( جي بي اس ) للفقراء
دائما ما نلاحظ الخبر الصحفي الشهري بأن : وزارة الشؤون الاجتماعية تودع الإعانة الشهرية لمستحقيها ، وكأنها قدمت شيئا إضافيا على واجباتها ، على أن الوزارة معنية برعاية فئات المجتمع المستحقة دون أي ملمح لرفع الصوت ، وأخذ حيز من الصحافة لنشر الخبر وإشعار المستحقين أنهم عبء ثقيل عليها .
وليزيد الوزير الكريم وفق الإحصائية التي أنطلق منها ليقول أن الفقراء لدينا ( 600 ) فقير لاغير ، ولم يكلف نفسه بزيارة لبعض الأحياء التي تعج بحالات تفوق عن عدده الذي ذكره .
كنت أتمنى على سيادة الوزير أن يقوم بزيارة لبعض الأحياء أثناء تحري هؤلاء الأشخاص لزكاة الفطر من قبل المجتمع الذي يشعر بعضه بعضا ، ليطلع بنفسه على الحال ومنه ينطلق في خططه ، وعندها سنصدقه في تصريحه أن شريحة الفقراء في المجتمع هو الرقم المذكور سابقا .
وحتى لا أقلل من جهود هذه الوزارة فإنهم قد أدخلوا التقنية في عملهم ، ولا أعلم هل العدد المذكور قبل التطبيق لها أم بعده ، حيث أن الباحثين سيستخدمون تقنية ( جي بي اس ) لتحديد مواقع الفقراء ، وكذلك قياس درجة التفاضل بينهم في الأحقية .
لقد غاب عن وزارتنا الموقرة أن هناك فئة متعففة ، فهل لديها وسيلة للكشف عنهم ؟! أم أنها ستستخدم هذه التقنية لتحددها كذلك ؟
أظن أن الباحثين الاجتماعين فئة منهم عاطلون ومستعدون لخدمة مجتمعهم ، فلماذا لاتستفيد الوزارة من هذه الفئة ، لعمل مسح ميداني وفق أسس البحث الاجتماعي ، لتوافينا الوزارة بإحصائية واضحة وحقيقية بدلا من إطلاق أرقام تزيد من الضاغط الاجتماعي عليها ، وتفقد ثقتها في هذه الوزارة بعد أن أخذت موقعا جيدا في الفترة الماضية من حيث التنظيم و المشاركات الاجتماعية .
خالد بن محمد الأسمري
مدرب ومستشار أسري/ مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني
تويتر