الْمِرْبَعَانِيَّةُ وَالتَّنَبُؤاتِ الجَوْيَّةِ … بالصور والخرائط

/


د. عبدالله المسند*

:. الله سبحانه وتعالى زين السماء بالنجوم وفطر الإنسان للاهتداء بها في معرفة المسالك الموصلة إلى الممالك، والنجوم لا يستدل بها في معرفة المكان فحسب بل وفي معرفة الزمان أيضاً وحساب الوقت والتوقيت ودخول الفصول والمواسم {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}. وقد استفاد العرب في الصحراء من صفاء السماء فبرزوا في علم الفلك ومعرفة الأنواء، حيث قسموا السنة إلى مواسم وفصول تمثلها أنواء ونجوم معينة محددة ومعروفة في القبة السماوية، وقسموا القبة إلى 28 جزءاً، كل جزء يمثل منزلة وفسحة ينزل بها القمر ليلة واحدة وتنزل الشمس في كل واحدة 13 يوماً، وكل منزلة منسوبة لنجم أو مجموعة نجوم تمثلها وتكون مشاهدة في هذا الجزء من القبة الفلكية.

*****
:. والمنازل الثمانية والعشرون هي: الإكليل، القلب، الشولة ، النعايم، البلدة، سعد الذابح، سعد بلع، سعد السعود، سعد الأخبية، المقدم، المؤخر، الرشا، الشرطين، البطين، الثريا، الدبران، الهقعة، الهنعة، الذراع، النثرة، الطرف، الجبهة، الزبرة، الصرفة، العواء، السماك، الغفر، الزبانا، وكل منزلة لها 13 يوماً عدا الجبهة فلها 14 يوماً والمجموع 365 يوماً وهي تمثل أيام السنة الشمسية، وغالباً ترى 14 منزلة ظاهرة في القبة الفلكية وتكون 14 منزلة أخرى غاربة في النصف الثاني من القبة الفلكية، وعندما تشرق منزلة في الشرق ـ ويطلق عليها العرب البارح ـ تغرب منزلة أخرى في الغرب ـ ويطلق عليها العرب النوء ـ.


*****
:. ولقد طرأ تغير طفيف في مسميات الأنواء والطوالع الثمانية والعشرين من قبل المتأخرين من العرب حيث جمعت عدة منازل وأنواء في مسمى واحد وبدؤا سنتهم النجمية أو (السهيلية) بطلوع نجم سهيل وعدد أيامه 53 يوماً وله من المنازل أربع (الطرف، الجبهة، الزبرة، الصرفة)، يليه الوسم وهو ليس نجماً بل صفة لوقت من السنة وعدد أيامه 52 يوماً وله من المنازل أربع (العواء، السماك، الغفر، الزبانا)، تليه المربعانية وعدد أيامها 39 يوماً ولها من المنازل ثلاث (الإكليل، القلب، الشولة)، يليها الشبط وعدد أيامه 26 يوماً وله من المنازل منزلتان (النعايم، البلدة)، تليه العقارب وعدد أيامها 39 يوماً ولها من المنازل ثلاث (سعد الذابح، سعد بلع، سعد السعود)، يليه الحميمين وعدد أيامه 26 يوماً وله من المنازل منزلتان (سعد الأخبية، المقدم)، يليه الذراعين وعدد أيامه 26 يوماً وله من المنازل منزلتان (المؤخر، الرشا)، تليه الثريا وعدد أيامها 39 يوماً ولها من المنازل ثلاث (الشرطين، البطين، الثريا)، يليه التويبع وعدد أيامه 13 يوماً وله من المنازل منزلة واحدة (الدبران)، تليه الجوزاء وعدد أيامه 26 يوماً ولها من المنازل منزلتان (الهقعة، الهنعة)، يليه المرزم وعدد أيامه 13 يوماً وله من المنازل منزلة واحدة (الذراع) وأخيراً الكليبين 13 يوماً وله من المنازل منزلة واحدة (النثرة).

*****
:. ويأتي دخول المربعانية بعد خروج الوسم، ويختلف وقت دخول المربعانية من حساب إلى آخر، ففي حين نجد أن تقويم أم القرى يجعل دخولها في 7 ديسمبر نجد حسابات أخرى تجعلها في الأول من ديسمبر كما عند إبن بسام الفلكي رحمه الله، وآخرون بين هذين التاريخين، والاختلاف في وقت دخول المربعانية وغيرها من الأنواء والطوالع أمر سائغ وأمره هين، لأن الطوالع والأنواء عبارة عن نجوم يؤقت بها عند رؤيتها لأول مرة فجراً جهة الشرق، وقد تختلف الرؤية البصرية من شخص لآخر ومنها ظهر الاختلاف في توقيت الدخول، وإن كان المرجح عندي أن دخولها في 1 ديسمبر ينسجم أكثر من غيره مع التغيرات الجوية والله أعلم. وقد لاحظ العرب أن دخول المربعانية يتزامن مع مشاهدة نجم النسر الواقع(فيقا Vega) قبل طلوع الشمس وهو نجم نير يشرق جهة الشمال الشرقي عند الساعة 6:02 صباحاً وفقاً لأفق الرياض، ويستدل به العرب قديماً على دخول المربعانية.

*****
:. وتنتهي المربعانية في 14 يناير فيكون عدد أيامها 39 يوماً، وسميت المربعانية بهذا الاسم لأن عدد أيامها 40 يوماً عندما تكون السنة كبيسة (366 يوماً) فيكون نوء القلب 14 يوماً بدلاُ من 13 يوماً، والمربعانية ليست منزلة أو نجماً في السماء وإنما هو مصطلح يضم ثلاث منازل قمرية وهي: الإكليل ودخوله في 7 ديسمبر، ثم القلب ودخوله في 20 ديسمبر، وأخيراً الشولة ودخولها في 2 يناير، وعند نهاية المربعانية يُرى نجم النسر الطائر ( Altair) وهو نجم نير يشرق في اتجاه الشرق تماماً حوالي الساعة 5:53 وظهوره للعيان أذان بنهاية المربعانية كما لاحظ العرب ذلك.

*****
:. وفي الجدول التالي موافقات دخول المربعانية في السنة الهجرية القمرية ابتداءً من هذا العام 1430هـ وحتى 33 سنة قادمة 1464هـ، وهي الفترة التي تستكمل السنة الهجرية فيها دورة كاملة عبر شهور ومواسم السنة الميلادية، حيث تتقدم المربعانية سنوياً نحواً من 11 يوماً في السنة الهجرية، أما دخول المربعانية في التاريخ الميلادي فهو ثابت وعند أم القرى في 7 ديسمبر كما أسلفت.

*****
:. وأنواء المربعانية ثلاثة الإكليل، القلب والشولة، وطالع الإكليل هو أول نجوم فصل الشتاء وفقاً لحساب الأنواء وفيه يبدأ اشتداد البرد وقد قالت العرب: إذا طلع الإكليل هاجت الفحول وشمرت الذيول وتخوفت السيول، والإكليل ثلاثة نجوم نيرة مصطفة رأسياً تقريباً وتمثل رأس العقرب، يليه دخول طالع القلبوهو نجم نير أحمر اللون يقع بين نجمين صغيرين يقال لهما النياط ويعتبر القلب ألمع نجوم برج العقرب وهو ثاني نجوم المربعانية قالت العرب: إذا طلع القلب جاء الشتاء كالكلب وصار أهل البوادي في كرب، يليه طالع الشولة وهو ثالث نجوم المربعانية، وهو نجمان متقاربان يمثلان مئبر العقرب قالت العرب: إذا طلعت الشولة طال الليل طوله، ووفقاً للاستقراءات المناخية فإن طالع الشولة يعد أبرد الطوالع الثمانية والعشرين والله أعلم.

*****
خصائص المربعانية الفلكية
:. وفي المربعانية يستمر الليل يأخذ من حصة النهار بمعدل أقل من دقيقة يومياً حتى 22 ديسمبر، وفي نهاية نوء الإكليل (نجم المربعانية الأول) ووفقاً لإحداثيات الرياض يبلغ الليل غايته في الطول 13:24 والنهار قصره 10:36 ويستمر طول الليل القياسي إلى 27 ديسمبر قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}. وفي المربعانية تشرق وتغرب الشمس في أقصى نقطة لها جنوباً، وفي الوقت نفسه تصل الشمس إلى أدنى ارتفاع لها عند الزوال، ويكون ظل الزوال الأطول خلال السنة.

*****
:. وفي المربعانية أيضاً يحدث الانقلاب الشتوي حيث يقع هذا العام عند الساعة 8:46 مساءً في يوم 21 ديسمبر ويحدث ذلك عندما تتعامد الشمس فوق مدار الجدي (دائرة عرض 23.5 جنوب خط الاستواء)، وتكون المسافة بين الشمس والأرض عندها 147 مليون كم تقريباً، وفيه أقصر نهار وأطول ليل في السنة وذلك في نصف الكرة الشمالي. وتعامد الشمس فوق مدار الجدي إيذاناً ببدء فصل الشتاء وفقاً لحركة الشمس الظاهرية ويبلغ طول فصل الشتاء 90 يوماً، وعند التعامد يتوقف الليل عن أخذه من حصة النهار لأيام ثم يبدأ النهار يأخذ من الليل بإذن الله.

*****
:. وعند دخول المربعانية تواصل الشمس انحدارها إلى الجنوب حتى تتعامد على مدار الجدي (23.5 درجة جنوبا) وذلك في 21 ديسمبر، مما ينجم عنه توغل الكتلة السيبيرية الشمالية الباردة والتي تؤثر على أجواء المملكة بالبرد الشديد والصقيع والجفاف كون الكتلة الهوائية قادمة من براري آسيا، لذا فالناس في معظم مناطق المملكة يرتدون الألبسة الشتوية ويستخدمون وسائل التدفئة، وبسبب البرد الشديد وانخفاض الرطوبة النسبية في الهواء يتعاظم خطر البرد على الإنسان بل وحتى الحيوانات والنباتات والمحاصيل.

*****
:. لذا أهيب بإدارة المدارس في المناطق الشمالية من المملكة والوسطى على وجه الخصوص بإلغاء الطابور والاصطفاف الصباحي عندما يشتد البرد وذلك لأسباب منها: أولاً أن معظم الطلاب والطالبات لا يتناولون وجبة الإفطار لإعطائهم مزيداً من الدفء والطاقة، ثانياً درجة الحرارة تكون في الحضيض وقت الطابور الصباحي، ثالثاً أجواؤنا غالباً ما تكون جافة مما يتفاقم معه خطر البرودة، رابعاً يتعاظم خطر البرد مع وجود رياح في المكان.

*****
:. وتجدر الإشارة إلى أن درجة الحرارة المسجلة والمعلنة في وسائل الإعلام تختلف عن درجة الحرارة المحسوسة بواسطة جلد الإنسان وهي الأهم، إذ إن شعور الإنسان بالبرد أو الحر يتوقف على عاملين: قيمة درجة حرارة الجو وأيضاً سرعة الرياح والتي تساهم في دفع حرارة الهواء الملامس للجلد بعيداً عنه، ودرجة الحرارة المحسوسة لا تسجل من قبل الرئاسة العامة للأرصاد، إذ أن درجة الحرارة المحسوسة تكون أقل من درجة الحرارة العادية، وبالمثال يتضح الحال: فلو كانت درجة الحرارة صفر مئوي وسرعة الرياح 10كم في الساعة فدرجة الحرارة التي يشعر بها جلد الإنسان حقيقة هي تحت الصفر بثلاث درجات وليست صفر مئوي!، وعليه أدعو وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الرئاسة العامة للأرصاد برصد درجة الحرارة المحسوسة بشكل يومي خاصة في المناطق التي تبلغ درجة الحرارة فيها صفراً فأقل، ويكون الاتفاق بينهما على درجة حرارة محسوسة معينة ومحددة عندما تسجل يوجه مدراء المدارس بشكل مباشر عبر رسائل هاتفية إلى إلغاء الاصطفاف الصباحي هذا اليوم، حتى تكون الآلية منظمة ومقننة وغير خاضعة للاجتهاد الشخصي أو الشعور الشخصي بالبرد والدفء، بل تنظم المسألة وفقاً لآلية رقمية علمية والجهات المعنية لديها الإمكانات في ذلك.

*****
:. وفي أجواء المربعانية يظهر البخار من الفم لشدة البرودة صباحاً، وقد يظهر الندى آخر الليل وفي ساعات الصباح الأولى، وفيها تتساقط أوراق بعض الأشجار، وفي منتصف المربعانية قد يظهر الفقع إذا كانت الأرض موسومة بأمطار كافية، وفي منتصف المربعانية تقريباً وبالتحديد في 22 ديسمبر يدخل برد الانصراف ويعنى به انصراف الشمس من تعامدها على مدار الجدي حيث يكون البرد على أشده، ووفقاً لبيانات مناخية لأكثر من 35 سنة يتضح أن شهر ديسمبر ويناير أبرد شهور السنة.

*****
:. وتعد سنة 2008 من أشد السنوات برداً وجفافاً حيث سجلت درجة الحرارة الصغرى الرسمية لدى الرئاسة العامة للأرصاد في شهر يناير 10 درجات تحت الصفر في حائل، وفي القريات -9 درجات، والقصيم وطريف -7، وسكاكا -6، والرياض – 5، هذا رسمياً أما على نطاق القياسات الفردية فقد سجلت درجات الحرارة 14 تحت الصفر في أماكن قريبة من الرس. وفي المربعانية تبدأ هجرة طيور الوز الشتوي، وتستمر هجرة طيور الجوني والكدري.

تأثر أشجار النخيل بمنطقة القصيم بسبب تدني درجة الحرارة شتاء 2008م.
*****
:. وفي المربعانية تتأثر المملكة بمنطقة الضغط الجوي المرتفع السيبيري فوق وسط أسيا والذي يمتد حتى أطراف المملكة الشمالية وتهب منه الرياح الشمالية الشرقية (النسرية) الباردة فتصبح الأجواء جافة وباردة والسماء صافية، مما يساهم في تكون الصقيع آخر الليل وحتى ساعات الصباح الأولى، وأحياناً يقطع هذه الرتابة مرور المنخفضات الجوية القادمة من المحيط الأطلسي، وأحياناً يتخلق المنخفض فوق البحر المتوسط نفسه، وهذه المنخفضات الجوية تؤثر على مناخ المملكة عندما تقترب منها حيث يتغير مسار حركة الرياح السائدة (الشمالية الشرقية الباردة) ويجعلها متقلبة حسب موقع المنخفض من المملكة، وأحياناً تثار العواصف الرملية في أعقاب مرور الجبهات الباردة والتي تأتي في أدبار المنخفضات الجوية، هذا من جهة ومن جهة أخرى يساهم المنخفض الحراري السوداني الرطب بتمرير كتلة دافئة ورطبة عبر بوابة البحر الأحمر والذي تتجه شرقاً إلى المملكة حيث يساهم المنخفض في تغير الطقس السائد في الشتاء ويحدث أحياناً حالة من عدم الاستقرار الجوي في حالة تظافرت الظروف الجوية الأخرى خاصة وجود أخاديد باردة علوية.

*****
:. والأمطار في المربعانية (ديسمبر) تكون متوسطة إلى ضعيفة مقارنة بنوفمبر أو مارس وأبريل وذلك لتأثر المملكة بسيطرة الكتلة الهوائية السيبيرية الباردة والجافة والتي تخفض درجة الحرارة الصغرى إلى ما دون الصفر المئوي في مناطق الشمال وشمال ووسط المنطقة الوسطى، وعندما تمتد الكتلة السيبيرية الباردة والقادمة من شمال شرق المملكة نحو شرق ووسط وشمال المملكة ومع توفر الرطوبة الجوية تتشكل ـ بإذن الله تعالى ـ السحب المنخفضة وأحياناً الضباب والذي يتشكل غالباً ابتداء من ساعات الليل المتأخرة وحتى ساعات الصباح الأولى والذي يشكل خطراً على وسائل النقل والمواصلات المختلفة، وتجدر الإشارة أن العرب تعد أول المربعانية وسماً حيث إن أمطارها ـ بإذن الله تعالى ـ تسم الأرض بالخضرة والكلأ.

*****
:. المربعانية والتنبؤات طويلة المدى … نقرأ كما نسمع عن التوقعات والتنبؤات الجوية Forecasting طويلة المدى لعنصر درجة الحرارة أو عنصر المطر وذلك للشتاء القادم، والسؤال المطروح هنا هل تستطيع النماذج الرياضية Models أو الخبرات الميدانية بالتنبؤ طويل المدى؟ وهل هناك علامات جوية ومظاهر طقسية يعتمد عليها المتنبئ الجوي لمعرفة حال الشتاء القادم؟ وهل طبيعة النمط التكراري للتهطال فوق السعودية على سبيل المثال تسمح بالتنبؤ طويل المدى للشتاء القادم؟ سيما وأن قيم التذبذبات في أمطار المملكة كبيرة بين جفاف ورطوبة. وأزعم أن مناخ وطقس الجزيرة العربية على وجه الخصوص من الصعوبة والتعقيد بمكان لدرجة أن موسم الأمطار (من أكتوبر إلى مايو) لا يكاد يخضع لنمط تكراري من الممكن معه استقراء المستقبل والتنبؤ بموسم رطب أو جاف، وأزعم أن معظم المحاولات في هذا السياق ليست دقيقة ولا موثوقاً بها وإن صدقت مرة أو مرتين فهي من باب الإجتهاد الذي قد يصيب مرة ويخطئ مرات والله أعلم.

*****
:. ومع ذلك نحيطكم بتوقعاتهم للشتاء القادم والتي (شخصياً) أستأنس بها ولا أثق بها 100%، حيث تفيد التنبؤات الجوية عن الشتاء القادم ووفقاً للموقع الأوربي ECMWF وطبقاً للنماذج العددية الرياضية لديه إلى احتمالية زيادة هطول الأمطار في منطقتي الرياض والشرقية للشتاء الحالي بمقدار يصل من 0 – 50 ملم، بينما بقية المناطق لا يوجد لها مؤشرات محددة وواضحة، وعلى صعيد درجة الحرارة في فصل الشتاء الحالي فالنتائج تشير إلى أجواء قد تكون حول معدلها العام أو أعلى بـنصف إلى درجة مئوية تقريباً (أدفأ)، أما نتائج النماذج الرياضية للموقع البريطاني Met Officeفلم تشر حقيقة لأي نتائج إيجابية أو سلبية في شأن كمية المطر، وعلى مستوى درجة الحرارة أيضاً هناك انسجام إلى حد ما بين النموذجين في كون درجة الحرارة حول معدلها أو أعلى خلال الشتاء الحالي خاصة في مناطق الرياض والشرقية وتبوك، ومنها فقد لا تتعرض المملكة لموجات برد قياسية كما في عام 2008م والله وحده أعلم وأحكم.

احتمالية زيادة كمية الأمطار شتاء 2009-2010م من 0-50 ملم عن معدلها في منطقة الرياض والشرقية وفقاً للنموذج الأوربي.

احتمالية ارتفاع درجة الحرارة شتاء 2009-2010م من نصف درجة إلى درجة مئوية عن معدلها في السعودية وفقاً للنموذج الأوربي.

*****
:. كذب المنجمون ولو صدقوا … يعتقد الكثيرون أنه حديث وهو ليس كذلك، وهذه المقولة يقذف ويرشق بها بعض الناس مستقرئي الأحوال الجوية! والصحيح أن علم التنبؤات الجوية علم قائم على معطيات علمية، وبيانات رقمية، وخبرات تراكمية، تقترب إلى الحقيقة كلما كانت الفترة قصيرة، وأحسب أن معرفة أحوال الطقس المستقبلية شأن غيبي للعامة، ولكنه في الوقت نفسه ليس غيبياً للمشتغلين في هذا العلم، وتوقعاتهم صوابها أكثر من خطئها خاصة عندما تكون الفترة الزمنية قصيرة، ومع ذلك فهم يتوقعون نزول المطر ولا يجزمون به لعلة شرعية تعرفونها.

*****
:. والتنبؤات الجوية قصيرة المدى (أسبوع مثلاً) موثوق بها بنسبة تتوقف حسب طول الأيام المتبقية فكلما قصرت الفترة الزمنية زادت نسبة الثقة والعكس صحيح، ويعتبر التنبؤ بعنصر المطر هو الأصعب ونسبة الثقة فيه ضعيفة بخلاف بقية عناصر المناخ كدرجة الحرارة والرياح والرطوبة وتكوّن السحب وغيرها، ومع ذلك أقول دائماً لا تثق بالتنبؤات الجوية 100%.

*****
:. وفي الختام آمل من الجهات المعنية كإدارة الدفاع المدني ووزارات التربية والتعليم والصحة والنقل والمواصلات وغيرها التعاطي مع التنبؤات الجوية قصيرة وطويلة المدى بجدية حتى وإن أخطأت النماذج أربع مرات فقد تصيب في الخامسة، ويشار إلى أن النماذج الحاسوبية العالمية تعتمد على قراءة أكثر من 4000 محطة مناخية حول العالم وتعتمد على معطيات رقمية لأقمار صناعية متخصصة تتنبأ بأحوال الطقس الآنية (الحالية) لتتيح للإنسان العادي والمسؤول أن يتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب من أجل أن يتفادى عنصر المفاجأة، ولجميع المهتمين من الجهات والأفراد بمتابعة مناخ وطقس المملكة بالتفصيل وبشكل آني دونكم رابطاً جمع فيه الكاتب كل ما يلزم المراقب إضغط هنا

وعلى دروب العلم نلتقي فنستقي ونرتقي.
مواضيع ذات صلة..2 1


*عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم
www.almisnid.com
almisnid@yahoo.com
ذو الحجة 1430هـ – نوفمبر 2009م

Exit mobile version