بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله،
واما بعد،،،
(صـــوت صـــفير الـــبلبل)
كلنا يعرف أن للغة العربية خصائص انفردت بها عن جميع اللغات ! فالاعجاز اللغوي فيها لا يقارن بأي لغة ! فكيف لا ! وهي لغة القران الذي أُنزل متحدياً هذة اللغة العربيه ! وكلنا يعلم أن اعتى كفار قريش لم يكن ليتجراء ويقول ان هذا الكلام المنزل على افضل الخلق محمد ابن عبدالله – صلوات ربي وسلامه عليه – هو كلام بــشـر !! كلنا علم ذلك ! ولكن كيف هم عرفوا ذلك ؟ انا أشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واشهد ان القران هو كلام الله ! لكني وبجهلي لا اعرف ما الفرق بين لغة البشر ذلك الزمان وكيف يستطيعون أن يفرقوا اذا كان هذا كلام بشر ام كلام الله ؟ يقول الله تعالى : (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) – الشورى 7 – ذلك ان الاعجاز في بلاغة القرآن لم تن فقط محصورة على العرب بل حتى العجم ! فتخيلت لو أن (دوون) الطالب الأمريكي والذي كان يدرس اللغة الصينية معي…لو سئلني شيئاً عن هذه اللغة وأين الاعجاز فيها ! خاصة وانا كنت دائما احادثة عن فخري كوني مسلماً وان القرآن هو كلام الله ! ….ماذا كنت سأقول له لو سئلني عن لغتي الأم؟ فهو يعرف جيداً أني أتحدث اللغة (الانجليزية ) وانا لا أجيدها…وادرس باللغة (الصينية) وأنا لا أفهمها…فكيف لو علٍم اني أيضاً أتحدث العربية ولا أجيدها…!! ماذا لو عرف انني لست الوحيد ولكن الكثير -الا من رحم ربي- منا يجهل اللغة التي نتحدث بها….كيف كنت سأرد على سؤالة ؟ بسيطة !….اقول له ما درستة , وما حفظته , وما آمنت به دون ان أفُهم او أن أفهم !! لكن ما آمنت به – اقصد القرآن الكريم- قد أمرني في التفكر في أيآتة ! وأي آية هي أسهل لنتفكر فيها من آية تتحدث عن اعجاز القرآن في اللغة العربيه…..اللغة التي ولِدنا وأطلينا عليها؟…لكن الحمد لله فهو – دوون – لم يسئلني حتى الآن ! وأتمنا من الله أن لا تُسئل إلا ونحن نعرف الاجابة , وأدعو الله لي و لكم الثبات في يومُ سنُسئل جميعاً من الواحد الأحد عن شبابنا وأين افنيناه , وعن مالنا فيما انفقناه ومن أين كسبناه !
كانت هذه كلها خواطر دارت في ذهني سنين طٍوال, ولم أعرف الطريق الى الأجابة الا صدفة ! حيث كنا – أنا وبعض الرفاق – في أحد المجالس التي قد تسعد بجلوسك او حتى مرورك بها, ولا أستطيع ان أصف لك هذه المجالس أجمل من وصف هذا الشاعر – بن حثلين – حيث قال :
يا مـا حلا الفنجـال مـع سيحة البـال
فــي مـجلس(ن) ما فيــه نفس ثقيـله
هـذا ولــد عـم وهـــذا ولـد خال
وهذا رفيق(ن) مـا لـقـيـنـا مـثـيلـه
لتكملة القصيدة والمصدر أضغط هنا
تكلمنا في ذلك المجلس عن كل شيء تقريباً , ومن ضمن ما تكلمنا به قصيدة أسمها (صوت صفير البلبل) وهي (للأصمعي) وكيف أن ذلك الرجل كان ذا حظ عظيم, بما أعطاه الله من العلم في هذه اللغة العربيه…فكان رجلاً يعي ما يقول ويفهم ما يقال له،
أنه: عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي 121 هـ- 216 هـ . ولد بعد مولد (سيبوية) بـ20 عام وعمّر بعده بـ40 سنة, مولده ووفاته في البصرة, عاصر زمن الدولة العباسية في عهد (هارون الرشيد) و (جعفر المنصور) أخباره كثيرة جداً, وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر) قال الأخفش: ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي. وقال أبو الطيب اللغوي: كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً.
المصدر وللأستزادة ويكيبيديا
وكيف أن قصتة والتي قد سمعتها الف مره قد أحدثت تغييراً جذرياً في حياتي….نعم لقد سمعت هذه القصة من قبل لكني ولأول مره أفكر فيما سمعتة ! أتدرون ما حدث عندما استخدمت نعمة التفكير التي وهبني ووهبك اياها العزيز الحكيم ؟ احسست بكل بساطة أني أنــســـان ! ولكم أنت تقرأو القصة… .
يقال في كتب التاريخ، وبالتحديد في زمن (أبو جعفر المنصور) أنه كان محباً للشعر و لكنة يحتال لأجل توفير خزينة الدولة ، فكان يحفظ القصيدة كاملة من سماعها مره واحدة ! مهما كان طولها وصعوبة قافيتها، وكان لديه غلام يحفظ القصيدة بعد سماعها مرتين , وجارية تحفظها بعد ثلاث مرات. فأحتال حيلة على الشعراء وقال لهم بعد أن جمعهم امام الناس بأن هنالك مسابقة وهي: أن أي شاعر يأتي بقصيدة لم تقال من قبل بأن يكافئه بوزن ماكتبت علية القصيدة ذهب، وقد جعل مكان سري ووضع الغلام و الجارية ! وكان كلما تقدم شاعر وقال قصيدة يرد ( جعفر المنصور) بـأن هذه القصيدة قد سمعها من قبل ! ويبداء في قول القصيدة على الشاعر ! ثم يزيد عليه وينادي الغلام ويسئله : هل سمعت بالقصيده الفلانية ؟ ويرد عليه الغلام بعد أن سمع القصيدة من الشاعر ومن خليفة المؤمنين (ابو جعفر المنصور) بأني نعم يا أمير المؤمنين لقد سمعتها وحفظتها منذ زمن بعيد ويبدء في قول القصيدة ! ثم ينادى بالجارية ويحصل معها ما حصل للغلام . فينظر الشاعر بتعجب ثم سرعان ما يغادر منصة المسابقة ! وهكذا كل يوم ! حتى اجتمعوا شعراء وأدباء ذلك العصر يتشاكون فيما بينهم كيف قطعت ارزاقهم بعد أن جعلت منهم المسابقة كاذبين والناس أصبحوا لايثقون في قولهم ! حتى مرّ بهم (الاصمعي) وسمع حديثهم ! وعرف أن في الأمر مكّر فتنكر في لباس أعرابي ووقف على قصر الخليفة وقال بصوت عالي : أنا جئت أشارك في المسابقة ! وأخذ يردد ذلك حتى اجتمعوا عليه الناس وسمع الخليفة ذلك فنادى به وقال له ولم يكن يعرف أنه الأصمعي : من أنت ؟ فقال له أنا أعرابي من أرض الموصل جئت أشارك في المسابقة ! فرد علية الخليفة : أتعرف الشروط ؟ فقال له الأصمعي : نعم أعرفها، أن كانت من قولي فأن لي وزن ما كتبت عليه القصيدة ذهب ! وأن لم تكن من قولي فلا تعطيني شياءً . فأدخل الخادم والجارية المكان السري وقيل للأعرابي هات ما عندك !
وبداء الأعرابي بصوت عالي ومسموع في القاء القصيدة
صـوت صــفير الـبلبـلي
هيج قـــلبي الثمــلي
المـــــــاء والزهر معا
مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي
و أنت يا ســـــــــيدَ لي
وســــــيدي ومولي لي
فكــــــــم فكــــم تيمني
غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ
من لثم ورد الخــــجلي
فـــــــقال لا لا لا لا لا
وقــــــــد غدا مهرولي
والخُـــــوذ مالت طربا
من فعل هـــذا الرجلي
فــــــــولولت وولولت
ولـــــي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولـــــــــي
وبيني اللؤلؤ لــــــــــي
قالت له حين كـــــــذا
انهض وجــــــد بالنقلي
وفتية سقــــــــــــونني
قـــــــــهوة كالعسل لي
شممـــــــــــتها بأنافي
أزكـــــــى من القرنفلي
في وســط بستان حلي
بالزهر والســـــرور لي
والعـــود دندن دنا لي
والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب
طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي
والرقص قد طاب لي
شـوى شـوى وشــــاهش
على ورق ســـفرجلي
وغرد القمري يصـــــيح
ملل فـــــــــــي مللي
ولــــــــــــو تراني راكبا
علــــى حمار اهزلي
يمشي علــــــــــــى ثلاثة
كمـــــشية العرنجلي
والناس ترجــــــــم جملي
في الســوق بالقلقللي
والكـــــــــل كعكع كعِكَع
خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا
من خشـــية العقنقلي
إلى لقاء مــــــــــــــــلك
مــــــــــعظم مبجلي
يأمر لي بخـــــــــــــلعة
حمـــراء كالدم دملي
اجــــــــــــر فيها ماشيا
مبغــــــــــددا للذيلي
انا الأديب الألمــعي من
حي ارض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت
يعجز عنها الأدبو لي
أقول في مطلعــــــــــها
صوت صفير البلبلي
فتعجب الخليفة وحصل ماحصل !
اذا كنت تظن أن هذا الكلام لا ينطبق علية علوم النحو واللغة فأنت مخطىء ! حيث أن نحوية هذا الكلام صحيحة مئة في المئة ! واذا أردت أن تندهش أكثر و أكثر فتفضل بسماع القصة والقصيدة كاملة بصوت الشيخ العلامة أحمد القطان أضغط هنــــا
وبعد ان سمعت هذا القصة وفهمت كيف أن هذه اللغة قد أعجزت من تحدثها فكيف بمن لم يسمعها من قبل ! عندها فقط أحسست بفخر معانيها ! وكيف لحروفاً اجتمعت لتشكل كلمات أعجزت جميع اللغات الأخرى فأي أدب يقارن بأدب اللغة العربية ! فالأدب الانجليزي مثلاً لا يقارن ابداً بأبداع وعمق الأدب العربي ! واين هو شكسبير من سيبويه !؟ وكيف ان القران الكريم أتى وأعجز هذه اللغة وأعجز قوماً كانوا لا يعُجزون في الوصف والبيان … نعم هذا ما كنت سأقولة لك يا….(دوون) !
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
شكر خاص لكل من ساعدني بالمعلومات…..
تحياتي لكم….
علــــي سعد المرزوق،،،
جــامعة ووهـان للتكنولوجيا
ووهـان – جمهورية الصين الشعبية
((رحم الله من ذكر المصدر عند النقل))
تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر
استمتعت بقراءة عقلك !! وقليلون من يستكشفون الآلئ في هذا الوقت .. .. . أنا مشبه عليك ,, بصديق الطفوله .. ههه ! أنت اخو حسن وعبد الإله ؟. . . اخوك : تركي الحربي
استمتعت بقراءة عقلك !! وقليلون من يستكشفون الآلئ في هذا الوقت .. .. . أنا مشبه عليك ,, بصديق الطفوله .. ههه ! أنت اخو حسن وعبد الإله ؟. . . اخوك : تركي الحربي
من اهم أسباب انهيار الامم تخليها عن ثقافتها ولغتها . بالتخلى عن كليهما يضعف الانتماء والولاء ومن مظاهر الضعف ان تجد مدرس اللغة العربية مثالا للسذاجة والضعف والاستهزاء والغلظة في حين تجد مدرسي اللغات الاخرى (شياكة – لباقة – احترام ) – ليس الامر تعميما- عندنا في مصر حين دخل الانجليز مصر حاولوا ونفذوا ذلك المخطط اللعين بوجود الخواجة دانلوب مستشار وزير التعليم وآل الامر الى ما نحن فيه الآن . ما اود ان اقوله لا عز لنا الا بالاعتزاز بثقافتنا وتاريخنا والتزود من العلوم الانسانية ايا كان مصدرها مع الحفاظ على ثوابتنا. اقتراح : معاني الكلمات الغريبة لو اضيفت للقصيدة يكون اجمل