رسائل المجموعة

المنتديات العربية .. القصة كما عشتها

هذة اولى مشاركاتي هنا .. أتمنى أن أقدم لكم شيئا ذا قيمة ..

~~~~~~~~~~~~~

المنتديات العربية .. القصة كما عشتها

هذا العمل .. أهديه الى ..
ما تفعله اليوم .. هو ما سيكون غدا ذكرياتك ..
الى من أناروا ذكرياتي .. الى من حفلت بهم حياتي .. الى خير من تعرفت عليهم في هذا العالم الفسيح
الى كل من كتب بقوله و فعله ذلك الكتاب دون أن يدري ..

نفتح معا .. كتاب الذكريات .. قبل أن تطغى عليه الأحداث فيموت .. و لا يتبقى منه سوى بقايا الذكريات ..
القصة .. كما عشتها يوما ما .. بل أقول .. كما عشتها 3 سنوات بأيامها و لياليها .. و مازلت غير بعيد عنها الى اليوم ..

المنتديات العربية ..

في تسعينيات القرن الماضي .. ظهرت هذة الصيحة .. اذ تمكن مطورو الويب من انتاج ما يسمى بمنتديات الحوار , و من هنا كانت البداية فظهرت المنتديات العربية .. كان ظهور المنتديات بمثابة التحول الأكبر في عالم الانترنت خاصة العربي .. فللمرة الأولى أصبح متاحا لأي شخص في العالم أن يتحدث, يتناقش, يعرض رأيه , يهاجم , يفعل ما يريد .. دون أن يكون عرضه لمعرفة شخصيته الحقيقية .. و مع الامكانية الأكبر و هي ان يعرض رأيه هذا على عدد من الناس لم يكن يتخيله يوما ما .. اذ أصبح عدد مستخدمي المنتدى الواحد يتخطى مئات الآلاف ..

ووسط هذة الصيحة الجديدة .. و هذا التطور المذهل .. انتشررت المنتديات العربية – و هي موضع حديثنا هنا – كالنار في الهشيم .. لتكتب قصة انتشار لم تخطر ببال أحد .. و تفرض نفسها كظاهرة نجحت في تثبيت أقدامها بشدة .. و توغلت في هذا المجتمع متسللة ببراعة منقطعة النظير .. الى أن وصل عددها – وفقا لتقديرات و اجتهادات شخصية اذ ان الاحصاء الدقيق لعددها بات من المستحيل – الى مئات الآلاف أو ما يقارب المليون ..

الى هنا .. تنتهي هذة المقدمة .. و أخوض في الموضوع الأساسي .. أو بدقة أكثر .. القصة .. كما عشتها .. و عايشتها ..


بدأت القصة منذ ثلاث سنوات كاملة .. عندما تعرفت على أحد المنتديات العربية الذي ساقني حسن حظي اليه .. و هي منتديات قلعة العرب .. حيث بدأت .. و انتهت القصة ..

و هناك , تعرفت على المنتديات العربية بجوها و عالمها و أعضائها و اسلوبها … بدأت الرحلة كمستخدم تقليدي يتصفح شيئا جديدا .. في البداية .. تشدك كافة المواضيع أو بالأحرى تخدعك .. لكن سرعان ما تدرك .. سرعان ما تبدأ بالتمييز بين الحقيقة و السراب .. بين شئ يستحق التقدير و كلمات مبعثرة منقولة من اي مكان دون عناية و لا تدقيق ..

انظر طالع .. ماذا ترى ..

أحد الأعضاء لا يجد ما يفعله سوى أن يزيد من عدد مشاركاته فتجد ما ييقارب الألف أو يزيدون من مشاركاته لا تحوي سوى كلمة واحدة .. كلمة شكر .. يالرحمة الله .. كم من الوقت استغرقه ليفعل ذلك !! .. كيف يفكر هؤلاء !!؟؟ ..

ما هذا .. ألم أقرأ هذا الموضوع بالأمس خمس مرات ؟؟!! .. يبدو أنه كتب علينا أن نقرأه عشرات المرات حتى نتشبع به .. هكذا يفكر ناقله .. و مهما كان هذا الموضوع .. سواء كان اشاعة لا معنى لها يدرك كذبها طفل صغير .. أو كان خبر لا يتثنى التحقق من صحته ..

و هذا آخر .. كل ما يشغله هو أن يجمع أكبر قدر من عناوين البريد الالكتروني للمستخدمين .. فيقضي وقته في أحاديث معهم ..

لكن ماذا نرى على النقيض ..

ابتكارات .. انفرادات .. كيف يفكر هؤلاء على الجانب الآخر ؟؟ .. مجموعة ممن كتبوا تميزهم بحروف من نور .. يقدموا لك ما يبهرك دوما .. و لا تدري من أين ستأتي ضربتهم القادمة .. كيف يأتون بهذة الأفكار ؟؟ .. كيف يدفعونك لانتظار ما تبوح به جعبتهم في المرة القادمة ..

هذة كانت لمحات سريعة لنظرة سريعة على واقع جديد .. نحاول ثبر أغواره معا ..

مع الأيام .. وجدت نفسي أنجذب الى أحد الأقسام .. و كان هذا القسم هو قسم الألغاز .. اذ وجدت فيه بغيتي .. لنكشف لكم مرحلة جديدة من خفايا المنتديات .. كيف يتعايش العرب معا .. انه لأمر يستدعي أن تطيل فيه النظر .. شباب من مختلف الأعمار .. و من مختلف البلدان .. لا يجمعهم سوى شئ واحد .. انهم عرب .. اشتركوا في هذا الشئ رغما عنهم .. نعم .. فهم عرب ..

قضيت الكثير من الوقت في هذا المكان في هذا القسم تحديدا .. اذ كان في وقتها من أكثر الأقسام تميزا و اختلافا .. يقصده مجموعة ممن يتميزوا بحبهم للألغاز و التفكير .. و التحدي .. و كانت هذة بداية تواجدي الحقيقي في هذا المجتمع الصغير .. اذ تعرفت في هذا المكان على نخبة ممن أعتز بمعرفتهم الى اليوم .. فقد شاركنا معا نفس الأجواء .. وقت طويل .. تشاطرنا جزء كبير من الحياة .. و ان كانت حياة الكترونية ..

قدمت في هذا المكان ما فاق ال200 لغز مازلت أحتفظ بهم الى اليوم .. اذ يشكلون لي ذكرى جميلة .. عايشتها يوما ما .. و هكذا تمر الأيام و الاسابيع و الشهور .. و يوما بعد يوم .. تزداد تعمقا في هذا العالم الخاص .. تزداد علاقاتك بمكوناته كلها .. سواء كانت من الأشخاص أو الموضوعات .. و يوما بعد يوم .. تزداد ادراكا لطريقة تفكير الناس من مختلف البلدان و البيئات .. و تزداد عجبا .. عجبا لطبائع البشر .. فحتما في أي مكان .. ستجد الصالح و الطالح .. ستجد من تحترمه .. لكنك بلا جدال ستجد ايضا من تحتقره ..

و تمضي الأيام .. لأحصل على أول منصب اداري لي في المنتديات العربية .. و هو مساعد مشرف لقسم الألغاز بمنتديات قلعة العرب .. وواصلت المسير في هذا المجال ..

الى أن حدث ما لا تحمد عقباه .. اثر خلاف كبير .. انسحبت بعده من هذا المنصب و عزمت على هجر المنتديات الا أني لم أعد حرا في هذا .. فقد بدأت بالتعلق بهذا العالم .. فالشوق يدفعك لمن تقضي معهم كل هذة الأوقات .. يدفعك لهذا المكان الذي تحبه .. الذي بات يعتبر لك بيتا ..

و بعد فترة لم تطول .. عدت .. و كانت العودة في ظروف اخرى .. لكن الأهم انها كانت بداية الانطلاق .. و من أهم الدروس التي خرجت بها من هذا الموقف .. أن كثيرا من الناس لا يبدون كما هي حقيقتهم .. ان الأمور ليست كما تبدو دائما .. فالأمر قد يبدو مختلفا حين تراه من زاوية مغايرة ..

و لم تمضي فترة طويلة الا و كنت قد تقلدت منصب مراقب عام .. و منذ يوم عودتي و لمدة عام كامل .. قدمت خلاله الكثير و الكثير .. و اكتشفت الخفايا الكاملة لهذا العالم .. كيف يكون الفرق .. بين أن ترى الأمور كمطالع .. و أن تشارك في صنعها .. كيف تصنع المفاجآت .. و كيف تفاجأ بها .. كيف تشعل النشاط من وسط الخمول .. و كيف تستمتع بكونك جزء من هذا كله ..

مما لا شك فيه أن نظرتك كاداري تختلف عن نظرتك كعضو .. لا لشئ الا لأنك تدرك المزيد .. و أصبحت تعرف الكثير .. و على الرغم من أن هذا يختلف من اداري لآخر .. ففي عالم المنتديات كل شئ يتوقف على طبيعة الشخص .. و مكانته و امكاناته ..

مررت بكثير من المواقف خلال هذة الفترة سواء كانت مواقف سلبية أو ايجابية .. لكني موقن أن كل موقف مستقلا بذاته هو تجربة جيدة .. لابد أن نستفيد منها .. و ان كانت تجربة صعبة .. فهي في نهاية المطاف تثقل مهاراتك في التعامل مع الناس ..
بعض مما خرجت به من هذة الفترة ..

كن نفسك .. لا تتردد بذلك .. لكن هذا لا يمنع من أن تطور من نفسك
لا تبالغ بالانتقاد .. فمهما كان انتقادك في محله .. فلن يتقبله الجميع
في كل مكان .. مهما أحبك الكثير .. فهناك من سيكرهك .. سواء لذنب اقترفته في حقه أو لا
لا تنافق .. فعاقبة النفاق أن تجد نفسك بلا شخصية
لا تقف الا مع الحق .. حتى لا تهين نفسك
لا تحيد مهما حدث عن الأخلاق و الاحترام

و مرت هذة الفترة .. بمحاسنها و مصاعبها .. و ها نحن نقترب من النهاية .. و بعد فترة وصلت الى منصب المنسق العام لقلعة العرب .. بصلاحيات المشرف العام .. و هو أعلى منصب قد يصل له شخص في عالم المنتديات ..

و اني و ان كنت لا أرى بذلك مدعاة فخرا .. و لا آتي بذكره فخرا و لا غرورا .. و انما لأني أرى ان هذا ما جعلني أكتب بين يديكم اليوم .. لا لشئ الا لأني أرى أني خضت الرحلة من البداية .. – كعضو جديد لا يملك اي مشاركة في منتدى شاسع يفوق أعضاءه ال60 ألفا – .. الى النهاية بصلاحيات المشرف العام .. ثم أكملت التجربة بمشاهدة انهيار لصرح عملاق .. و هو ما سأتطرق اليه نهاية ..

لا شك ان تقلدك لهذا المنصب في منتدى بهذا الحجم يحمل في طياته مسؤوليات مختلفة كثيرا عما سبق .. و تفوق ما سبق .. الا أنها في الوقت ذاته تفتح أمامك المجال لاكتشاف المزيد .. و التعمق أكثر و أكثر في طيات هذا العالم الواسع ..

و هكذا أكملت خوض التجربة كاملة .. بكل تفاصيلها و خفاياها .. الى أن جائت نهاية هذا الصرح .. ليكتب لنا أن نشهد التجربة الكاملة من بدايتها الى نهايتها ..

فبعد هذة السنوات .. بدأت مشاغل الحياة و ضغوطها تطغى على مالك المنتدى و بين ضغوط الحياة و مشاغلها حينها فقط .. يتوجب عليك أن تجري المقارنة .. يتوجب عليك ان توازن بين ما يتوجب عليك فعله و أن تبدأ بترتيب أولوياتك .. فاختياراتك سيترتب عليها الكثير , بل ستحكم مجرى حياتك كاملا .. و هنا .. فقد اختار مالك المنتدى حياته الخاصه و عمله و مشاغل الحياة و قرر ان بقاء المنتدى في يده قد يكلفه استقرار حياته و انتظامها .. و هنا فقد قطع قراره و عزم على بيع المنتدى .. و باعتقادي الخاص و من واقع التجربة الشخصية .. فانني أرى أنه قد اتخذ الطريق الصائب .. ليس بالنظر الى مستقبل هذا الصرح الذي بات معرضا للانهيار .. و لكن بالنظر الى مستقبله الشخصي و حياته .. فحين يظهر التعارض بين أولوياتك .. لابد أن تحسم أمرك و لا تترك للتردد مجال , فالتردد سيكون أكثر ضررا من أي خيار ستتخذه ..

و بعيدا عن خيارات الانسان , فقد تم بيع المنتدى و بدأت مرحلة من التخبط و الخلاف .. انتهت بانفراط العقد .. و تفرق الكثير من أعمدة المنتدى و من قام بهم هذا الصرح الكبير .. و في اعتقادي فان اللوم في ذلك لا يلقى بأي حال من الأحوال على من اشترى المنتدى و لا على من باع حين حدد أولوياته .. و لكنها نهاية متوقعة و طبيعية لتغييرات سريعة من الصعب أن يتأقلم معها من تعود على أجواء معينة و ظروف معينة ..

و هنا .. فقد أخترت أن تكون نهاية قصتي و تجربتي الشخصية مع المنتديات العربية .. لأقف في موقع المتطلع و أقرأ و اتطلع لكل ما مر علي منذ البداية و أقدم لكم ما استخلصته من عبر .. فمما لا شك فيه .. أن لكل شئ نهاية و لكل تجربة لحظة تنتهي فيها و لكن الحكيم هو من يستفيد من كل تجاربه ..

ختاما .. فأني أجد عبرة أخيرة نستخلصها من هذة النهاية .. قد تكون موجهة بشكل خاص لملاك المنتديات .. و خاصة العملاقة منها و التي لم تبني تفوقها و تميزها من فراغ .. فالعبرة هنا هي .. أن التميز لا يأتي من فراغ و أن كل عمل كبير هو بحاجة للكثير من الجهود و الكثير من التفرغ .. و لكن هذا التفرغ قد يتم تعويضه الى حد ما بالمؤسسية في الادارة بحيث يتم فصل التملك عن الادارة على أن تبقى الادارة في حدود من يتمتعون يثقة منقطعة النظير .. و بمهارات خلاقة ليس لها حدود ..

و الى هذا الحد .. أتوقف عن الحديث .. راجيا ألا أكون قد أطلت عليكم كثيرا .. و لكني حاولت قدر الامكان أن أستخلص العبر من تجربة طويلة و ثرية في آن معا .. متمنيا أن تحدث كلماتي هذة تغييرا طيبا .. أدعو الله أن أكون وفقت في هذا العرض .. فان استفادة انسان واحد من هذة الكلمات لهو في حد ذاته انجاز يسعى اليه ..

اختياراتك .. تحدد مجرى حياتك ..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى