسع مدارك العقل وكلما نمى الشخص وازداد جريا في سباق الزمن فأنه يحصل على خبرة السنوات الماضية ولكن بعد ما يصل العمر الزمني إلى نهايته او يكون في ثلثه الأخير لذلك نجد ان تصرفاتنا مبنية على أساسين : هي التجارب السابقة ، او النظرة المستقبلية ان صح التعبير عن ما يدور في الحياة .

لذلك نجد بأن المراهق او الطفل لا يعي اختياراته ولا تصرفاته الغير مبررة ليس لأنه كشخص بسيط في بداية الطريق او بأن العقل كان في مرحلة النمو من اللاوعي للوعي والإدراك ، بل لانه لم تتكون عنده تلك التصرفات والتي يبني من خلالها على ما يستطيع ان يقرره حاليا ، فأن الخبرة الحياتية تمنح البعض تصرفا رشيدا بغض النظر عن عمره ومدى تعمقه في الحياة .

دائما ما نرى المراهق او الطفل يمنع من التجارب المعقولة والبسيطة والتي لا تؤثر في سلوكه ، والسبب في ذلك هو ان الوالدين او المجتمع ككل لا يرى بأحقية الإنسان اذا كان في بداية المرحلة العمرية ان يمارس تجارب الحياة المختلفة وقد يكون ذلك طوعا بدون أرادتهم او يكون جبارا !!

فإذا علم الوالدين ببساطة الابن في تفكيره والتي حتما سوف تجره إلى المساوئ والمهالك المختلفة فيزداد منعهم له وتمسكهم بأخذه لتجاربهم وحدهم والاستفادة منها قدر الإمكان حتى وان كانت خاطئة او معدومة الصحة ولكن لان المراهق لا يستطيع التفكير بمسالة من عدة وجوه ويتخذ القرار الصائب لانه ما زال صغير في نظرهم بحكم خوفهم من فقد السيطرة على الابن واستقلاله بحياته الخاصة والتي ترعب الأبوين وخاصة الأب لانه يفقد السلطة الآمرة والتي كان يمارسها بأحقيته الكاملة على أبنائه.

وبالتالي نجد القوة الصارمة في فرض الآراء على الابن والتحكم بحياته خاصة اذا كانت في أولها
فمثلا : دوما ما نسمع إشكالية ان الاب هو من يختار نوع التخصص الدراسي لأبنه ويكون اختياره ليس مبنيا على خبرة او تجربة ولكن من ضمن الحالة العاطفية للأب باعتقاده بقوة سيطرته الكاملة والسلطة المحققة والتي تمنحه بتسيير حياة ابنه حتى وان كانت لا تتناسب مع طبيعة أبنه وليس له الا أن يرضخ لاختياره ويرضى به أجبارا وإرضاءً لأبيه ..

وكذلك نسمع احيانا بأن الام هي من فرضت على ابنها الزواج من تلك الفتاة والتي لا تتوافق طبعا ولا خلقا مع شخص أبنها ولكن هي من أختارها هي بالتحديد بدون استشارة الابن بل لأنها أمه وهي الأعرف بمصلحته وما الأنسب لحياته .

لا نختلف بأن للوالدين نصيحة مهمة في حياة أبنائهم ولكن متى كانت الأم أعرف من أبنها في ذات شخصيته او حتى في حياته العملية والفكرية فهي لا ترى سوى بعض الطبائع والتوجهات ولا تعلم ما يدور في مخيلته ولا في طريقة تعامله مع حياته الخاصة .

ومازال الإصرار قائم على أن الأب هو صاحب المعرفة الجيدة والأم هي الأفضل برؤيتها للأمور المختلفة ، وذلك مما لا شك فيه تتحكم فيها العاطفة المبنية على حب العائلة وترابطها فلو أستقل الابن عن المجموعة فسوف يشكل اختلال في وزن العائلة ويسلب جزء من نظامها المتوازن ، وبالتالي لن يرضى الأب أيّن كان ان يمنح أبنه حرية التجربة والقرار ولابد أن يتدخل حتى وان كان في استقلاليته الكاملة كرب بيت وقائد لأسرة متعددة الأشخاص فأنه سوف يزال يتدخل ببعض النصائح المبطنة والتي هي أساسا تأخذ طابع الأوامر .

وكذلك يسوف يمارس الأب الذي أستقل بعائلته والذي في يوما كان الابن لذلك الأب الذي كان يمارس عليه الحقوق الخاصة على حياته الواحدة والاختيار له ، فسوف يتدخل في حياة أبناءه ويأمرهم على تجنب بعض التصرفات والتمسك ببعضها الآخر.

وتستمر العجلة ونحن نقول : بأن حياتنا أصبحت حياة أبائنا وحياتنا سوف تصبح حياة أبنائنا . .


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى