الإيجابيون في تويتر‎

تويتر.. بين التوتر والتواتر في الأخبار، أحد أعلى عشر مواقع زيارة على مستوى العالم، وربما هو الأول لدى البعض، تويتر بين زخم الأحداث وفورتها، وكثافة المعلومات في شتى المجالات ووفرتها، كيف تتحول متعة استخدامه إلى إدمان مزعج وسهر مؤرق، فهل فعلا هو سلبي كما يراه البعض؟
في حديث مع عدد من المغردين فرح محسن من اقترحت الحلقة وأعدتها وعائشة الحزيمي وإيمان والإخوة عمر عثمان والبراء العوهلي على البث المباشر “رادويتر” من تقديم إبراهيم القحطاني وخالد الناصر حول الإيجابية في تويتر، خطرت بالبال عدد من الأفكار التي اتسع الوقت لبعضها وضاق بأخواتها، فكتبت هذه التدوينة لكل باحث عن الإيجابية.
لقاء الإيجابية.. رادويتر

– كونك مدرب، كيف تزرع الإيجابية في الأشخاص الذين تقدم لهم الدورات؟
الإيجابية تختلف من شخص لآخر، وكون التدريب محوره المتدرب، لذا مهم جدا التركيز على مفتاح الإيجابية لدى كل منهم، هل دافع الإيجابية لديهم هو: الطموح، المحبة، السعادة، تحقيق الذات، إسعاد الآخرين، أن يفهم نفسه، فالنقطة المهمة هي إيجاد المفتاح الصحيح لدفع الآخرين نحو الإيجابية بشكل فعال ومؤثر.

– هل أنت تبحث عن الدوافع في المتدرب أو الشخص المقابل أو أنك تزرعها؟
قبل أيام كان هناك حديث مع إحدى الأخوات عن التأثير والتغيير، هل كوني محاضر أو مدرب أو ما شابه، أؤثر أم أغير في الآخرين؟ وكانت وجهة نظرها:  قولي بأنني أغير الشخص الذي أمامي فيه نوع انتقاص منه، ولكني أؤثر فيه وأحفز وأحرك البذور الإيجابية المزروعة في داخله والكامنة فيه، وأنميها وأضيف عليها وأطورها.

– هل ممكن لنا في تويتر أن نكون أشخاص مؤثرين وزارعين للإيجابية في تويتر؟
حتى أكون مؤثرا إيجابيا لا بد اتصف بسمات الشخص الإيجابي: يحب ولا يكره، يتحمل المسؤولية ولا يلقي اللوم على الآخرين، يمدح بموضوعية وبمنطق ولا يسخر لمجرد السخرية، ينتقد بشكل بناء وموضوعي ولا ينتقص لمجرد الشتم والمهاجمة، يحدد ولا يعمم أثناء حديثه.
ثم أن نفهم: “ما هو تويتر؟”، فهو: أداة للتفاعل والتواصل والانفتاح على العالم، وأول خطوة للانفتاح الصحيح على العالم أن يرفع المغرد رأسه قليلا ويشاهد العالم من حوله، فالمغرد في تويتر أشبه بطائر يسافر من بلاد إلى أخرى، يتنقل من حساب إلى آخر، أشخاص في مدن مختلفة، ودول مختلفة، وقارات مختلفة، ولغات مختلفة، فيحلق ويشاهد كيف هي الحياة هناك.
خطوة أخرى: ألا يطلب المغرد من مجتمعه تطبيق أفكار أو نتائج مجتمع آخر لديه ظروف مختلفة، ثقافة مختلفة، حضارة مختلفة، بحيث يكون نسخة طبق الأصل منه، لكن بالتدريج يبحث عما هو نافع ومناسب لمجتمعه ويعود عليهم بالفائدة، على أن تكون القناعة الأولى هي: أن التغيير والتطوير يبدأ من الإنسان نفسه قبل أن يطلبه من الآخرين.

– أنت كمغرد في تويتر، كيف وجدت الساحة التويترية؟
حتى أكون أكثر شفافية أو صراحة لا أستطيع أن أضع نفسي في مقياس مستخدم تويتر المتفاعل والمتواصل مع المغردين من حوله، لأن أساس استخدامي لتويتر أن يكون مصدر للمعلومة والمعرفة في الثقافة العامة والتخصص ما يسمى Social E-Learning، وجعله كشكول أضيف إليه كل جديد مفيد في مختلف المجالات، إضافة لضيق الوقت في المتابعة، ولعل ذلك في العام الجديد 1433/2012 يكون الأمر مختلفا.

– ما رأيك بمن يقول: قبل أن أدخل تويتر أكون إيجابي وأخرج خلال دقائق وكلي سلبية؟
السبب الأول: فكرة أو نظرة فلسفية نفسية وهي أن التعبير عن الشعور أسهل وأسرع من التعبير عن الفكرة، وبالتالي تنتقل المشاعر في تويتر بسرعة، وبالأخص المشاعر السلبية يحب الشخص أن ينزوي ويكتب على تويتر : مستاء، حصل لي موقف محزن، لكن مشاعر السعادة والبهجة نسبة مشاركتها والحديث عنها أقل، فبالتالي يكون الجو السلبي أكثر.
أصعب من ذلك: التعبير عن فكرة، شخص نجح أو تعلم من موقف سيئ ويريد أن يصيغ التجربة للآخرين، وقد كتبت عن ذلك في فكرة هاشتاق خبرة أن الصعوبة تكمن في أربع نقاط:

– أن تكون هناك فائدة أو معلومة حقيقية
– أن يكون قد كتبها جانبا ولا زال يتذكرها
– الدافع والرغبة في مشاركتها مع الآخرين
القدرة على الصياغة الصحيحة والتعبير عنها

السبب الثاني: مشكلة اللغة: القدرة على الصياغة، اختيار المفردات والمصطلحات الصحيحة، والفهم المتضارب والمختلف لنفس التغريدة من شخص لآخر، إذاً يكون التعبير بشكل غير صحيح فبالتالي يكون الفهم خاطئا.

– أشعر أني شخص سلبي وأرغب بالتغيير، ما هي الخطوات التي تنصح بها للبدء بالتغيير؟

– التحلي بصفات الشخص الإيجابي التي ذكرتها سابقا
– ارفع رأسك، حلق عاليا بين مغردي تويتر، فالعالم ليس مجرد تويتر أو 140 حرف
– تفهم الآخرين ولا تقيس عالمهم والأمور دائما بمقياسك وتفكيرك

– ممكن نستفيد من إخواننا في مصر، مع كل الظروف الصعبة إلا أنهم سادة النكتة؟

تحدثتم في بداية اللقاء عن العامل الذي راتبه زهيد وليست لديه وسائل الراحة والرفاهية، ومع ذلك تجد الابتسامة والسعادة على وجهه، وإذا سافرت إلى مصر وسألتهم: كيف الحال؟ ستجد أول كلمة تخرج من لسانه مع ابتسامة أو شعور بالسعادة: “رضى“، وهذه يعرفها كل من سافر إلى مصر.
هذا الشعور مهم، القناعة والرضا الداخلي، فكثير من الأشياء لا تشترى بالمال، الجلسة معكم الآن، الأصدقاء, المحبة، الفرح، النوم هنيء البال، الصحة.

ختاما :
الاستمرار في الإيجابية بداية يكون مثل مكاثرة الماء حتى يطهر، فلو كان لديك ساحل خمج لأضفت إليه ماء نقيا ليصفو. وبعد ذلك تصنع موج من التيار الإيجابي القوي في تويتر، قد تهاجم أو تنتقد أو لا يتفاعل الآخرون معك، ولكن طالما لديك القناعة فاصبر وثابر وستجد النتيجة بإذن الله تعالى.
شكرا لكم، وأسأل الله أن يكون رادويتر أن يكون نواة لمزيد من الأعمال المبدعة في عالمنا العربي.

الإيجابيون

الإيجابيون.. متفاءلون حتى في الأجواء المتشائمة، ماضون في مشوارهم وإن طال الطريق وزادت وعورته.
الإيجابية.. ليست مجرد عبارات، بل عقلية تفكير شكلتها العلوم والمعرفة، وصقلتها مخالطة الإيجابيين.

اقرأ جيدا التغريدات قبل المغرد، وابحث عن المعنى فيها، ولا تبحث عن أنصاف المختصين، فكما يقول ابن تيمية: يفسد الدنيا ثلاثة أنصاف: نصف فقيه ونصف طبيب ونصف نحوي، فنصف الفقيه يفسد الدين ونصف الطبيب يفسد الأبدان ونصف النحوي يفسد اللسان.
تويتر.. أداة فاعلة بين أيدينا، واستخداماتها تعود إلينا، ومن يدري ماذا يكون بعدها، ومهما تغيرت الأداة فاستخدامنا الإيجابي لها واحد، وثباتنا على هذا المبدأ وانتظامنا صامد، طالما كانت هناك رؤية للنتيجة ورسالة ذات قيمة ، يقول الإمام الغزالي: [وكلما عز المطلوب وشرف صعب مسلكه وطال طريقه وكثرت عقباته]، فاللهَ نسأل التوفيق والسداد والثبات، قدوتنا في ذلك نبينا القائل: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها“.

مدونتي : سقاف كوم

حسابي على تويتر : saqafcom

Exit mobile version