رسائل المجموعة

جني يهودي

 جني يهودي

وقعت أحداث هذه القصة لشاب من أبناء مكة المكرمة عندما جاءني أخواه في المسجد و طلبا منـي الذهاب معهما الى المستشفى للقراءة عليه هناك حيث يرقد على السرير الأبيض منذ فترة طويلة و قد شخص الأطباء حالته بأنها تليف في الكبد و شلل باليـد و القدم. و قـال الطـب كلمته في هذا الشاب المريض بأنه لن يبرأ أبدا لا من الشلل ولا من التليف.فاعتذرت للأخوين بأني لا أذهب الى المستشفيات لخلاف في ذلك الوقت بين الأطبـاء و المعـالجين بالرقية الشرعيـة و قـد خفت حدته بعد أن تفهم كثير من الأطباء الوضع و خاصة بعد أن عولج نفر منهم في العيادات القرآنية.و طلبت منهما أن يحضراه عندي أو في منزلهم و أنا أقوم بالقراءة عليـه . غير أنهما أصرا على أن أذهب الى المستشفى و سيرتبان الوضع هناك دون أن يسبب ذلك حرج لي.و رتب لي الأخوان موعدا في الليـل و ذهبـت معهما الى المريض و دخلت غرفته لأجده مستلقيا بلا حراك يتألم و يئن من وقع الألم الذي يعانيه أثر التليف الكبدي فسألته عن حاله و ما يعانيـه و أخذت أطمأنـه بأن شفاء الله قادم ثم بدأت أقرأ عليه حتى وصلت الى منتصف القراءة فاذا بيد تتحرك حركة شديدة و مفاجئة لدرجة أن أحد أخويه صاح” الله أكبر .. الله أكبر.. تحركت يـده” وواصـلت قراءتي مكررا الآيات تلو الآيات و كلما زدت في القراءة  زادت حركة اليـد و فجـأة تحركت القدم المشلولة أيضا و تغير وجهه فأصبح يصرخ . عند ذلك أدركت أن الشـاب يعانـي من تلبس كامل و أن الذي يصرخ هو جني بداخله. قلت: من أنت؟ فأجابني بتكسر في الكلام:أأأنا يوحنا! قلت: و ماذا تفعل هنا يا يوحنا؟ قال: دخلت فيه لأنني احبه فهو انسان طيب جدا ألستم تحبون الطيبين؟قلت: بلى و لكن أنت الذي أمسكت يده و قدمه عنالحركة. قال: نعم و عندما قرأت أنت القرآن لم أستطع أن أتحمل فرجفت و عندما رجفت تحركت يداه و قدمه. و قد لاحظت أن هذا الجني يتكلم بلهجة احدى الدول العربية . قلت له: من أيـن أنت؟ قال: من (…) قلت : و كيف دخلت فيه؟ قال: لأنه كان عندنا فدخلت فيه هناك. قلت: يا يوحنا أنا لن أضربك اليوم بشرط الا تمسك يده و قدمه ثانيـة . واذا عـدت لامساكهما عـن الحركة سوف أعذبك عذابا شديدا باذن الله. قال: لن أفعل و لن أمسه. قلت : اذن ابقى فيه حتى أعود اليك مرة ثانية يا يوحنا. قال: معلوم. و أنهيت الجلسة على هذا الأساس لأني خشيت ان تسبب القراءة في حدوث ازعاج و صراخ شديد من الجني لتألمه من كلام الله مما قد يسبب شيئا من الفوضى و الازعاج داخـل المستشـفى. و غـادرت المكان على أن يرتب لي الأخوان موعدا جديدا للقراءة و لكن ليس بالمستشفى و هذا ما تم بالفعل .

وفي اليوم التالي جاء الطبيب المعالج و كم كانت دهشته كما روى لي الأخوان مما حـدث لقـدم و يد الشاب المريض فأخبراه بان أحد المعالجين بالقرآن قرأ عليه فاذا الحالة كما يراها .و استأذناه في خروج أخيهم لقضاء أجازة العيد معهم في المنـزل و كـان ذلك في اليـوم السابـع والعشرين من شهر رمضان ووافق الطبيب. و في اليوم الثامن و العشرين التقيت بالمريض في منزله و بدأت القراءة عليه و نطق الجني. وقلت:يا يوحنا أنت قلت لي أن الذي أمسك القدم و اليد هو أنت. قال: نعم .. قلت : و ماذا عن موضوع التليف الكبدي.قال: و الذي فلق البحر لموسى لست أنا.. انما هو مرض من الأمراض أصابه وكبـده ليـس متليفا فقط و لكنه متضخما أيضا. قلت: لماذا أقسمت بالله و ذكرت موسى. فقال:لأنني يهودي. وعرضت عليه الاسلام كعادتي مع الجان غير المسلمين فرفض فكررت عرضـي فازداد رفضـه. فطلبت منه الخروج فقال: لن اخرج حيث لا يوجد مكان أذهب اليه فأنا قادم من (000) . قلت: اذهب الى أي مكان آخر في العالم فأنتم معشر الجان لا تحتاجون لجواز سفر. فأطرق بعض الوقت ثم قال: أقرأ القرآن. فبدأت أقرأ عليه و ما هي الا لحظات حتى أفـاق المريـض من الغيبوبة و كأن شيئا لم يكن ومشى على قدميه و تحركت يديه بتلقائية تامة. و ذات يوم و بعد سنتين قابلت أحد أخويه و سألته عن حال أخيه المريض فأخبرني بأن تليف الكبد زاد عليه حتى وافاه الأجل بعد العلاج من الشلل بسنة تقريبا. فرحمة الله على هذا الشاب رحمة واسعة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى