يسبح بخياله و ذاكرته في بحر التاريخ ويغوص بأفكاره في عظمة تاريخ الأجداد التراث عنده ليس مجرد هواية أو مجهود يبذل فقط بل هو حفظ لتراث البلد تستفيد منه الأجيال القادمة وفيه دلالة على اعتماد الآباء والأجداد على أنفسهم في جميع الأمور وفي جميع الصناعات هكذا يرى حسين علي الخليفة الذي حول منزله إلى متحف فتكاد لا تخلو زاوية من زواياه من قطعة أثرية فتراكمت معه المقتنيات الأثرية حتى تجاوز عددها الألف قطعة متنوعة جمعها خلال عشر سنوات.لكن كيف جمعها وما يحتويه هذا المتحف من قطع نادرة ومخطوطات قديمة وكم كلفه وما قصة السيارة موديل 64 التي اشتراها وما حكاية المتحف الذي بدأ في بنائه وتصميمه على مساحة 200 متر مربع.
بداية
يقول حسين الخليفة الموظف بشركة أرامكو بدأت هواية جمع التراث منذ عشر سنوات بمحاولة جمع التراث المبعثر من كل جهة وكان تركيزى على تراث البلد بشكل عام والاحساء بشكل خاص وكانت البيوت القديمة التي يسكنها الأهالي في السابق السبب الرئيسي في حبه لهذه الهواية فعندما انتقل إلى البيت الجديد بطرازه الحديث قام بنقل تلك الأشياء القديمة إلى المنزل الجديد ومنها كانت الانطلاقة.
تكلفة
يذكر أبو علي انه بدأ يقتني بعض الحاجات من السوق حيث تعرض من قبل المهتمين بالتراث فيقوم بشرائها وهذا يتطلب منه جهدا كبيرا ووقتا للوصول إليها هذا غير الأمور المادية حيث كلفته مئات الألوف،ويقول انه يوجد مزاد للتراث يقام كل يوم خميس عند قصر ابراهيم بمدينة الهفوف حيث تعرض المقتنيات الأثرية ويجتمع فيه المهتمون بالتراث من الاحساء وخارجها يأتون للبيع أو للشراء و يبدأ المزاد من بعد صلاة العصر ويستمر إلى ما بعد صلاة العشاء. ويضيف انه يضطر بعض الأحيان للسفر إلى القطيف أو الرياض وحتى البحرين من أجل اقتناء بعض الأدوات الأثرية
مقتنيات
ويتحدث الخليفة عن بعض ما يمتلكه من مقتنيات و هي كثيرة ومتنوعة تتجاوز الألف قطعة الصغيرة والكبيرة جمعها خلال عشر سنوات فلديه مصحف صغير جداً مخطوط يعود إلى تاريخ 920 هـ ختم في نهايته باسم ياقوت حموي ولديه المناهج الدراسية القديمة ومحتويات المدرسة القديمة الشنط والدفاتر والكتب،وتلفزيون قديم «أبو هندل» له أكثر من ستين سنة وأجهزة راديو تجاوز عمرها 70 سنةو»بشتختة» اسطوانات قبل الكهرباء يتعدى عمرها 80 سنة ومكواة الثياب التي تعمل على الفحم.
الدلة
وينوه الخليفة الى ما يسمى الدلة الحساوية التي كانت تشتهر بصناعتها الاحساء وهى الأغلى سعراً في السوق تلك الفترة والآن عند المهتمين بالتراث وهي ثلاثة احجام الأولى تسمى «الخمرة» وهي مخصصة لغليان الماء والثانية «اللقمة» وتستخدم لعمل القهوة والثالثة» المزل» وهي التي تزل فيها القهوة حين تقديمها للضيوف وسعرها على حسب الحجم والنظافة والنقوش التي عليها فسعرها يبدأ من ثلاثة آلاف ويتجاوز خمسة آلاف.
سيارة
ويقتنى الخليفة سيارة «أم بالة» موديل 1964 وهي بحالة ممتازة اشتراها قبل ثلاث سنوات ولم يفصح عن سعرها الحقيقي لكنه اكتفى بقوله كلفته عشرات الآلاف ويذكر انه اشتراها من احد الأشخاص اسمه عبد الله الجعيري الذي احتفظ بها لسنوات طويلة،ويقول انه يخرج بها مرة في الأسبوع بصحبة الأهل،ويمتلك كذلك دراجات هوائية يعود موديلها إلى 1970.ولديه الكاميرا القديمة ولديه كل ما تتصوره من الأدوات التي يستخدمها الفلاح والصفار والخياط وهكذا حتى 16 حرفة يدوية قديمه
متحف
وأنشأ الخليفة الآن متحفا خاصا بمنزله الكائن بحي الشروفية بالمبرز بمساحة 200 متر مربع حيث حول الحديقة التابعة إلى منزله إلى مبنى علوي وأرضي خصص الجزء الأرضي إلى متحف وتكلف بناؤه أكثر من مائة ألف ريال و قام بتصميمه بنفسه على شكل سوق القيصرية وخصص إجازته السنوية من أجل متابعة العمل والمتحف عبارة عن سوق شعبي يتكون من 16 محلا تحكي الحرف اليدوية القديمة فكل محل فيه الأدوات التى كانت تستخدم لتلك المهنة كالبقالة القديمة والمقهى والصفار والحداد والخياط والنجار والصائغ والبحار وغرفة العروس وأدوات البادية وغيرها إضافة إلى قسم خاص لمقتنيات أرامكو القديمة،وكذلك مجلس يحكي الماضي.
وفاء
ويشير الخليفة الى أن ما يقوم به من جمع للتراث يعد شيئا بسيطا يعبر به عن الوفاء للآباء والأجداد الذين اعتمدوا على أنفسهم في جميع الصناعات وفيه درس لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة لكي نحذو حذوهم ونبني بلدنا بسواعدنا ونعتمد بعد الله على أنفسنا في كل شيء وان نعلم أبناءنا ثقافة الاعتماد على النفس وان لا عيب في العمل أياً كانت طبيعته فأجدادنا عملوا في الخياطة والنجارة والحدادة وغيرها من المهن.