المبخوتة‎

الله حافظي

تقول
أنهيت استحمام رضيعي، فتناهى إلى مسامعي انطلاق صغيرتي ذات السنتين بالحديث والضحك على غير عادتها ، أوجست في نفسي خيفة ، تفقدتها فإذا هي قد وقفت على نافذة شقتنا التي هي في الطابق الرابع وقد شرعت ذراعيها ووقفت على قدم واحدة و تؤرجح الأخرى في الهواء، زاغ عقلي هل أسقط الرضيع وأقفز خلف الصغيرة، فأخسر الاثنين ، ثوان من الحيرة لم ت أجد إلا حلا واحدا، فناديت من كان وحده قربي: يا الله. فكأن أحدهم قد دفع بطاولة الطعام التي هي موجودة أصلا، ولكن زاغ بصري عنها، وضعت رضيعي فوقها ، وبرفق وحذر شديد
: صغيرتي سأعطيك حلوى ، سنذهب للبقالة سنشتري لعبة حتى أمسكت بطرف ثوبها فسحبتها وضممتها وانفجرت في بكاء شديد.هربت بأفراخي إلى بيت أهلي .
زوجي : لن أعود لك حتى تضع حواجز للنوافذ
تحفظ سعادتي
.


المبخوتة

إذا أردت أن ترى سعادة زوجية فانظر إليهما فهما أفضل من يمثلها على وجه الأرض، فإن لم يكونا هما ، فمن عساهما يكونان؟!، كيف لا وقد توافرت لهما أسباب السعادة، فعلم وحسب ومال وشهادة ومناصب ووجاهة اجتماعية، وتوج زواجهما أطفال نجباء يشار لهم بالبنان.
وحيثما سار الزوجان معا تسمع الهمسات، أنظروا إليهما ، يا ليت لأبنائنا حظا مثل حظهم.وتغتبط الأمهات الزوجة، ويرفعن أكفهن ابتهالا أن يرزق الله بناتهن، بعريس كفء كهذا الرجل. وذاع صيتهما الأفاق، وأراد المصلحون أن تستفيد أسر المسلمين من تجربتهما ويقدموا نموذجا حيا ونصائح للمقبلين على الزواج.
ولكن… وآآآه من لكن ، هل كانا يعيشان السعادة كما يظنها الناس؟!، تجرأت مجتهدة وسألت الزوجة.ضحكت الزوجة طويلا،واستغربت المجتهدة لطول ضحكها،
سعيدة بما تظنون، رغم أني لست كما تظنون. . لقد طلبت الطلاق عشرين ألف مرة،
هذا إذا لم تخني الذاكرة، لأنني طلبته أكثر من ذلك ومازال عرضي قائما.آسفة لقد خذلتكم ولكن إن مت وأنا ما زلت على ذمة زوجي، ولم أتطلق منه فضعوا على قبري شاهدا مكتوبا عليه "هذا قبر زوجة صالحة صابرة".
تأسفت المجتهدة لسؤالها وأصيبت بخيبة الأمل:
ليتني لم أسأل، ليتهما بقيا في مخيلتي على الأقل ،أسرة سعيدة.
إذاً أين أنت أيتها السعادة وأي بيت تسكنين؟؟!!، هل أنت كالمطر يُهلك الناس إن كثر ويهلكوا
إن شح ويعيشون بهناء إن حضر وغاب وباعتدال

Bushra_allahu@


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

Exit mobile version