إن كنت تعيش في غزة، فهذه بحد ذاتها جريمة كافية عند الإحتلال الصهيوني كي يتم استهدافك، وتصفيتك. خلال الحرب كل شيء في غزة كان في مرمى النيران بغض النظر إن كان بشرًا، أم حجرًا، أم شجرًا، أم حيوانًا. حديقة بيسان أكبر حديقة للحيوان في قطاع غزة تعرضت لقصف عنيف خلال الحرب.
تقع الحديقة في مدينة بيت لاهيا شمال القطاع، توجد فيها أنواع مختلفة من الحيوانات، وتعد متنفسًا لسكان القطاع الذين يفرض عليهم حصار خانق منذ ثماني سنوات. وقد قتلت أنواع عديدة من الحيوانات خلال الغارات التي كانت تشنها الطائرات على القطاع على مدار الساعة.
وتعد حديقة حيوان بيسان جزءًا من مدينة بيسان الترفيهية، والتي أنشئت عام 2008 كقرية سياحية كي تكون متنفسًا لأهل غزة. وقد ادعى جيش الاحتلال أنه يقوم بتحقيق حول استهداف الطائرات لحديقة الحيوان.
وقبل ذلك كانت الحديقة جميلة حيث الأشجار، والنخيل، والمساحات الخضراء، وساحات اللعب. يشعر “فريد الهسي” العامل في حديقة الحيوان بأسى كبير على الدمار الذي حل بالحديقة، فهو لا يصدق حجم الدمار الذي لحق بكامل الحديقة، وما يجعله يشعر بحزن أكبر هو مقتل الحيوانات التي كان يرعاها فقد قتلت الغارات 8 قرود، ونعامة.
واليوم تعيش الحيوانات بضيق كبير حيث تم تدمير أقفاصها ليتم وضعها بأقفاص مؤقتة لحين إصلاحها. وليس بعيدًا عن حديقة بيسان، توجد حديقة جباليا للحيوانات حيث هربت منها الحيوانات لخوفها من أصوات الغارات العنيفة، فيما قُتل عدد آخر منها. وقد استهدفت الغارات مزارع الدجاج، وحظائر البقر. وقال “زكريا الكفارنة” مدير الخدمات البيطرية في وزارة الرزاعة الفلسطينية:”إن الخسائر التي تكبدها قطاع الإنتاج الحيواني خلال الحرب هو الأكبر منذ سنوات”. وقدرت وزارة الزراعة خسائر القطاع الحيواني خلال الحرب الأخيرة بـ 50 مليون دولار.
