خادمتي وحكايتها التي عرفتها قبل أن تسافر ..بالصور (مؤثر )‎

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خادمتي وحكايتها التي عرفتها قبل أن تسافر ..بالصور(مؤثر )

اليوم غادرت بيتنا (رحمة ) ..
وقد كانت في صباح الأمس تحزم أمتعتها .. وأنا أشرف على تنظيم حاجياتها لأنها طلبت مني ذلك ..
فهي تحتاج مشورتي كما تقول ..

بقيت ُ جالسةً على الطاولة ..أنظر نحوها لكن فكري عنها غائب ..
سرحت .. أتذكر قبل 3 سنين ..
حين كنت أدعو الله بأن يرزفني خادمة بشوشة مبتسمة أمينة ..
لم يكن يهمني أن تكون نشيطة أو ماهرة .. قدر اهتمامي بأن ترتاح لي وأرتاح لها ..
حتى لو كانت متوسطة الحال .. لكن الله الكريم أعطاني ماتمنيت وأكثر ..
فله الحمد والمنة ..

حين قابلتها لأول مرة ..شدتني ابتسامتها التي بقيت طويلاً تملأ وجهها..
نعم طويلاً ..لأنها لم تكن ابتسامة تلك الدقائق فقط .. بل تلك السنين التي أمضتها لدينا..

أما هي فقد حكت لي قبل أن تغادرني بأيام .. ماجعلني أعي بأن خلف تلك الإبتسامة حكايا وشجون ..
هي امرأة مطلقة تعول ابنها وابنتها حيث تخلى عنهما والدهما .. تعمل قبل أن تشرق الشمس في مزارع الأرز إلى أن يحين الغروب ..
عملها شاااق جداً وبالمقابل أجرها زهيد جداً.. لكنها تصبر ..وتعمل بلا انقطاع ..

تسكن في بيت والدها ..وأمها متوفاه ..البيت صغير .. ولديها أخ متسلط ..
تنام في صالة المنزل مع أبنائها لأنه ليس لديها غرفة .. وتستيقظ أحياناً على رجفة من رجل أخيها .. ينهرها أو ……
هنا توقفت رحمة عن سرد حكايتها وأخذت تغص بدموعها .. فغيرتُ مجرى الحديث شفقة بها..
و لأني أيضاً لم أعد أرغب ببقية الحكاية ..

لكنها بعد لحظات عادت لتكمل .. بأن صديقتها كانت ترق لحالها ..
وتنصحها بالسفر للعمل في بلاد الحرمين ..
كانت تكرر عليها تلك النصيحة وهي تكرر الرفض القاطع ..
تقول كنت أقول لها (أخاف أن لا أعود إلى أندونيسيا) ..
(أخاف على أبنائي) ..
وهي تُطمئنني وتذكر تجارب معارفنا وصديقاتنا ممن ذهبوا وعادوا ..
وحين اشتدّت علي حياتي .. بدأتْ فكرة السفر تراودني ..
فاستشرت والدي .. فقال استشيري .. ابنيك.. إن وافقا اذهبي وإلا فلااا ..
ابني( 17 سنة )وافق مباشرة وفرح .. لأنه يريد لنا بيتاً ويريد نقوداً ..ودباباً و……..
أما ابنتي (9سنوات) رفضت وبكت وانتحبت .. فقلت أقنعها .. ألستِ تريدين حقيبة جميلة للمدرسة ودائماً تطالبيني بها ..
ألستِ تريدين فساتين وألعاب وأحذية ؟! أنا إن سافرت سأوفر لك كل هذا وسيكون معنا نقود وفيرة ..
فبدأت الصغيرة تلين وطار قلبها بتلك الإغراءات فوافقت على مضض ..
استغلت صديقتي الوضع، فقدمت لي مباشرة في مكتب العمل ..ودفعت النقود بدلاً عني..
ورتبت كل الإجراءات ..ولم يعد هناك مجال للتراجع ..

و سرعان ماتم استدعاء رحمة ..وسارت الأمور بسرعها لتجد نفسها أمامي ..
وتعطيني تلك الإبتسامة التي حكيت لكم عنها آنفاً ..
كانت تحادث أهلها بين حين وآخر ..
فيكلمها ابنها وصديقتها ووالدها وجيرانها..
إلا تلك الصغيرة ( ابنتها) ترفض ..
ولاتدري والدتها هل هو رفض حياء أم عتب أم غضب
أم خوف انفجار الشوق في فؤادها الصغير ؟؟

حدثتها مرة واحدة فقط بعد أن أصر عليها الأهل فقالت ..
(والدتي..متى ستعودين ؟ لاتنسي الحقيبة الوردية والحذاء)

كانت الصغيرة تحلم بحذاء واحد جديد وجميل ..لمن الأم الحنون اشترت لها 3
واحد للبيت وواحد للشتاء وواحد للصيف

(حقيبة الصغيرة ستي أوماية)

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما : «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! كم أعفو عن الخادم؟
فصمت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم قال : يا رسول الله ! كم أعفو عن الخادم ؟ فقال : كل يوم سبعين مرة » رواه الترمذي….

 

Exit mobile version