المكان : طلاسم الشيطان.
– همسات ساحرة –
وستكتمل فصول الألم .. بين دمعة و ليل من الآهات ..
هذه الكلمات كانت آخر ماسمعه الإمام قبل اختفاء الضباب ..
واكمل البحث عن المجموعة المرابطة عند المقبرة ..
ولم يجد لهم اثر ..
وعاد الى القرية .. واقام صلاة الفجر ..
وبعد الصلاة .. اجتمعوا كعادتهم في بيت الإمام ..
وابدى الجميع ارتياحه لعدم حصول اي حوادث غريبة في الليلة السابقة ..
وكان الجميع حاضر .. لا خسائر .. ولا حتى اصابات .
مما اثار استغراب الإمام .. ودفعه الى سؤال الشبان الخمسة ..
عن سبب اختفائهم عن المقبرة في الليلة الماضية ..
وقد ادهشهم هذا السؤال .. واجابوه بإنه هو بنفسه
قدم اليهم وطلب منهم العودة الى القرية ..
وصمت الجميع ونظروا الى الإمام الذي تلعثم قليلاً .. وقال : آه صحيح .. تذكرت الآن
السبب اني فطنت الى ان الساحر لربما اراد استدراجنا نحو المقبرة و ضرب القرية
التي كانت تفتقر الى الحراسة .. مجرد استنتاج وربما لهذا مرت الليلة بسلام .
وبدت الأمور معقولة للجميع .. وبعد عودة الجميع الى بيوتهم ..
بقي الإمام يفكر .. في الصوت .. والذي حصل بالأمس .
– حنان –
هرعنا الى غرفة حنان بعد سماعنا لصراخها المتواصل ..
وعندما دخلنا الغرفة .. كانت حنان في حالة سيئة جداً ..
وقد انهارت واخذت تصرخ وتبكي .. وحاولنا تهدئتها ولكن بلا فائدة ..
وعندما خرج ابي لطلب المساعدة .. هدأت حنان قليلاً .. ونظرت الي وقالت بصوت متهدج ..
ارجوك .. ساعدني .. اخرجني من هذا المكان .. لا تدعني تحت سيطرة هذا الشيطان .
واستسلمت لتعبها .. واغمي عليها ..
شيطان .. ؟ ماذا تقصد يا ترى ..؟
وعاد ابي برفقة ام عدنان .. وتركناها مع حنان ..
وجلس ابي صامتاً طوال هذه الليلة ..
وخرجت انا لإقتراب موعد نوبة الحراسة الثالثة .. وبالي مشغول بحنان ..
والشيطان .
– الليلة الثالثة –
لم يكن هناك تغيير شامل في توزيع المهام في هذه الليلة ..
ماعدا إنضمام الإمام لنا في حراسة المقبرة ..
وقد كنا سبعة انا والإمام والشبان الخمسة من الليلة الماضية ..
وقد بدا الإمام شارد الذهن .. وقد شغل تفكيره شيء ما ..
وكانت السماء ملبدة بالغيوم السوداء ..
والهدوء يعم المكان كعادته ..
وشد انتباهنا نعيق احد الغربان القريبة من المقبرة ..
فقد كان ينعق بشكل متتابع .. وكأنه يحسب الوقت ..
وكان الإمام يفكر بما حصل بالإمس ولم يلقي بال لهذا الغراب ..
وكان يقترب نحو الجهة الجنوبية من المقبرة ..
ولمح ظل يتحرك عند احد الأشجار القريبة ..
وقال : من هناك ..؟!
واحس بشيء ملاصق له .. وانفاسه تلفح اذنه ..
وهو يقول : انا .. مصيرك ..
والتفت الإمام بسرعة الى الخلف ولم يجد شيئاً .. وسمع صوت حركة سريعة من خلفه ..
والتفت مرة اخرى .. ورأى ذلك الشخص .. وتسمر الإمام في مكانه ..
لم يكن هذا الشخص عفريتاً .. او مخلوقاً غريباً ..
انما صورة طبق الأصل .. من الإمام نفسه .
في نفس الوقت .. في الجهة الشمالية من المقبرة .
بدأ نعيق الغراب يدخل الريبة في نفوسنا ..
وانتصف الليل .. وزاد عدد الغربان .. واصبحت تنعق بشكل متتابع ..
واصبح صوتها لا يطاق .. وشاهدنا الغربان تغادر مكانها .. وتقترب نحونا ..
مشكلة سرب اسود مخيف .. وبدأت بالدوران حولنا ..
وطلبت من البقية تكوين حلقة .. والإستعداد للدفاع عن انفسنا ..
وبدأت الغربان بالهجوم..
يتبع…