* بعدما نادى صاحبُ المناسبة داعيا الضيوف لتناول الطعام وفي تصرف هُتك به سترُ الذوق رأيت من يركض نحو البوفيه وقد برّح به الشوقُ واستخفه الحنينُ وكأن مخمصة عنيفة أصابته ومسغبة أليمة حلَّت به! والعجيب أنه كان في قمة أناقته وأما عن شكله وهو يركض فلا تسل!
* من المتعارف عليه أن كل صنف من الطعام يوضع في طبق خاص به ولكن هناك من كسر القاعدة فأصبح من المألوف أن ترى أحدهم وقد حشد كل الأنواع في طبق واحد فقط واضعا فيه (السلطة والشوربة والرز والمشويات والفطائر والمرق وأحيانا الحلى) حتى يستحيل الطبق إلى هرم عظيم لربما حجب الرؤية تماما! وبعضهم قد ارتفع منسوب الحماس عنده فتجده يحمل ثلاثة أطباق أو أكثر مع بعض ويملأها في وقت واحد، في منظر ينم عن حسنِ استشرافٍ للمستقبل حيث الخشية من نفاد الكميات!
* وهناك من لم يطق صبرا ولا يحتمل بعدا قد استسلم للشوق واستكان للجوع فهجم على أطباق البوفيه هجوم الأسد الضاري والسبع العادي يأكل منه بيده دون حياء ولا ذوق! أما الأكل في الممرات فأمر عادي جدا فالوقت جدا طويل حتى يصل إلى الطاولة وكما يقال مقابل الجيش ولا مقابل العيش!
* ومن السلوكيات المؤذية الالتصاق بمن تقدم في الصف ولربما خطف أحدهم من يدك ملعقة الغرف وأنت لم تنته بعد! والأمر لا يستدعي البتة كل هذا الانضباط فوجود مسافة أمر ضروري في البوفيهات ولكن المشكلة الأساسية تكمن في انحسار الذوق!
* في أحد المطاعم البحرينية المميزة وضعت لوحة تحوي جملة ظريفة كتب عليها: شكرا لعدم إسرافك!! ومن الاستحالة أن تجد في أغلب البوفيهات عندنا طبقا قد أُكل ما فيه ولا حتى نصفه! فالكثير ما إن يأكل لقمة أو لقمتين حتى ينهض كالملدوغ لإعادة الكرة مرة أخرى في تجسيد جلي لنظرية (حلل فلوسك).
* يقال إن هناك بعض العوائل تتناوب المهام وتتقاسم المسؤولية فمجموعة تذهب للمطعم ومجموعة تنتظر التموين الذي يأتي عبر شنط النساء التي تعود من المطعم وقد امتلأت بما لذا وطاب من الأطعمة من أطباق البوفيه!
* ومن المشاهد السلبية في البوفيهات أن ترى أحدهم وقد ظهر على تصرفاته ضعف ثقته بنفسه متوهما أن الجميع يراقبه ويعد أنفاسه لذا تجده متحفظا في أكله قد اشتهى الطعام وهفت روحه نحوه ومع هذا لا تمتد يده إليه! قد تورد خداه خجلا ورشح جبينه عرقا ورده الحياء على أن يأكل كفايته.
* إذا كانت العائلة قد حضرت بكامل أفرادها للمطعم تجد أن وقت بعض الآباء ضاع في الصراخ والخصام مع أولاده (اسكتوا، لا توسخون، فشلتونا، بسرعة خلصوا) وأنصح هذا الأب أن لا يتجشم عناء الحضور للمطاعم حيث تحولت المنحة إلى محنة والأنس إلى شقاء وتعاسة.
* أما عن وضع الطاولة بعد الانتهاء من الأكل فهي أقرب ما تكون لساحة حرب وميدان قتال! فالمناديل في كل مكان والشوك والسكاكين لا تدري أين ذهبت! وأما الأرض فقد تناثر عليها الطعام راسما لوحة فنية مدهشة!
ابتسم
أوصى طفيلي ولده وهو على فراش الموت قائلا: إذا دخلت يا بني عرساً فلا تلتفت تلفت المريب واقصد صدر المجلس وإن كان العُرس كثير الزحام فامض ولا تنظر في عيون الناس، فإن كان البواب غليظاً وقحاً فابدأ به أمرا ونهيا وبهذا يظنَّ أهل المرأة أنك من أهل الرجل ويظن أهل الرجل أنك من أهل المرأة.
قبل الأخير:
كتابي الأول – افتح النافذة ثمة ضوء – الآن في جرير والمكتبات الكبرى في المملكة ودول الخليج
د خالد بن صالح المنيف
Khalid1020@gmail.com
الشي الحلو انك اخترت موضوع جديد في القروب الجديد ابو نواف لكن مع احترامي لك هذا يوضح من نظرتي(من نظرتي انا يمكن خطأ) انك توضح للناس وتعلمهم كيف ياكلون …!! بالله هذا موضوع ؟؟؟ اتوقع ان المسئول عن هذا الشي الشخص او بالاحرى ابويه ولا تزعل مني اخوي
اخوي حسام الموضوع جدا مهم واكثر من مهم بالفعل هناك اناس تتقزز ان جمعك القدر معهم على مائده واحده هناك اداب للجلوس على الطعام وطريقة الاكل يجب على الجميع احترامها والعمل بها طيب اذا الشخص هذا لم يوجه من ابويه او منك او مني برأيك كيف يتعلم ؟؟ اشكرك دكتور خالد بالتوفيق لك
ربنا يعطيك العافية ويوفقك لمعالجة عيوب المجتمع و الشكر موصول لقروب ابو نواف ومنوعاتهم الرائعة حقيقة د.خالد استعرضت جميع عجائب البوفيهات باختصار بليغ بم فى دلك الصنف الخجول والمتعززبطريقة تسئ الادب للمعازيم الاخرين فالاصل اجابة الدعوة,والاباء اللي يقلبونها لمحنةويزعج الجميع وهو يسكت الطفل اكثر من ازعاج الاطفال انفسهم. متشوقة لقراءة كتابك والهجوم على صفحاته هجوم بعضهم على البوفيهات
د. خالد المنيف سراحة اصبت الهدف اكثر من مره في هذا الموضوع وموضوع جدير بالذكر ………………. الا ان الاسلوب فيه ومنك كـ دكتور ومؤلف من المفترض من وجهة نظري ان يكون اكثر ابداع وانتقاء للمفردات لا ان تكون اوامر مقدمة من شخصكم الكريم الى كل من يقراء الموضوع. اتوقع انا شخصيا لو كان الطرح عبارة عن نقاش او على شكل استفتاء ربما كان افضل والوصول الى قلب القارئ بطريقة احترافية. شكرا لك ولجهودك في اختيار الموضوع اتمنى لي ولك التوفيق في الدنيا والاخرة وجميع المسلمين
موضوع رائع وجاي في وقته
الله يعطيك العافيهـ
د. خالد المنيف أحترم و أحـب صراحتك جدا جدا و أستمتع بموضوعاتك الجريئة عن كثيـر من السلبيات التي نتقزز منها مثل بعض التصرفات فى المقال بعاليـه .. سابقاً كنا نتندر على الزملاء من بعض الجنسيات العربيه ( مع كامل الاحترام و التقدير و المحبه ) في النهم وقت الأكل فى المناسبات العامه بالبوفيهات.. و للأسف اتضح أن من بين أخوتنا السعوديين ممن ينافسونهم .. في هذا النهم السقيـم . و أتمنى لو أن أقرأ مقال بشكل أوسع عن الأمثال المحبطه السقيمه و التي ما فتئ بعض العامه و البسطاء من الناس يرددونها كالببغاوات و هم يبررون بذلك لكثيـر من إنهزاميتهم و ضعفهم من حيث لا يعلمون .. و أن يكون المقال هنا عن طريق مجموعة ابو نواف ( لنستمتع بالصراحه الغير ممكنه أحياناً في الجريده ) . الكتاب رائع رائع رائع < دعاية الكتاب مناسب لجميع الأعمار و المستويات – و من أجمل الهدايا لأي كان أخ , أخت , صديق , صديقه , أم … ممتاز لأي شخـص يحمل في داخله ذره من الطموح . فعلاً جهد رائـع و متميز من كاتب لم نعهد منه إلا التميـز . * الدكتور خالد في حالة أنك تقرأ التعليقات هنا ( أتمنى ذلك ) سائني جداً لما علمت بتشريفك لمدينتنا عنيزه و ألقيت فيها محاضرتين و لم أعلم عنها إلا بعدها بأيام .. أتمنى أن يكون لك مجموعه بريديه خاصه بك لإعلانك عن محاضراتك و مشاركاتك .. أو اذا كان هناك امكانيه للإرسال عبر مجموعه ابو نواف … فأنعم و أكرم عذراً على الإطالـه ,,, و تقبلوا خالص التحيـــ ه
كلام حلو لكن من يسمع
تعقيب على تعليق الاخ فهد العلى اقول فعلا حتكون اروع لوكانت على شكل قصة ارتكب اصحابها الاخطاء السابقة وهذا اسلوب القران في توصيل المعلومة(نحن نقص احسن القصص)ولله لمثل الاعلى.بانتظار جديدك د.خالد
والله انك صادق د. خالد أضف إلى ذلك من يقف أمام الصنف بلا حراك وكأنه سيلتقط صورة تذكارية بجواره تاركاً العالم تتكدس خلفه هذا إن لم تتفاجأ وأنت في دورك بشخص ظهر أمامك فجأة وتصيبك الحيرة هل سقط من السماء أو قفز من تحت الطاولة وللأسف أننا مهما تكلمنا فلن يتغير الحال :~ وربما يُقال أننا معقدون لكن …,, دعونا نفضفض 🙂 د.خالد فيض من الامتنان يغشاك وألف مبروك صدور كتابك
والله بجد كاني اشوووفهم في المناسبات,,,قدرة عجيبة على التصوير ومفرادات راااقية,,بالتوفيق د خالد تراني شريييت كتااااابك روعه روعه وللاسف بغييت اشرتي نسخ اضااافية قالوا خلص,,, اختك الرايقة
موضوع يصور واقعنا في المناسبات لكن من يسمع مثل ما يقولون ابو طبيع…. شوقتوني اشتري كتاب الدكتور خالد… الله يوفقك يا دكتور^_^
إنا لله و إنا إليه راجعون
الدكتور خالد كتبت فأبدعت وصورت فأوجزت تصويرك لاحداث الاكل في البوفيهات وما يحدث في ساحة المعركة من مشاهد واحداث ليدل دلاله واضحة ان هدا الموضوع يحتاج وضعه في المناهج لتعلم الاتيكيت و اداب الطعام كل دلك لضرورة ملحة يحتاجها المجتمع وشكرا
تعجبني مرة مقالاتك ومواضيعك واستمتعت بمقال دعوة للتحرر وياليت يعرض هنا,,الكتاب يادكتور ماحصلته عند جرير الاسبوع الماضي ياليت يتوفر. اختك سعاد
باعتقادي ان بعضامماقاله الدكتور يقع في المناسبات لكن الاهم الاتعمم هذه المسألة أوهذه التصرفات على كل المجتمع أوعلى كل المناسبات. أما اخوي فراس الحميدي: يجب على كل من يناقش فكرة ما الا يلمز احد اويستنقص احد السعوديون والعرب والناس جميعهم كل يظهر ماتربى عليه وشكرا.
آخر نقطة ضحكتني هههههههههههه
جميـيل ججدآ ..
ي لييت بعض النآس تقراااه !