بسم الله الرحمن الرحيم
هل تريد أن تعيش السعادة الحقيقية التي يبحث عنها الكثيرون ؟
هل أنت حقاً تبحث عن شيء اسمه السرور وانشراح الصدر والاستقرار النفسي ؟
هل ما زلت تبحث عن الطريق السليم الذي سيساعدك في حياتك للأبد ويسهل لك جميع أمورك ؟
بالطبع كثيرون ستكون إجابتهم بـ طبعاً
السعادة الحقيقية سر يعرفه الجميع لكن لم يجده إلا من عرف كيف يسلك طريقه
في البداية\سنتحدث سويةً عن بعض الأمور التي تشغل بال الكثير من التائهين الذين يعتقدون أنها هي الطريق السليم إلى السعادة
يعتقدون أنهم إن حصلوا على هذه الأمور فقد حصلوا على السعادة التي يبحثون عنها
وهم لم يعلمون أن السعادة الحقيقية هي أمور أخرى خطرت ببالهم لكن شيطانهم ألهاهم وأبعدهم عنها
في هذه الرسالة سأحدثك عن أمر واحد منها والبقية سألحقها أو سيلحقها غيري في رسائل أخرى
بدايتي سأجعلها عن مغير النفوس
-{ المال}-
يقول الله سبحانه وتعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً).
يدرك الجميع أن المال قد جعله الله عز وجل زينة لنا في الحياة الدنيا
ولكن
لا أعلم لماذا يعتقد بعض الناس أن السعادة هي المال
عندما يكون لديك المال وتستطيع أن تفعل كل ما تريد
فأنت تعيش سعادة لا تساويها سعادة !!
هل حقاً أنت معهم تعتقد ذلك ؟
ألا تعتقد بأن بعض الأغنياء هم من أكثر الناس الذين يعانون من الاكتآب ومشاكل الحياة والاضطرابات النفسية فكل هذه مضادة تماماً للسعادة !!
اسمع يا صديقي
شعب سويسرا من أغنى الشعوب في العالم
ومعدل دخل الفرد في سويسرا يعتبر ترتيبه الخامس على العالم
حيث يبلغ معدل دخل الفرد
31,700 دولار
وهو عالي جداً بالمقارنة مع معدل دخل الفرد لدينا في السعودية فهو يساوي
15475 دولار تقريباً
ولكن هل تعلم أن سويسرا من أكثر الدول التي تعاني من الانتحار
حيث يبلغ معدل الانتحار فيها قرابة 1400 شخص في السنة
مع العلم أن عدد سكان سويسرا لا يزيد عن 9 مليون نسمة
وأيضاً يوجد في سويسرا والدول الغربية عامة الكثير والكثير من المنظمات والمؤسسات التي تحارب الاكتئاب والانتحار
لكن كثير يتساءلون لماذا يفعلون ذلك وهم من أكثر الشعوب رفاهية ؟
الجواب وبكل سهولة لأنهم جعلوا المال والشهوات هو طريقهم إلى السعادة فلم يسلكوا الطريق السليم للسعادة وإنما جعلوا همهم هو الاستمتاع بأموالهم في كل ما حرمه الله عليهم فهم يعتقدون أن ذلك هو السعادة
ولا سيما أنه لا دين يقودهم ولا منهج يسلكونه في حياتهم
لذلك تجد القليل من المسلمين يعيشون مثل حياتهم لأنه يوجد من يدلهم على الطريق السليم
أيضاً إليك بهذه المعلومة البسيطة
يوجد جزيرة صغيرة قرب لندن تبعد عنها قرابة 20 دقيقة بالهيلكوبتر عندما تصلها تقابلك الأشجار والطيور وعدد من المنازل الفخمة
وبعد أن تسير فيها قليلاً تجد عدد من المباني التي تتوسطها بركة للسباحة وسينما وأيضاً استوديو للفنون
هذا المكان ليس ملهى ترفيهي وإنما مركز للصحة النفسية
يكلفك جلوسك فيه لمدة اسبوع فقط (20000 ألف دولار)
هذا المركز وجد للكبار فقط وأقصد بالكبار أي الكبار في الأموال
يقول بريندان كوين، وهو المدير التنفيذي: «لدينا الكثير من المديرين التنفيذيين للشركات، والتجار ورجال الأعمال ذوي المكانة المرموقة. وكلهم يريدون العلاج ولكنهم يرغبون في أن يكون ذلك سراً»
وللمعلومية هذا المركز الذي يحتوي على 15 غرفة لديه قائمة انتظار طويلة
أعتقد أنك الآن اصبح لديك اقتناع بأن المال ليس هو السعادة ما دام هذا حال أغنى الناس في العالم
ولكن أنا معك بأن المال جزء لا يتجزء من السعادة
لكن عندما يرتبط مع ما فرضه الله عليك من تشريعات وأحكام سيكون بذلك حقاً قد اكتمل جزء من السعادة لديك
وهو المال الذي يأتيك عن طريق الحلال وتؤدي زكاته وتعطي صدقته وتكمل ما فرضه الله عليك فيه
يقول الله سبحانه وتعالى:
(إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم، فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)
ويقول:
(خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)
ويقول رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
(إن الله يرضى لكم ثلاثا , ويكره لكم ثلاثا ; فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا , وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا , ويكره لكم قيل وقال , وكثرة السؤال , وإضاعة المال )
قبل الختام سألخص لك كل ما سبق
[ المال يجلب السعادة وليس ذلك إلا عندما يرتبط مع ما فرضه الله عليك من تشريعات وأحكام ]
ولا تنسى قوله تعالى:
(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)
أيضاً لا تنسى قوله صلى الله عليه وسلم:
(إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)
فاجعل لك في حياتك ما يستمر معك حتى بعد وفاتك
اسأل الله العلي العظيم أن يغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه
وأن يسهل لنا أمورنا ويسعدنا في دنيانا وأخرانا
اللهم إنا نعوذ بك من الهم والغم والحزن والعجز والكسل
ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال
اللهم آمين
إلى اللقاء في جزء آخر إن شاء الله تعالى
من أجزاء [ سلسلة السعادة الحقيقية ]
وأتمنى من الأعضاء أن يتحفونا بأجزاء من عندهم فليس الموضوع لي حصرياً وإنما هو للجميع
،، إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ،،
[ سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،
كتبها:
سلمان الخزيم
جمبل جدا ماخطته اناملك فالسعادة مطلب الكل وكلا قد يجد سعادته في احد الامور ولكن لن يجدها فعلا الا عندما يقرنها بطاعة المولى عز وجل فيملا القلب الاطمئنان الرائع شكرا لك دمت بخير
جزاك الله خيراً أخي قرأت أن بسويسرا معلم سياحي يسمى جسر الانتحار ينتحر فيه في اليوم قرابة 12 شخص ! أرجو أن تذكر في هذه السلسلة قصة أحد الشيوخ ( لاأذكر من هو ) في بجثه عن السعادة إذا قدرت أعلم أن السعادة في الطاعة ولكن هل من طريق لتطبيقها أرجو أن توضح ذلك