رسائل المجموعة

ريايييييل … آخر زمن!

رجاجيل ….آخر زمن!

يقول نابليون: الرجال كلأرقام، قيمتهم تتوقف عند مواضعهم

لذلك أغلب رجال هذه الأيام يفتخرون عادة بشيئين اثنين عادة مايكونان محور الأحاديث والسوالف في المجالس و الديوانيات، الأول هو صفة الفحولة، و الثاني هو اللسان و ربما الأخير هو سر كثرة الشعراء و مدعي الشعر هذه الأيام!

المهم…البارحة ذهبت إلى إحدى الدوائر لإنهاء بعض المعاملات، و بما أن القسم المعني يقع في الطابق الثاني قررت استخدام المصعد للنزول مع انني عادة ما أستخدم السلالم كبديل أفصل في حال توفره وذلك لتذويب جزء من الشحوم التي بدأت تتراكم على جسدي الذي كان يضرب به المثل سابقا في الرفاعة والنحول!

في الحقيقة كنت على وشك اللجوء إلى السلالم بعد أن بدات اشعر بالتململ من انتظار المصعد قبل ينفتح باب المصعد وبداخله مجموعة من الفتيات المتنقبات – أظن و الله أعلم أن عددهم 3- يبدو أنهن من موظفات تلك الدائرة، فقررت انتظار المصعد الآخر بعد أن غلبني الحياء على الدخول!
رجاجيل
ولكنني فوجئت بصوت أنثوي ناعم يحثني على التفضل والدخول ، طبعا أنا ما صدقت خبر على أساس أنني مستعجل (طبعا الحقيقة أنني لا مستعجل و لا هم يحزنون)، وحتى لا تسيؤوا الظن في وتتهمونني بطول العين والبصبصة، فقد وقفت داخل المصعد وكأن على رأسي الطير مدبرا بظهري للنساء ووجهي مقابل للباب حتى كادت أرنبة أنفي (أو خشتي كما يقول أخواننا السعوديين) (تصحيح: الخشة هي الفم!) تنحشر بين طرفي باب المصعد مع انغلاقه، وقلبي بدأ بضخ كميات أكبر من الدم حتى خشيت أن يسمع الفتيات دقات قلبي من فرط شدتها فأن يجتمع رجل بثلاث نساء في مكان واحد فهذا بالنسبة لي قمة الرعب،فهذه الأيام صعب أن يأمن الواحد منا على نفسه..حتى من الجنس الناعم!

عزائي أن المشوار لم يكن طويلا، فالموضوع لم يكن يتجاوز الطابقين، إلا أن المصعد توقف في الطابق الأول ليفتح الباب كاشفا عن فحل أراد النزول بدوره، إلا أنه احترم نفسه بعد أن رآني بالداخل، مع أنني تمنيت قدومه في الحقيقة ، ليعدل الكفة بعض الشيء و نكون رجلين وسط ثلاثة نساء!

ومع انغلاق باب المصعد سمعت إحداهن تخاطب زميلتها متهكمة: يعني هالريال كسلان ينزل بالسلم؟…. إلا هو طابق واحد!
لتجيب زميلتها و أظنها هي نفسها صاحبة الدعوة الكريمة : هي و الله صدقتي …شو هالكسل …رياييل آخر زمن!
و كانها تود أن تقول: إياك اعني فاسمعي يا جارة!
حينها شعرت وكان أحدا طعنني في رجولتي و أصابني في مقتل، فحال راكب الطابق الثاني لا أعتقد أنه يفرق كثيرا عن راكب الطابق الأول، إلا أن ذلك لم يمنعني من الابتسام وأظنهن قد لاحظن تلك الابتسامة، بعد أن أيقنت أن تلك الدعوة الكريمة بالدخول للمصعد لم تكن (لحلاوة عيوني) كما كنت أظن ولكن لغرض ما في نفس يعقوب!

على أية حال اليوم سأذهب مرة أخرى إلى تلك الدائرة لاستلام المعاملة..و سأحرص هذه المرة على استخدام السلالم في الطلعة و في النزلة.. و إن شعرت بالكسل فسوف أتأكد من ركوب المصعد.. ولكن وحيدا هذه المرة..وذلك لكي أثبت انني رجل ولكن من…أول الزمان..و ليس من آخره!

يقول اسامليون:
الرجال كالآرقام..قيمتهم تتوقف من أي طابق يركبون المصعد

من مدونتي
www.osama.ae

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى