![القيادة](https://i0.wp.com/abunawaf.com/wp-content/uploads/2012/10/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9.jpg?resize=480%2C320&ssl=1)
قم للمعلم وفه التبجيلا …. كاد المعلم أن يكون رسولا
هذه الأبيات كانت محل تقدير ووفاء من المجتمع للمعلم ، وعندما أجبر هذا المعلم على ترك المساحة لغيره لأخذ القيادة ، بمباركة من الجهة المسؤولة عنه ، أصبح هذا المعلم لايقدره إلا من عرف قيمته .
لو جربت معي أن تبحث في الشبكة العنكبوتية عن ( معلم متميز ) و ( معلم يتصرف بسوء مع طلابه ) وتلحظ التعليقات على الموضوعين والزيارات ، لوجدت أن الأول قد خسر كثيرا رغم أهميته ، بينما فاز الآخر الذي أحتل بؤرة الاهتمام ، وأصبح مادة دسمة يقدمها الإعلامي المحترف بنظر مجتمعه لهم .
لعل التعامل بعاطفة مع المواقف التي تحدث لبعض الطلاب مع معلميهم ، قد انسحبت على كافة التصرفات التي تصدر من قبل أي معلم آخر حتى لو كانت تعزيزا أو دورا ينتج جيلا واعيا صاحب رسالة .
ينطلق المجتمع في رؤيته للأحداث من حوله على الصورة الواحدة ، ولايضع في مخيلته تحليلا منصفا لتلك الصورة ، وبالتالي عندما يتصرف أحد المعلمين بسوء مع طالبه يعمم الأمر ، وتصبح الصحافة مشتعلة لتلك القضية ، على أنها قضية وتصرف فردي لا ينطبق على كافة العاملين في الميدان التربوي .
وما يزيد هذا الأمر سوءا أن يسل أحد الإعلاميين قلمه ويبدأ في تشريح المعلم وكأنه لم يمر في يوم من الأيام على يد معلمه ، الذي أنار له الطريق في الوصول بأفكاره لمجتمعه ، وأغلب مايطرح بحق هذا المعلم هو التجريح و التقصير واللامسؤولية …
عندما طرحت وزارة التربية والتعليم قواعد السلوك والمواظبة كانت تهدف إلى الرقي بمستوى فهم المجتمع لدور المعلم في التثقيف ، ولكن للأسف فهمت بشكل خاطئ ، وطبقت كذلك بشكل مشوه أفقدها هيبتها في تطبيق النظام ، فأصبح ولي الأمر يعترض على وقوف ابنه في الحصة الدراسية ، ويتجرأ على المعلم بشكل مزعج للغاية ، على أن النص واضح في هذا الجانب أن المعلم يحق له أن يوقف الطالب في حال تكرار السلوك كإجراء مبدئ ..
التساؤل القائم :
لماذا نعمم الحالات الفردية لتصرفات بعض المعلمين ، ونقلل من دوره في بناء مجتمعه ؟
لماذا لايعود القائد لمكانه بجهوده وإقناعه بتميزه لطلابه ؟
لماذا لا يستجوب الصحفي الذي ينشر أخبارا من جانب عاطفي دون الوقوف على الحادثة ؟
لماذا بعض الأسر لا تأخذ من وقتها لفهم طبيعة العمل التربوي ومساعدة المعلم على أداء رسالته ، لأن ثقة ابنهم في معلمه سيجعله أكثر إبداعا وتفوقا وحبا لمكان دراسته .؟
سيعود دور المعلم الريادي بثلاثة أشياء :
انتماء المعلم لمهنته – منهج قوي ملامس للواقع – مجتمع ينسجم مع رؤية القيادة التربوية
طاب وقتك بكل خير
خالد بن محمد الأسمري
مدرب ومستشار أسري بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني
أسعد بمتابعتك
@khalid_m_asmari