رسائل المجموعة

الفواتير وكبار الشخصيات

خبران يستحقان وقفة خاصة ملية مليئة الأول: شركة الاتصالات تطالب الوزارات الحكومية وكبار الشخصيات بمديونية هائلة تناهز تسعة مليارات ريال ومنذ سنين طويلة وهي تصارع من أجل تحصيل هذا المبلغ وكل ما استطاعت قبضه كان أقل من عشر المديونية الضخمة المستحقة. لنفترض أن هذه المليارات التسعة هي قيمة ثرثرة كبار المسؤولين وكبار الشخصيات في عقد من الزمن فأين نتاج تسعة مليارات من الدقائق التي صرفها هؤلاء من أجل التنمية إذا افترضنا أن الفواتير تمت لمصلحة العمل كما يقتضي القانون الورقي الذي تمهر به الفواتير في نهاية الشهر بالختم الأزرق. ما هو التفسير اللغوي لمصطلح “كبار الشخصيات” في فوترة وزارة الاتصالات وشركتها الموقرة وما هي الطريق التي يجب أن نسلكها لنكون أيضاً من كبار الشخصيات لنضع فواتير الهاتف التي ترد إلينا سفرة للطعام. وما هو الفارق بيني وبين هؤلاء الكبار لتفصل شركة الاتصالات كل أرقامي الثابتة والمتجولة من أجل تحصيل 323 ريالاً لم أدفعها سهواً لخدمة لم أحصل عليها على الإطلاق. لماذا تحدد لي شركة الاتصالات الموقرة موعداً مقدساً لفصل العالم عن أذني إذا تأخرت في السداد وكيف تصبح بضع مئات من الريالات هي قيمة فواتيري أغلى وأهم من المليارات التي لم تدفعها جيوب كبار الشخصيات ومع هذا لم تفصل عنهم الخدمة. لماذا تنهي الشركة أيضاً عن خلق وتأتي بمثله من شاكلة “الجوالات” المصلحية التي ترشها كشرهات على كبار الشخصيات من موظفيها. وما هو التعريف التقني لمصطلح الجوال المصلحي. لماذا يصطف الفقراء على أبواب البنوك في أيام “السداد” ولا يصطف موظفو التحصيل على أبواب كبار الشخصيات لسداد عشر واحد فقط من المليارات التسعة.

الخبر الثاني: الاقتصادي إحسان أبو حليقة يضع ورقة عمل أمام مؤتمر الحوار الوطني يدعو فيها لثلاثة بنود للإصلاح الاقتصادي منها المصارحة والشفافية وقفل سوق العمل الوطني أمام الوافد. وبكل شفافية أقول إن قفل سوق العمل أمام العمالة الوافدة هو أخطر وأجل قرار ولست مبالغاً إن قلت إنه يأخذ الأولوية على قرارات مثل الحوار والإصلاح ومحاربة الفساد: بل يسبق قرارات محاربة العنف والإرهاب. كل ثلاثة وافدين يقفلون هذا الوطن نهائياً أمام شاب مواطن وكل ما يبنى من اقتصاد وموارد ونفط تبقى كالسد المفتوح على مصراعيه ليذهب ماؤه إلى البحر. لكنني بكل شفافية أسأل: من هو المستفيد من تجميد قرارات السعودة ومن هو المسؤول عن تحويل الشهر كمدة نظامية إلى عام والستة الأشهر إلى ست سنوات. مرة أخرى: فتشوا عن كبار الشخصيات ودعونا نقلِّب الأمر بكل وضوح وشفافية لنصل إلى الإجابة قبل أن تستفحل الفاتورة.
علي سعد الموسى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى