منوعات

ضيف أبو نواف: الداعية والباحث الدكتور طارق سويدان

يذخر الوطن العربي بالكفاءات العالية والقدرات والعقول النيّرة، وبكل تأكيد إنه لحق علينا أن نقدّر أعمالهم التي يقومون بها والعلم الذي وصلوا إليه ومن هذا المنطلق قمنا في شبكة أبو نواف بالعمل على إجراء بعض المقابلات مع أهم الأيقونات العربية عامة والسعودية بشكل خاص حتى نسلط الضوء على مسيرتهم وعلى أهم إنجازاتهم وأعمالهم ليكونوا خير مثال يحتذى به.

 الدكتور طارق سويدان

في هذا الجزء سنقدم لكم لقاءنا مع الدعية الباحث الدكتور “طارق سويدان” والذي قدّمنا له عديد الأسئلة وأجابنا عليها وها نحن نقدمها لكم.

الدكتور طارق سويدان داعية ومفكر مسلم كويتي، في بادئ الأمر لو تعطينا بطاقتك التعريفية تحدّثنا بها عمّا نجهله عن شخصك.

الدكتور طارق محمد السويدان من الكويت، خريج دكتورا هندسة بترول من جامعة أوكلاهوما، عملت في مجالات كثيرة غير مجال البترول نفسه كالدعوة والتربية وإدارة شركات مالية وإعلامية، وأسست الكثير من المراكز التدريبية في القيادة وغيرها، لدي اهتمام كبير بالتاريخ فقد ألفت 72 كتاب و80 مقياس إداري وقيادي، وقد شغلت مركز مدير لقناة الرسالة.

دكتورنا من خلال بحثي وجدت أن مجال دراستك بعيد عن نشاطك الحالي لو تُكلِمنا عن بداية تكوّن الفكرة لديك للدخول في مجال الدعوة والبحث الإسلامي ومتى بدأت نشاطك الدعوي ؟

عندما تخرجت من الدكتوراة في أوكلاهوما اكتشفت بأنه ليس هذا الجال الذي أريده، إنما أريد أن أخدم أمتي في الفكر الإسلامي وأساهم في نهضتها، لذلك بعد ان درَّست عدة سنوات بمجال البترول وجدت أنه من الضروري أن أنتقل إلى عالم الفكر الإسلامي، ومنذ ذلك ليس لي أي لعاقة في الهندسة والبترول وإنما استفدت منه في منهجية وطريقة التفكير، أما دخولي بالدعوة فكان منذ نعومة أظافري، فمنذ المرحلة الثانوية أنا في الحركة الإسلامية وبدأت العمل في الدعوة منذ ذلك الوقت، وعندما انتقلت إلى أمريكا كان لي مساهمات كبيرة في إدارة العمل الإسلامي، وشاركت في تأسيس عدة منظمات أهمها رابطة الشباب المسلم العربي، وبحمد الله كان لي دور كبير في نشر الإلتزام الإسلامي بين المسلمين الجدد، وقمت هناك بتدريس الكثير من العلوم الشرعية كالفقه والعقيدة والتاريخ الإسلامي والقصص النبوية وغيرها، وتم تدريسها باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية.

الدكتور طارق السويدان، من خلال عملك الطويل وإسهاماتك العظيمة في البحث الإسلامي هلّا حدثتنا عن الفوائد المرجوّة من البحث والدراسة في هذا المجال ؟ وما هي الآليات الأنسب للتعرف عليه ؟

أنسب الآليات للبحث والدراسة هم آليتان، فحتى يتمكن الإنسان من موضوع معين فعليه أن يؤلف أو أن يدرِّس هذا المجال، لذلك قمت بتأليف الكثير من الكتب الضرورية لنشر الفكر الإسلامي ونهضة الأمة، وأنصح الشباب الإسلامي بأنه قبل أن يدرِّسوا في مجال معين عليهم بالتحضير العميق وهذا يتم على وسيلتين، الوسيلة الأولى هي التأليف، وفي تقديري على الإنسان أن يقرأ على الأقل 50 كتابا يتعلق بمجال تأليفه والأفضل 70 كتابا، لوسيلة الثانية الإلقاء، ويجب أن تقابل كل ساعة من التقديم والإلقاء 10 ساعات من التحضير له، وإذا وصل الإنسان إلى هذا المستوى فإنه يكون قد أوصل علمه بشكل متمكن، ولكن هذه المقاييس بالنسبة لي هي الحد الأدنى وغنما أنا أبذل الأضعاف.

للدكتور كتب كثيرة كتبها في مجالات متعددة سواء إسلامية أو إدارية أو تاريخية، ما هو الكتاب الذي حقق المبيعات الأكثر ؟ وهل تشعر بأن هذا الكتاب قد أحدث وقعاً في أنفس الناس ؟

الحمد لله كتبت الكثير من الكتب بعضها تم نشره وقدره 50 كتاب وبعضها تحت النشر وقدرها 20 كتاب منها ما هو في إعادة التقييم ومنها في الإخراج وبعضها جاهز للنشر، تنوعت كتبي إلى 3 مجالات رئيسية، الإسلامي والإداري والتاريخي، والهدف منها بالنسبة هو أنني أتمكن من فهم الإسلام بعمق وأتمكن من علوم الإدارة التي كانت سببا رئيسيا في نهضة الغرب، والتحضير العميق كان سببا في جعل كتبي مرجعا رئيسيا في مجاله، 60% من كتبي في مجال الإرادة والقيادة بالإضافة إلى أدوات تتم للقياس، ويوجد لدينا أكثر من 80 مقياس للإدارة، وعند جمع الكتاب بالمقاييس يكتمل الجانب العملي والنظري، والحمد لله جميع الكتب لها انتشار واسع لكن الناس تميل إلى الكتب التاريخية أكثر ونلاحظ اهتمام أكبر في قضايا المقاييس.

كتاب “فلسطين،، التاريخ المصوّر” هل كنت تنشد هدفاً محدد من وراء كتابته ؟ وما الهدف من جعله مصوّرًا ؟

كتاب فلسطين أكثر كتبي انتشارا، فحجم المبيعات عندنا 200 ألف والتي تم توزيعها بدون إذن 200 ألف آخر، وسيتم نشره إلكترونيا قريبا بإذن الله، الذي دفعني إلى كتابة هذا الكتاب قصة طريفة، وهو أنه كان هناك مقابلة بين مذيع ومجموعة من الشباب في الشارع وسألهم المذيع ما هي الصهيونية، حينها معظمهم جهل معناها وأحد استفزني بقوله بأن الصهيونية هي من احتلت فلسطين جنوب شرق آسيا، وهذا الجهل بالقضية الفلسطينية دفعني لكتابة هذا الكتاب، وقد لاحظت وجود الآلاف من الكتب عن القضية الفلسطينية ولكن لم أجد كتاب ميسر سهل يلخص القضية بأكملها، فإما أن يكون الكتاب موسوعة أو أن يتناول جزء من القضية، وأردت أن يكون كتابي ميسرا على الشباب فأضفت إليه 2000 صورة، وبحمد لله أصبح مرجعا للتاريخ الفلسطيني بشكل كامل، وأهدافي من الكتاب كانت تعريف العالم العربي بالقضية الفلسطينية وإثبات بأن العرب هم أحق بأرض فلسطين، وأردت ان أبين أيضا بأن المقاومة المسلحة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين.

من خلال متابعة أبحاثك في التاريخ الإسلامي لاحظت تركيزاً كبيراً على تاريخ دولة الإسلام في الأندلس، لماذا الأندلس بالذّات ؟

تاريخ الأندلس للأسف وجدت أن الشباب لا يعرفون عنه الكثير، مع أنه من الضروري أن نعرف حقنا وأمجادنا في هذه الأرض، ونتعلم من دروس التاريخ وأن التفرّق ودول الطوائف هي السبب في ضياع الأندلس وإسقاط هذا الواقع على واقعنا، أيضاً هناك الكثير من الجوانب الحضارية التي تميزت بها الأندلس وشبابنا يجهلونها وكذلك علماء المسلمين الذين يجهلهم الكثيرون.

وفي حقيقة تخص كتابتي لهذا الكتاب، فقد قمت بهذا الجهد وأنا طالب في أمريكا وعند عودتي للكويت قمت بإخراجه.

“قصة وفكرة” هو برنامجك الجديد الذي يبث في رمضان، حدثنا عن فكرة هذا البرنامج، وهل هناك أعمال تخطط لنشرها في المستقبل القريب ؟

الذي دفعني لهذا البرنامج هو حال الأمة حاليا والظروف التي أمر بها شخصيا، فبعد خروجي من قناة الرسالة، كان من المفترض أن اعبر عن رأيي بصورة مقبولة تلفزيونيا وهنا كانت فكرة البرنامج “قصة وفكرة”، فنأخذ قصة من التاريخ ونستنتج الفكرة التي تجسدت في هذه القصة ومن خلالها أربط مع الواقع الحالي وبالذات مع واقع الثورات العربية والثورات المضادة التي تمت على هذه الثورات، حتى يعرف الشباب أن التاريخ يعيد نفسه، بالنسبة للخطط المستقبلية الحمد لله هناك خطط كثيرة جدا ولكن سأركز أكثر على ما له علاقة بالواقع كبرنامج “قصة وفكرة” لعله يكون جزء آخر.

لا يختلف اثنان على ما قدمته للأمة وللوطن العربي من برامج تلفازية وكتب دعوية وتاريخية، لكن لو تحدّثنا أنت عن الأهداف التي كنت ترجوها من هذه الأعمال كلها؟ وهل تحققت هذه الأهداف ؟

بالنسبة لأهدافي من وراء الأعمال التي أقدمها، هو هدف واحد رئيسي أطمح إليه وهو نشر فكر إسلامي ينهض بالأمة وإعداد قادة لهذه النهضة، وأنا لي جهد وما زال في قضايا الجانب الإسلامي من تاريخ وسيَر لأن من خلالها نفهم حقيقة الإسلام، الجانب الثاني هو الفكر الذي ينهض بالأمة، لذلك كان لابد أن أدرس الغرب وأسرار نهضتهم وبناء عليها أستطيع أن أشارك في نهضة أمتنا، وقد وجدت أن الغرب نهض بشكل سريع جدا بسبب علم الإدارة وما يتعلق به من علوم فرعية كالتخطيط الإستراتيجي وعلم التغيير والإبداع واتخاذ القرارات وغيرها، فقررت أن أتعمق في هذه العلوم لنشرها للأمة ولأستطيع فهم معادلة التغيير لنهضة الأمة، ووجدت بأن الإعلام هو أحد أهم أدوات نشر الفكر الإسلامي في الأمة كالقنوات الفضائية والصحافة والإنتاج الفني والمجلات، والأداة الثانية هي التعليم، وقد كان لي مساهمات في بناء مدارس متطورة جدا منها مدرسة إسلامية في أمريكا ومدرسة أمريكية إسلامية في الكويت وحاليا مدرسة إسلامية كندية في مسقط، لذلك أحرص على أن نستفيد مما وصل إليه الغرب، وما زال عندي هدف بأن أزيد من هذه المدراس في العالم العربي، وأنا أحدد كيف نأخذ من الغرب أشياء حسنة دون التأثر سلبيا بهم، ثم جئت للجانب الثاني من هدفي وهو إعداد قادة الأمة بدراسة علم القيادة والتعمق فيه والمقاييس التي تستعمل فيه والأدوات والمراكز التدريبية، فقد قمت بتأسيس مركز الرواد في الكويت، وأسست مجموعة من المراكز التخصيصية لإعداد القادة التخصصيين وكلها مراكز يمكن المشاركة فيها من خلال الإنترنت كمركز مفكر ومركز رموز وسياسي، وقريبا سنصدر مجموعة أخرى من المراكز كمركز مستثمر ومركز معلم ومربي، ومركز تحت الإعداد وهو مركز قائد يهدف لنشر الفكر القيادي بين شباب الأمة، فهذه المعادلة المتكاملة هي التي تسهم في نهضة الأمة

بالنهاية لو طلبنا من حضرتكم كلمة توجّهها لشباب الأمّة العربية، كيف ستكون ؟

يا شباب إجعلوا لأنفسكم هدفا طموحاً تحققونه في حياتكم، وهذا يحتاج إلى خطة لحياتكم وقد أصدرت لها كتاب “رتب حياتك” و “الحياة المتوازنة” من أجل تحقيق هذا الهدف، وأتمنى أن يكون لكم مساهمة جادة في نهضة بلدكم وتطويرها نحو مشاركة سياسية تعددية، فالأمم اليوم تنهض نهضة رباعية (الإيمان والأخلاق والعلم والقوة)، فليكن لكم مساهمة في أحد هؤلاء الأربعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى