اليوم الحادي عشر
نستطيع وصف هذا اليوم بيوم الراحة ، فبعد الافطار الصباحي توفر لنا من الوقت أكثر من ثلاث ساعات حتى الواحدة ظهراً موعد مغادرتنا لجزيرة بينانغ متوجهين نحو كوالالمبور العاصمة ، قلت لهاني حان وقت " الراحة " دعنا نرتاح ولو مرة ونبقى في الفندق ، وبالفعل وافقني هاني وبقينا في " اللبي " حيناً وفي لعب البياردو حيناً أخرى أو في الحديث مع بقية السياح خصوصاً العرب الذين اكتشفنا أن الكثير منهم ارتبط ببرنامج سياحي من حجزه في دولته بشكل لم يرضي الغالبية منهم ، فالبعض لم يزر لنكاوي بناءاً على انها تشبه بينانغ حسبما ذكر وكيل سفرهم .. والبعض الآخر لم يزر بعض الأماكن السياحية الهامة في بينانغ كالمعبد الصيني ورحلات الصيد التي تنتهي في جزيرة القرود ، وهذه الأحاديث أفادتنا أيضاً ببعض الأماكن التي لم نقم بزيارتها بالتأكيد . الثانية عشر والنصف غادرنا الفندق متجهين نحو محطة الباصات في الجانب الآخر من الجزيرة حيث موعد الانطلاق الواحدة ظهراً ، وصلنا إلى كوالالمبور في الخامسة تقريباً في وقت كان المطر ينهمر فيه بشدة لدرجة أن سيارات التكاسي لم تكن تقف أمام المحطة وتمر خالية دون توقف .. انتظرنا فترة طويلة ربما أكثر 30 دقيقة حتى توقف المطر واستقلينا سيارة تاكسي نقلتنا إلى وسط العاصمة حيث أن يوم الاثنين بداية الدوام الاسبوعي والمدينة كانت مزدحمة بشكل لا يطاق ! ، تجولنا بين الفنادق في شارع بوكيت بنتا حتى وقع الاختيار أو بمعنى أصح حتى وجدنا غرفة مناسبة في فندق " نيبوتل " ، قرابة السادسة والنصف أو ربما السابعة ! نزلنا بعدها للتجول وتناول طعام العشاء بالخارج ثم عرجنا على مقهى انترنت حتى العاشرة تقريباً حيث عدنا للفندق للنوم .
الطريق إلى محطة الباصات في بينانج
طلععععععة واللي نايم يصحى
هذا أبي نعم الأب .. من أجلنا كم يتعب !!
الطريق إلى كوالالمبور .. متعة بحد ذاته
لقطة من الغرفة لمسبح الفندق
اليوم الثاني عشر
بعد الافطار توجهنا إلى سوق الكمبيوتر في وسط العاصمة حيث تفاجأنا بأن المعروض من الأجهزة والبرامج دون المستوى أو بمعنى أصح دون ماهو المتوقع .. حيث كنا في الطريق نتحدث عن ماسنشتريه وقدرتنا على حمله .. الخ ، بينما عندما وصلنا عرفنا بأن سوق العليا في الرياض يضم أجهزة بمواصفات تسبق بكثير مارأيناه في ذلك السوق حيث لم نجد أي جهاز ( بنتيوم 4 ) ، فما بالك بمواصفات أعلى ! ، غير الأجهزة الصغيرة الأخرى التي كانت قد وصلت السوق السعودي منذ فترات طويلة .عند الثانية استقلينا سيارة تاكسي للزيارة المعبد الهندي " باتو كيف " الذي يتجاوز عدد الدرجات للوصول إلى قمته 272 درجة .. ستكتشف عند وصولك القمة أنك ربما فقدت 4 كيلو من وزنك ثمناً لهذا التمرين المرهق !
أول لقطة للمعبد بعد نزولنا من السيارة
المدخل الرئيسي
لم ينقص هنا سوى كتابة : احذر الطريق مليء بالقرود
لقطة خارجية للكهف .. بمجرد وصولنا للقمة
الخطوات الأولى في الكهف تجربة جديدة
التجويف في وسط الكهف .. منتظر بديع بحق
وقت وصولنا لم يكن في الكهف أي حركة
أمضينا بعض الوقت في داخل المعبد حيث تجويف الكهف العملاق ينتهي بصالة يشعل فيها الهنود نارهم .. لكن وقت زيارتنا لم يتوافق مع تواجدهم ، لاحقاً عند نزولنا رأينا امرأة تشعل ناراً صغيرة تصلي إليها ! .. علق هاني ( شكل الصلاة فوق فاتتها )
هذي مشكلة اللي يجي متأخر !!
الجدير بالذكر أن القردة ستراها تتجول خصوصاً وأنت تصعد في الدرجة ذلك حاول قدر الإمكان عدم حمل أي مأكولات في يدك فقد شاهدنا طفلة صغيرة تحمل كيساً من الحلويات وهي تصعد حيث هاجمتها القردة التي خطفت الكيس بينما الطفلة أخذت تصيح رافضة الصعود مهما كان الثمن . توجد بالأسفل من الكهف الرئيس بعض الكهوف الصغيرة التي تتضمن تماثيل منوعة مزينة بأشكال وألوان مختلفة .. لكن تلك الكهوف خالية جداً من أي سائح !
تماثيل ملونة في بقية الكهوف الأخرى
بعدها انقلنا إلى حديقة الطيور التي لا تختلف كثيراً عما هي موجودة في بينانغ لكنها أكبر بعض الشيء وأكثر تنظيماًَ ، توقفنا كثيراً عند بعض الطيور الغريبة حيث التقطنا الكثير من الصور .
كان التحدي بيني وبين صديقي بأن هذه الطيور ( مصبوغة ببوية ) !!
جانب من ممرات الحديقة
سقف الحديقة مغطى بشبك شفاف
شلالات متنوعة الاشكال
ونحن نهم بالخروج من الحديقة حتى رأينا مكتباً صغيرة وبجانبه لوحات لزيارة منقطة " أفاموزا " التي تبعد عن كوالالمبور ساعتين ونصف بالسيارة وكان ذلك المكتب يعطي عرضاً كان يتضمن ( رحلة بالباص – الدخول إلى سفاري – الدخول إلى الألعاب المائية – وجبة غداء مجانية ) ( بالعربي تعال بثوبك 🙂 ) ، بعد تردد لم يستغرق كثيراً وقعنا مع العرض الذي كان ليوم غد ( ماعندنا وقت ) ، أخذنا بطاقات الرحلة من نفس الموظفة . بعد الخروج نصحنا سائق التاكسي بزيارة حديقة قريبة لم أسجل اسمها ولكنها رائعة جداً وبداخلها ممر مياه أو مايشبه البحيرة الصغيرة ويمكنك التجول بداخلها عن طريق ( العربة الدراجة ) ، وأخذنا واحدة درنا بها داخل البحيرة وكانت تلك " الدورة " ممتعة جداً حيث أوراق الاشجار تتساقط بشكل جميل فوق رأسك وأنت تعبر في وسط المياه تحس وقتها بأنك تملك العالم !!
حديقة مثل هذه .. لن تتردد بقضاء بعض الوقت فيها
جاب آخر من الحديقة .. وتبدو البحيرة والعربات
سعادتنا لم تلبث طويلاً حيث تجمعت السحب في وقت قياسي ثم هطل المطر الشديد ونحن مازلنا في البحيرة فوق العربة الدراجة ( البطيئة ) ، اقترحت على هاني اقتراحاً لامني هاني عليه كثيراً فيما بعد ، فقد كان هاني يفضل التدريج بسرعة ومن ثم الخروج وكنت أرفض ذلك بحكم أن الكاميرات التي بحوزتنا لا توجد عليها أي أغطية .. نظرت إلى اليمين فوجدت جسراً يربط طرفي الحديقة وفي الحقيقة كان أقرب لنا من التوجه لسلم الخروج .. وافق هاني بعد إلحاح مني وتوجهنا إلى الاحتماء تحت الجسر والمطر كان ينهمر بشدة كبيرة على اليمين وعلى الشمال بينما كنا في سلام تحت الجسر .
الجسر ( القضية )
للمعلومية فأن المطر في كوالالمبور تحديداً يأتي فجأة ويرحل فجاة .. حيث لا يزيد وقته في الغالب عن ساعة لا تلبث أن تنتهي إلا ويعود كل شيء كما كان دون أي أثر ودون أي بحيرات صغيرة من بقايا مياه الإمطار كما يحدث لدينا ، قلت لهاني هذه المعلومة فقال : هل تقصد بأننا قد نجلس ساعة تحت هذا الجسر !! ، قلت : ربما .. فلا يعرف أحد متى يتوقف المطر .
لحظات هطول المطر الأولى
بدأ الملل على هاني بعد مرور 10 دقائق .. حينها قال لي حاول تغطية الكاميرات بأي طريقة .. وفجأة اقتحم البحيرة بالعربة الدراجة باتجاه سلم الخروج .. تحت زخات المطر ..طبعاً لم يكن بيدي حيلة .. فبدأت التدريج معه بسرعة بسرعة حتى وصلنا إلى سلم الخروج حيث ربطنا العربة وخرجنا ونحن مبتلين تماماً طبعاً لم يكن هناك خوف على ملابسنا كما كان الخوف على كاميراتنا ( الحبيبة 🙂 ) . عدنا إلى الفندق قرابة الخامسة والنصف أو السادسة حيث خرجنا للغداء بعدما غيرنا ملابسنا المبتلة ! .
الانطلاق نحو سلم الخروج وسط تساقط المطر
بعد الغداء في " كنتاكي " تجولنا قليلاً في شارع بوكيت بنتا حتى السابعة حيث توجهنا إلى مركز " ميغا مول " الذي يقال بأنه اكبر مول في قارة آسيا .. وبصراحة بالفعل المول كان ضخم وكبير جداً لا يكفى ربما قضاء ثلاث ساعات في التجول بداخله بسرعة ! بقينا حتى العاشرة حيث انهينا الزيارة بالوقوف أمام " الفنانين " الذي يتواجدون في بهو السوق .. حيث يقومون برسمك بمبلغ بسيط ( 25 رينجت للرسمة الواحدة ) ، هاني وقف أمام رسام غريب الأطوار اختلف معه كثيراً حتى أن الرسمة النهائية لم تكن تشبه هاني على الإطلاق ! ، بينما رسمتني حسناء ماليزية جميلة وأجادت بحق في الرسم بشهادة ( الفضلاء ) الذين كانوا حولنا ! ، غنيٌ عن القول بأن اللحظة التي كنت أرى هاني فيها يختلف مع الرسام الماليزي كانت تلك الحسناء تتأسف مني كثيراً لأنها أجبرتني على رؤية زاوية واحدة دون تحرك لفترة 20 دقيقة حتى تنتهي من الرسم ، قلت لهاني : انظر الفرق بين الرجل والمرأة ، إلا أن هاني كان بالفعل غاضباً وهو ينظر إلى رسمة وجهه ويقول : إن هذا الوجه لا يشبهني .. والرسام هذا فاااااشل ! .. وبصراحة .. الوجه لا يشبهه فعلاً !! ، وإلى هذه الساعة وهاني يرفض أخذ الرسمة التي مازلت محتفظاًً بها ( هاني – من جد – خلاص .. يرحم والديك الصورة ماتشبهك بس فكني منها وتعال خذها ) . عدنا إلى شارع " بوكيت بنتا " حيث تناولنا العشاء في أحد المطاعم القريبة قبل العودة للفندق استعداداً للنوم مبكراً حيث الرحلة في اليوم التالي ستكون إلى منطقة " أفاموزا " لمدة يوم كامل .. ويجب أن نستعد لها جيداً .
الجزء الأخير من الرحلة .. نهاية الاسبوع الحالي،،
أحمد