السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تحية طيبة للقائمين على هذا الصرح الرائع ,,
متنين لكم دوام التوفيق
وكل عام و انتم بخير .
تكملة لسلسة ” عُمـــان أرض ألقـلاع والحصـون “ نتجــول معكــم في هذا التقرير عن أحد اهم الحصــون واروعها في التاريخ العُماني ، انـــه حصــن جبريـــن
يقــع حصن جبرين في المنطقة الداخلية من سلطنة عُمــان وبالتحديد في ولاية بُهــلا
ويمكن الوصول اليه عن طريق الشارع السريع للقادمين من محافظة مسقط بكل يسر وسهوله
وفي بلدة جبرين الذي جاء اسم الحصن منها ، يشـدك بهيبة ووقار هذا الحصن الشامخ الذي تحيط به اشجار النخيل
حصن جبرين او قصر جبرين كما يسمى ايضاً بناه الامام بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي وهو الذي اشرف على تصميمه وبناءه ليكون من اجمل الحصون في تلك الفتره
وهذا الحصن الجميل كان قصرا للامام وعائلته وحصنا دفاعيا وايضا كان منارة علم ومقرا للحكم بعد ان نقل الامام مقر الحكم من نزوى الى جبرين
وقد بني في مرحلة تميزت بالاستقرار الداخلي والتي انتجت هذه التحفه المعماريه
الباب الرئيسي للحصن وأعلاه برج مربع صغير به فتحات لصب العسل أو الزيت الحار على المهاجمين في وقت الحرب
مدفعين امام باب الحصن
باب الحصن المصنوع من الخشب والمدعم بقطع الحديد المدببه
وبابتسامة ودماثة خلق يستقبلك المرشد السياحي/ عامر بن علي الهميمي الذي يمارس مهنته لاكثر من 28 عاماً في هذا الحصن
ويقودنا بجولة في ارجاء الحصن الذي تفوح من جوانبه قصص التاريخ وتشدنا براعة وروعة الهندسه
( بهو المدخل الرئيسي )
استغرق بناء الحصن 30 عاماً من عام 1640م الى 1670م
سور يحيط بالحصن
وبه برج دفاعي
قامت وزارة التراث والثقافه بترميم الحصن على فترتين الفترة الاولى مابين عام 1979م – 1983م والفترة الثانية من عام 1990 الى 1993م
يتكون الحصن من 35 غرفه تتوزع في ثلاثة طوابق ، كما يضم برجين مرتبطين به للحماية الخارجية
توجد الحجرات الرئيسية في الطوابق العلوية ومن السمات الخاصة بهذه الحجرات أن بها طاقات يسد الجانب السفلي منها دفتان صغيرتين من الخشب في حين يكون الجزء العلوي مكونا من شبكة جصية في الجانب الخارجي
وذلك لتسمح بالتهوية والإنارة الطبيعيه داخل الحصن
مدخل للطوابق العلويه وتوجد اعلى الابواب فتحات سريه لصب الماء او الزيت المغلى على المهاجمين
الممر المؤدي للطوابق العلويه ( جناح الامام )
الزخارف الجصيه تزين الممرات
الزخارف الاسلاميه التي تزين الحصن تتمثل في الايات القرانيه والابيات الشعريه
وايضا الأشكال الهندسية والنباتية الزخرفية
وتتجلى هذه الروعه الزخرفيه في مجلس الإمام و غرفة الشمس والقمر
غرفة الشمس والقمر
وكل هذا ينم عن ذوق رفيع ليس من الناحيه الفنيه وحسب بل من حيث دخول اشعة الشمس نهاراً وضوء القمر ليلاً لتكون الغرفة مضاءه في كل الاوقات
حمد بن علي الربعاني (باحث في تاريخ حصن جبرين) يقول عن هذه الغرفه : الجميل في هذه الغرفة هي النقش الذي يشكل شكل عين
وطبعاً هناك ما يطلق عليه المعاني الخفية والأبعاد، العين مراقبة الله سبحانه وتعالى للإنسان والاعتناء بالضيف وعين الحسد
فلذلك رسمت العين بالذات
واللافت للنظر هو وجود 14 نافذة سبع نوافذ في الأعلى وسبع نوافذ في الأسفل
لأن السبعة رقم مميز في الإسلام فالسماوات سبع وأيات الفاتحة والسعي بين الصفا والمروة
فلذلك جاءت عملية الاختيار اختياراً تركيزياً وليس عشوائياً
مجلس الإمام
سقف مجلس الإمام مزينا بالنقوش النباتية
و تصميم الغرفة المعماري يجعلها تحتفظ بالهواء البارد طوال العام وذلك عندما
يدخل الهواء البارد من النوافذ التي بالأسفل ومن ثم يطرد الهواء الحار من فوق
غرفة الاجتماعات عندما يرغب الإمام بالاجتماع بأيّ شخص ليست هناك ثقة متبادلة بينه وبين الإمام وتوجد في هذه الغرفة أربع مخابئ سرية متصلة تحت الغرفة بحيث يكون الجنود المختبئون لحماية الإمام ضعف المجتمعين معه
ممرات الطوايق العلويه ومزيج من النقوش الكتابيه والاقواس المزخرفه حيث لم يقتصر التأثير على نمط الزخرفة وانما نجده أيضاً في الهيئة المعمارية لحنايا البناء
المستدقة الرأس والحلي الزخرفية التي تصل بين الحنايا والأقواس الحاملة لما فوقها
في الطابق العلوي توجد مدرسة تعليم القران الكريم وللدراسه الدينيه لذلك كان الحصن منارة علــــــــــم
وبجانب مدرسة تعليم القران يوجد المسجد والذي تزينه النقوش النباتيه
ويحدثنا المرشد السياحي / عامر الهميمي ان اكثر الجنسيات زيارتاً للحصن هم الالمان والسوسريين والنمساويين
وان اكثر مايشدهم في الحصن هو براعة التصميم للحصن ومنهم من يعود لاكثر من مره للزياره ..
وعادتا ماتكثر الزيارات السياحيه من شهر 10 الى شهر 3
ومن الاعلى يمكن مشاهدة واحات النخيل التي تحيط بالحصن
في كل زاويه من زوايا الحصن تجد دائما مايشدك ويبهرك
فهنا يستمتع المصورين
كل زاوية تنتظر من يصنع منها لقطة فنية
احد اعضاء فريق ضوء عمان اثناء تغطية الحصن
و في الطابق الارضي يوجــــد ضريح الامام الذي اختاره وصممه بنفسه عند قاعدة درج شديد الانحدار
محاطا بالايات القرانية
هنا وضع ضريحه أسفل زاوية حادة جدا فعلى الزائر ان ينحنى قليلا له ولضرورة رؤية القبر
هذا الاختيار كما يقال هو ضرورة العظماء ( ما دمنا محترمين في حياتنا، فلماذا لا نجعل هذه الصفة ترافقنا الى مثوانا الأخير)
وكان لسان حال الامام يقول :
أتعبت نفسي في عمارة منزلـي *** زخرفته وجعلته لي مسكنا
حتى وقفت على القبور فقال لي *** عقلي ستنقل من هناك الى هنا
مرشدنا السياحي في الحصن ومزيدا من الايضاحات
هديه تذكاريه من موقع ضوء عمان للمرشد السياحي عامر الهميمي
نتمنى ان تكونوا قد استمتعتم بهذه التغطيه المبسطه ،،، من حصن جبرين تقبلـــوا تحيات فريق ضـــوء عمـــــان
تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر