رسائل المجموعةمنوعات

العمى الجماعي

 العمى الجماعي

هذا الحادث الغريب دارت أحداثه في حي امبابه!
في لحظات توقفت الزغاريد في حفل الزفاف.. وتبدل الغناء بصرخات قوية اطلقتها سيدة تلو الآخري.. وانضم اليهن الأطفال والرجال الجميع يصرخون ويبكون ويرددون أنهم اصيبوا بالعمي.. لايرون أمامهم.. جميعهم اصابهم العمي.. 32 شخصا بينهم طفل عمره 4 سنوات وعجوز تعدي عمره السبعين عاما جميعهم اصيبوا في وقت واحد بالعمي المؤقت ولا أحد يعرف السبب.
تم نقلهم بسيارات الاسعاف الي مستشفي الرمد بالجيزة لاسعافهم.. وهناك انكشفت الحقيقة كشاف مكسور كاد أن يصيب الجميع بالعمي التام لولا اسعافهم في الوقت المناسب.
فني الكهرباء الذي اتهمه المصابون بالتسبب في اصابتهم اختفي .. والمرضي خرجوا من المستشفي بعد تجربة صعبة لكن بعضهم كما أكد الأطباء مازالوا معرضين للاصابة بالعمي.
ماهي تفاصيل الحادث الجماعي والغريب وماذا يقول الأطباء ‘أخبار الحوادث’ حققت الحادث.

المكان: حارة أبودنيا بحي المنيرة الغربية في امبابة. الزمان: الساعة تجاوزت التاسعة مساء.. حفل زفاف كبير اقيم في نهاية الحارة الضيقة.. الجميع التفوا حول المسرح الكبير الذي اقيم احتفالا بالعروسين.. ارتفعت أصوات الزغاريد في كل مكان.. الجميع يشاركون اسرتي العروسين فرحتهم وسعادتهم بليلة العمر.. العروس ابنة الحارة وكذلك العريس تربطه بها صلة قربي.. لذلك كان الحفل عائليا ضخما.
أغلقت الحارة تماما.. وأصبح من الصعوبة المرور بها وازدحم المكان بالناس.. أطفال ورجال ونساء وقفوا جميعا يتابعون فقرات حفل الزفاف والفقرات الغنائية والراقصة.. شرفات العمارات علي جانبي الحارة امتلأت بالأطفال يتابعون الحفل.. الأمور كانت تسير بشكل طبيعي للغاية.. لايوجد أي شيء يلفت الانتباه سوي العروسين سلطت عليهما الأضواء وكانا محط أنظار الجميع.. لا أحد يتخيل أن هناك شيئا غريبا سوف يقلب حفل الزفاف رأسا علي عقب.
صرخات!
وسط زغاريد النساء وفرحة الأطفال والعروسين.. وفجأة ارتفعت صرخات ربة منزل تدعي ‘خديجة’ راحت تبكي وتردد قائلة ‘أنا اتعميت.. انا مش شايفة قصادي’.. وسكتت الزغاريد وتوقف الغناء.. وتبدلت بأصوات صرخات خديجة التي راحت تلطم خديها واصيبت بانهيار شديد.. وقتها اعتقد أهل الحارة ان جارتهم العجوز قد اصابها العمي.. وانها فقدت بصرها.. وراح الجميع يهدئون من روعها.. وانطفأت أنوار الفرح وسكت صوت المطربين.. وساد الحزن أنحاء الحارة كلها الجميع تملكهم الحزن والآلام علي جارتهم التي اصيبت بمرض مفاجيء.
لكن ماهي الا لحظات ودوي صوت امرأة اخري من نساء الحارة وتدعي ‘هناء’ راحت تبكي وتردد نفس كلمات ‘خديجة’ مؤكدة انها لاتري شيئا.. وقد فقدت بصرها.. وقتها سيطر الرعب والخوف علي كل أهالي الحارة واعتقدوا ان فيروسا مفاجئا انتشر بين أهالي الحارة خاصة من النساء.
وتملك الرعب والخوف الجميع بعد أن تكررت المأساة وراح الجميع يبكون.. اطفالا ونساء صرخوا مؤكدين انهم فقدوا بصرهم.. ولحق بهم عدد من الرجال هم الآخرين راحوا يطلقون الصرخات بعد ما اسودت الدنيا في وجوههم.. وأصبحت عيونهم عاجزة عن الرؤية.. وقتها أدرك أهالي الحارة ان كشاف الاضاءة هو السبب لانه كان مكسورا والضوء قويا.. وتبعث منه أشعة قوية.. وساد الهلع والفزع الحارة كلها.
اشارة!
أسرع الأهالي بالاتصال بالدكتور محمد بكير مدير اسعاف الجيزة وقدموا بلاغا بتعرضهم للعمي المؤقت انتقلت 4 سيارات اسعاف الي حارة ابودنيا وتبين اصابة 32 شخصا ما بين أطفال ورجال ونساء اصيبوا بالعمي المؤقت وتم نقلهم الي مستشفي الرمد بالجيزة.. لاسعافهم.. وتم اخطار اللواء مدير أمن الجيزة بالواقعة للتحقيق فيها.
وفي مستشفي رمد الجيزة تم تقديم الاسعافات اللازمة للمصابين وفحص حالاتهم وتقديم العلاج المناسب لهم ووضعهم في غرف مظلمة لبعض الوقت حتي يعود البصر اليهم مرة اخري بعدما فقدوا القدرة علي الرؤية تماما.. وبعد ساعات بسيطة تم تقديم الاسعافات اللازمة للمصابين وصرح الأطباء لهم بالخروج.

خطورة!

‘أخبار الحوادث’ التقت بأطباء مستشفي الرمد لتتعرف منهم علي حقيقة المرض المفاجيء الذي اصاب 32 شخصا بالعمي المؤقت وكيف كانت حالة المصابين عند استقبالهم؟ أو ماهي الاسعافات التي تم تقديمها للمصابين؟!
تقول الدكتورة ليلي عبداللطيف¢: عندما تلقيت الاشارة من مدير الاسعاف لم أكن أتخيل انه اصابه بالعمي المؤقت وانها اصابة جماعية.. حيث فوجئت بالعشرات يترددون علي المستشفي وهم يشكون من عدم قدرتهم علي الرؤية تماما وانهم يؤكدون ان الدنيا مظلمة تماما.. وقتها تم فحص الحالات بدقة شديدة وتبين اصابتهم بقشور علي القرنية وذلك بسبب تعرضها لأشعة واضاءة قوية للغاية تفوق قدرة القرنية علي التحمل..
وتضيف الدكتورة ليلي قائلة: كانت الحالة تسمما ضوئيا ‘شبه عمي’ وأعراضه تكون آلام شديدة في العين ودموع متواصلة وانكسار جفن العين وكان العلاج وضع المريض لعدة ساعات في مكان مظلم وعمل كمادات مياه باردة علي العين لكل مريض. وكان يجب ان تتم هذه الاسعافات بسرعة والا احدثت مضاعفات خطيرة كان من الممكن ان تؤدي الي اصابة المريض بالعمي التام.
ويتدخل الدكتور وائل الجندي قائلا: كان المرضي في حالة هيسترية شديدة.. الجميع لايرون أمامهم وحالتهم النفسية بالغة السوء.. وعلي الفور تم نقلهم الي قسم الاستقبال لتشخيص حالتهم.
.. وبدأنا في فحص كل حالة علي حده علي جهاز المصباح الاشعاعي باستخدام صبغة ‘الفولورسين’ لمعرفة مدي اصابة القرنية.. وعندما اطمأن الفريق الطبي علي سلامة قرنيات المصابين ثم البدء فورا في علاجهم ووضعنا لهم قطرات ملطفة وبدأو في الاستجابة للعلاج..
وعن تشخيص المرض يقول الدكتور وائل الجندي أن اسمه العلمي ‘photohthalma.. والقرنية في هذا المرض تتعرض لالتهاب شديد من الضوء الشديد وتحدث قشور في الطبقة الخارجية للقرنية وكان من الممكن ان تؤدي الي اصابة البعض بالعمي الكامل.. وأعراض المرض تكون الشعور بعدم القدرة علي مواجهة الضوء وألم شديد ودموع وأحمرار في العين وانقباض في الجفون ويشعر المريض بالضباب ولايري شيئا.
المصابون يتحدثون
ماذا يقول المصابون عن الأعراض التي اصيبوا بها؟!.. وكيف كان احساسهم بها؟!..
‘أخبار الحوادث’ ذهبت الي الحارة والتقت ببعض المصابين الذين تم اسعافهم وخرجوا من المستشفي.
يقول محمد يحيي ’63 سنة’ كنت في شرفة منزلي اشاهد حفل الزفاف.. لاحظت ان كشاف اضاءة كبير مكسور.. والضوء الذي ينبعث منه شديد القوة والتركيز ولاتتحمله العين.. وقتها حذرت ابنائي وأحفادي من التعرض للأضاءة المباشرة.. وبعد أقل من ساعة شعرت بالام في عيني ودموع تتساقط بسرعة دون ان أشعر بها وكأنني ابكي ولكني لم اتخيل لحظة واحدة انني سوف افقد بصري بهذه السرعة.
اما عبدالعزيز ابراهيم موظف فيؤكد انه فوجيء بعينه تتساقط منها الدموع وانفه ترشح.. وقتها لم يدرك أن هناك مرضا سوف يصيبه لكن ماهي الا لحظات وفوجيء بفقدان بصره.
خديجة ابراهيم أول من شعرت بالالام وفقدت بصرها فقد اكدت انها كانت تقف في بلكونة منزلها تشاهد الفرح وفجأة وجدت انها لاتري فراحت تصرخ من الآلام حتي تم نقلها الي المستشفي لكنها مازالت تشعر بالآلام حتي الان.
عادل شرقاوي ترزي يقول كنت داخل منزلي بين أطفالي فوجئت بابنتي مروة تبكي وعينيها بها احمرار.. وبعدها احست ابنتي الكبري بهذا الاحساس ثم زوجتي وأخيرا أنا فاسرعت بالاتصال بالاسعاف ونقلنا الي المستشفي. اعتقدت انها أعراض أتربة.. لكنني فوجئت بالمستشفي يخبرونني اننا تعرضنا للاشعاع القوي.
أما أمينة محمود فتقول شاهدت الكشاف المكسور فشعرت بخطورته.. فطالبت الكهربائي ان يطفيء النور لكنه رفض واصر علي ان يظل الكشاف كما هو مضاء.. وماهي الا لحظات حتي فوجئت بعيني تدمع وأبكي من شدة الآلام.. وابنتي كذلك اجهشت بالبكاء وراحت تصرخ من الالام.
أحمد هاشم واميمة عادل هما اصغر المصابين قال احمد عيني تعباني قوي.. الدموع كثيرة قوي.. مش عارف ازاي عيني تعبت.. اما اميمة فتقول ببراءة شديدة.. عيني لسه تعباني قوي من الضوء كنت مش شايفة حاجة خالص.
تم ابلاغ قسم شرطة امبابة.. وبدأت عمليات البحث عن فني الكهرباء الذي اختفي تماما
نقلا عن جريدة أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى