الأمن والسرقات !!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسعد الله كل أوقاتكم بالخيرات والمسرات، وأدم الله علينا الأمن والأمان في بلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية، وسدد جهود رجال الأمن القائمين على أجهزة الأمن المختلفة، لحفظ الأمن واستتبابه لينعم المواطن والمقيم في أمن وأمان وعيش رغيد.
ويؤسفني أن أطرح مثل هذا الموضوع، وأرجو أن أكون مبالغًا فيما سوف يتم طرحه، ولكن من خلال أحداث قصة عشت بعض فصول أحداثها وتابعت جانبًا من مجرياتها، وتجاوبًا مع الطلب الذي طلبه الزائر الذي رمز لنفسه بهذا الاسم " طالب 1431 " حول شذرات الوهم المضافة في هذا العرين المبارك على هذا الرابط " هنا "

رأيت طرحها هنا لعله يكون هناك نقاش هادف وبناء، للوصول إلى نتائج تساهم في قمع تلك الآفة من بلادنا إلى الأبد – بإذن الله تعالى – فنحن وبلا شك رجال الأمن الأوائل لأمن، واطمئنان بلادنا حفظها الله من كل مكروه.
وقبل أن أطرح الموضوع للنقاش، أحببت إطلاعكم على بعض الصور التي يسمح المجال في نشرها – حفاظًا على خصوصية المنزل وأهله –.

هذا بالطبع باب الفلة وهو من الحديد
وتلاحظون أثار الفتح بواسطة العجلة ( الليور) على ما يبدو!!

هذا باب أحد الغرف داخل الفلة، وهو من الخشب
وتلاحظون كسره؛ لأنه فتح بواسطة رافعة ( عفريته خاصة بكسر الأبواب )
بالطبع حسب إفادة رجل الأمن الجنائي

هنا تلاحظون أثار الفوضى والأغراض مرمية على الأرض
وكذلك جهاز الإنترفون بعد أن تم كسره وخلعه من مكان

وهذه سماعة الإنترفون في الدور العلوي
بعد أن تم كسر الجهاز وإتلاف الشاشة التلفزيونية للجهاز

كان هنا جهاز إنترفون

ويظهر في الصورة باب الغرفة المقابلة
وقد تم قسمه إلى قسمين علوي وسفلي

وهنا يظهر باب أحد الغرف وهو من الخشب
وقد تم كسره من المنتصف
حيث تم إتلاف الجزء السفلي بالطبع بواسطة ضربة
بالقدم بعد أن تم خلعه بواسطة الرافعة

وهنا تلاحظون إتلاف التمديدات ورميها على الأرض

هذه غرفة ( خزنة ) الملابس

هذه غرفة النوم

هذه المكتبة ( فقد كانت مكتبة)
وتلاحظون كيف تم قلب عباس على دباس
الكتب والأجهزة والحقائب والدروع والأوسمة والشهادات
التي حصل عليها صاحبنا أبا عبدالله

ومما زاد الطين بله بأنهم قاموا بسكب مشروب غازي
على الأوراق والمحتويات التي في المكتبة بعد أن تم عفسها
وتلاحظون ذلك جليًا على الأرض

وهذا الموتر ( الله يستر عليه )

وقد تم القيام بإضافة أقفال تأمين للأبواب الخارجية

لاحظوا الأقفال والمزاليج بعد الانتهاء
وكأنك داخل خزنة مصرف ستي أقرووووب

وفي النهاية من مفتاح واحد مع أبوعبدالله لجميع الأبواب بيته
صار معه هذه المجموعة

وكأنها مفاتيح ( قارون ) ولكن بدون خزائن
لأن اللصوص لم يتركوا شيئًا إلا همًا فوق الديون

وقد وصلت التكلفة التقديرية لإصلاح ما تم إتلافه حتى إعداد هذا الطرح إلى أكثر من 12.000 ريال، ولم يتم احتساب الأجهزة التالفة ولا الأجهزة المسروقة، ولا الخزنة التي تحتوي على جوازات سفر وتذاكر وشهادات ميلاد وصكوك وأوراق رسمية متنوعة وغيرها من المسروقات .
هذه الحادثة التي استعرضتها هنا ليست من الخيال، بل هي واحدة من 17 حادثة للسطو والسرقة التي حدث في أحد أحدث وأرقى الأحياء في شمال مدينة الرياض فجر يوم الخميس ( اليوم الذي تمت فيه السرقة ) .

وكما قلت لكم عشت بعض فصول هذه الحادثة من حين أن تلقيت اتصالاً من صاحب المنزل "وهو موفد للعمل خارج المملكة، وطلب مني الذهاب إبلاغ الجهات الأمنية لمباشرة الحادث" وبالفعل خلال وقت قصير حضرت الأجهزة الأمنية ووحدة الأدلة الجنائية للموقع ولكن للأسف لم تستطع التوصل إلى أي أثر للفاعل، لخبرته واحتراسه بوسائل الجرم التي تعيق التعرف عليه.

وبعد تلك التفاصيل لهذه الحادثة التي تعد واحدة من مجموعة من الحوادث المماثلة والمشابهة لها، والتي وقعت في نفس اليوم أو في أيام سابقة أو لاحقة لها في نفس الحي، أو في أحياء ومدن أخرى من مدن مملكتنا الحبيبة.

كلنا نعرف ما كانت تعيشه جزيرة العرب قبل زمن ليس ببعيد، سواء ما سمعناه من الآباء والأجداد، أو ما عرفناه من كتب التاريخ الشاهدة على تلك الحقبة من الزمن التي عاشتها الجزيرة العربية من الخوف والجوع والفقر والفرقة والشتات في كافة الميادين، وما صارت عليه بعد أن قيض الله – سبحانه وتعالى – لها الإمام الراحل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جنانه –.

حيث استتب الأمن وعم الرخاء وسادت الرفاهية على المواطن والمقيم، على حد سواء وصارت بلادنا مقصد كل جنس البشر من مشارقها ومغاربها، بحثًا عن لقمة العيش والعيش في رخاء وسعادة وأمن واطمئنان ولله الحمد والمنة على ذلك.

ولم يتأتا ذلك من فراغ بل بتوفيق من الله – سبحانه وتعالى – ثم بعزم الرجال المخلصين لتحقيق ذلك وشكر نعمه الظاهرة والباطنة.

وقد عرفت ما كانت تعيشه الجزيرة العربية قبل التوحيد، من خوف وجوع وفقر وشتات، لما كتب الله لي أن أسافر خارج البلاد في مهمات رسمية في عدد من الدول وفي قارات مختلفة، فعرفت قدر ما نعيشه من نعم أفاء الله بها علينا تستوجب منا الشكر لله ثم الدعاء لولاة أمرنا – وفقهم الله وسددهم لكل خير – .

وفي الزمن القريب وليس بالبعيد كان من علامات الكرم والجود والضيافة العربية الأصيلة، هو ترك الأبواب مشرعة أو مردومة ومجافاة ولا تغلق أبدًا، حبًا في الاستباق إلى استقراء الضيف والقيام بواجبة، ولا تغلق إلا خوفًا من السباع والكلاب الضالة والحيوانات الهمل – أعزكم الله –.

ولكن اليوم أصبحت أبوابًا تغلق بالأقفال الأمنة والمزاليج الحديدية، خوفًا مما شاهدًا صورة حية وواقعية له ( أعلاه ) حيث أصبحت سرقة المنازل في وضح النهار أمرًا طبيعيًا ولا يستنكر.

فكم سمعنا وتواترت حوادث السرقات القهرية للمنازل والجوالات والسيارات واسطوانات الغاز والحقائب النسائية في الأسواق والمناسبات وأجهزة الكمبيوتر وملحقاتها والمحلات التجارية وخزانات التموينات والصيدليات والبنوك؛ بل أنها أصبحت من الأمور المعتادة، وأبطالها من أبناء هذه البلاد وفي تارات أخرى من بعض الوافدين المتخلفين الذين يشكلون عصابات منظمة لذلك.

والشرط تأن وتزدحم سجونها وعنابرها وممراتها، من أفراد العصابات التي لا تنتهي، حتى ضاقت بهم ولا تزال الأحداث الكثيرة تسجل ضد مجهولين.

ومع ذلك التزايد والتنامي في تفشي تلك الأحداث والجرائم الدخيلة على ديننا وبلادنا وأخلاقنا وعاداتنا وأعرافنا، فما هي الأسباب وما هي الحلول لذلك ؟؟؟

هل الأسباب راجعة إلى :
1 – ضعف الوازع الديني لدى هؤلاء الشباب ؟
2 – عدم وجود وظائف لهم ( البطالة ) ؟
3 – الإدمان على المخدرات والمسكرات وعدم وجود مصادر دخل تغطي تكاليف هذا الإدمان؟
4 – الفراغ ؟
5 – عدم حسن التربية ، والاختلاف والتفكك الأسري ؟
6 – التأثر بالمسلسلات والأفلام الأجنبية وغير الأجنبية التي تعنى بنشر الجريمة بحجة معالجة الجرائم ؟
7 – وجود العمالة الوافدة والسائبة والمتخلفة ؟
8 – عدم الصرامة في تطبيق العقوبات ، كـإقامة حد السرقة ونحوها من العقوبات الشرعية الرادعة ؟
9 – غفلة جمعية حقوق الإنسان عن حقوق المواطنين الذين يتعرضون لمثل تلك الأعمال والدفاع عن المجرمين بذريعة حقوق الإنسان العالمية ؟
10 – ضعف أجهزة الأمن وعدم قيامها بواجباتها بشكل صحيح ؟
11 – قلة أفراد الأمن وعدم تغطيتهم لجميع المناطق والميادين ؟
12 – التفكك الاجتماعي وعدم وجود روابط بين سكان الحي الواحد ؟

أم غيرها من الأسباب الأخرى التي تكون سببًا لوقوع مثل تلك الجرائم في بيئتنا ؟

وهل الحلول للحد من تلك الأعمال الإجرامية يمكن أن يكون في :
1 – إنشاء جهة تعنى بمكافحة السرقات على غرار الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وغيرها ؟؟
2 – تعيين أجهزة أمنية خاصة مزودة بكاميرات داخل الأحياء السكنية ؟
3 – تناوب سكان الحي بالحراسة داخل تجمعاتهم السكانية ؟
4 – الاستعانة بكلاب الحراسة ؟
5 – التأمين ضد السرقة ؟
6 – تأمين المنازل بأجهزة إيهام بوجد سكان داخل المنزل أثناء فترات الغياب ؟
7 – إخراج كل ما هو ثمين من المنزل وحفظة لدى البنوك في صناديق الأمانات ؟

أما ماذا عسانا فاعلين من أجل الحفاظ على أموالنا وأنفسنا وأعراضنا من هؤلاء الذئاب البشرية الهائجة ؟

أنا هنا لا أضخم الأمر ولا أدعي بوجود ظاهرة مختلقة؛ بل أطرح موضوعًا للنقاش من واقع الحال الذي نعايشه وما نسمعه من قصص وروايات مختلفة المصادر عن مثل تلك الجرائم البشعة التي تقع هنا وهناك.

لأن تفشي مثل تلك الجرائم يؤدي إلى التفكك الأسري والمجتمع ، وينشر الفساد ويفسد الأخلاق ويخرج الأمور عن السيطرة.

إن هذه الجرائم لن تنتهي بسهولة خاصة مع النمو السكاني المطرد والتنوع في الثقافات والأجناس والأعراق وكثرة الوفود الأجنبية القادمة التي تجلب معها كل ماهو سلبي لنشره وبذرة في تربة تلك البلاد الطاهرة

وكلي آمل أن يأتي ذاك اليوم الذي نعيش فيه بصفاء دون تخيل مثل تلك الأحداث وهو قادم بإذن الله وقريب متى تكاتفنا وتوحدنا في الجهود وصححنا مساراتنا بتعاملاتنا وعلاقاتنا الأسرة والأجتماعية واصبحنا في بوتقة واحدة كل قلبه على الآخر فإننا سوف نجد أنفسنا وقد انتصرنا على مثل تلك الظواهر ولن نكون مع ذلك مضطرين إلى التعايش معها إجبارًا مستسلمين لها بطواعيتنا واختيارنا.

أرجو أن يتفاعل الجميع في مناقشة جادة وهادفة لهذه القضية والتوصل إلى توصيات تكون ناجعة في علاج هذا الأمر بإذن الله
دمتم مباركين وفي حفظ الله ورعايته وتوفيقه ؛؛؛

حادثة من الواقع
بقلم أبوعبدالعزيز
سليمان بن صالح المطرودي
الرياض
sssm1389@gmail.com


تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر

   

Exit mobile version