فرضت السلطات الصينية قيودًا على صيام مسلمي الإيغور خلال شهر رمضان، فحظرت على العاملين في القطاع الحكومي، وعلى طلاب المدارس الصيام، الأمر الذي تعده جماعات حقوق الإنسان محاولة سنوية، وممنهجة خلال شهر رمضان لطمس الهوية الإسلامية لمنطقة تركستان الشرقية، التي تقع أقصى شمال غرب الصين، ذات الأغلبية المسلمة. وادعت السلطات الصينية أن حظر الصيام جاء لحماية صحة الطلاب.
ويرى مسلمو الإيغور في مقاطعة شينجيانغ بأن من شأن هذه القيود أن تولد نتائج عكسية، ففرضت السلطات قيودًا على المساجد، وحتى على قراءة القرآن، وأجبرت أصحاب المطاعم إبقاءها مفتوحة خلال ساعات الصيام. وفرّغت السلطات الصينية المدرسين المتقاعدين لحراسة المساجد لمنع طلاب المدارس من دخولها.
اليوم، يواجه الإيغور ظلمًا وتعسفًا واضحًا، إلا أن حكومة شينجيانغ على لسان الناطقة باسمها “هو هانمين” قالت بأن السلطات لا تمنع المسلمين من الصيام، إنما تقوم بإجراءات لازمة للتأكد من سير العمل في الدوائر الحكومية، وحرصًا على انتظام الدراسة. وتحظر السلطات على من هم أقل من 18 عامًا دخول المساجد، وتضيّق الخناق على تعليم القرآن في المساجد، وتشدد إجراءاتها على تراخيص محال بيع اللحم الحلال، ومحال بيع الزي الشرعي النسائي.
تعد منطقة تركستان منطقة غنية بالفحم، والغاز الطبيعي، والبترول، وهي ذات أغلبية الإيغور التي تعود في أصولها، وثقافتها، ولغتها إلى وسط آسيا. انضمت إلى جمهورية الصين الشعبية 1949م، بلغت نسبة المسلمين فيها حتى 2000م 90% لكنها انخفضت إلى 50%؛ لأن الحكومة الصينية بدأت عملية إحلال لقومية الهان التي تشكل 92% من الشعب الصيني؛ بقصد التفوق الديموغرافي على مسلمي الإيغور.
ويرى سكان شينجيانغ أن حظر الصيام جاء في وقت حساس، حيث يحييون الذكرى الخامسة لهجمات قومية الهان التي قتلت عشرات المسلمين في يوليو 2009، وغالبًا ما تلقي الحكومة الصينية باللائمة على المسلمين التي تتهمهم بالقيام بمحاولات انفصالية. يبلغ عدد مسلمي الصين حوالي 20 مليون مسلم يتوزعون في جميع أنحاء البلاد، وتشكل قومية الإيغور الأغلبية المسلمة فيها.