و أخيراً خسر العالم اليوناني ( إقليدس ) صحة فرضيته التي تنص على أن الخطان المتوازيان لا يلتقيان .. فاليوم قد تزعزع منطق تلك النظرية و ذلك بإكتشاف إلتقاء خط المصالة مع سيء الذكر ( شطيط ) .. ذلك الذي تبجح بمصالته و تغطرس بطمالته حتى بلغت به الثقة أن يقتحم مجال المواضيع المصورة و كتابة المقال .. و لكن بعد إستجوابه عن حقيقة شطحة موضوعان الصور و المقال السابقة , فقد فسر الأسباب بمقولة ( إستراحة محارب ) .. أو بالأحرى ( إستراحة ماصل )
و الأن وبعد إنقضاء فترة الإستراحة .. اترككم مع المصالة الخاثرة
=====================================
قميييل قمااال مالووش مسااال .. وجهه نعااال كله تفااال زي الحثااال و قميل قمااال << أردفت بتلك المعزوفة الموسيقية وأنا أتعاطى الحشيش في جلسه صاخبة تحيطها الأدخنة من كل حدب و صوب !!
يرحم أمك سو فينا خير و انطم تكفى .. شين و صوتك بايخ بعد .. ارحمنااااا !! << نطق بتلك الكلمات المحبطة زميل المراجة و الإنحطاط الطعس المتمرد ( حبشوش )
طيب ( حبشوش ) شف شف هالحركه !! <<< ما إن ألتفت ( حبشوش ) ليرى حركتي حتى أغلقت إحدى فتحات أنفي و نفثت الدخان من الفتحة الأخرى يعني اني مسوي حركه تعجيزية
عندها رمقني ( حبشوش ) بنظرة إستهتار قائلاً: ايه شاطر خلاص عرفنا انك قوي و تعرف كلش انثبر بس يـ .. قاطعته من زود الحماس: طيب اتحداك تسوي هالحركه !! .. فوضعت الزقاره بين أصابع قدمي حتى لامس لهيبها خيوط شرّاب العايله قائلاً بكل هياط: هاه والحين وش رايك يا زلابه ؟ .. أطلق ( حبشوش ) تنهيده عميقة ثم أجابني مسلكاً: قسم بالله انك قوي و خطير خلاص ياخي ما عاد أقدر أقاوم إبداعك فكني تكفى .. الا وش هالريحه !! ..
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه رجلييييييييي <<< كانت تلك ردة فعلي و أنا أركض في الإستراحة بحثاً عن ماء يطفئ النار المندلعة في جوربي حتى خلعته غير مأسوف عليه !!
فأجابني ضاحكاً: أيه أحسن .. أحد قال لك تتميلح ؟؟ .. صددت عنه لوهله ثم أدرت رأسي نحوه قائلاً بلهفه: طيب أخر حركه شفها !! .. لم ألبث أن أضع الزقارة بين مفرق صروالي حتى محطني ( حبشوش ) على جبهتي بالزبيرية غاضباً: ورا ما تنثبر لا أتوطاك و أدفنك في هالإستراحة !!
و بينما نحن مستلقين خارجاً لنتأمل في بديع هذا الكون الفسيح و سماءه الخضراء المنسوجة بالورود و ثقوب جمر المعسل ( الظاهر يتأملون في الزوليه من الفقده ) .. إذ أطرق ( حبشوش ) برأسه وهو يفق ثمه مهمهماً بإحدى نظرياته الخارقة: تخيل يا ( شطيط ) لو انك ذبانه و تدخل كل البيوت و تكشف أسرارها و تشـ .. بترت حديثه قائلاً: و اشوف بنات التميلح بخلاقينهم و شعورهم المطشرة و إذا انطلب منهم يجيبون بيالة من المطبخ , تشلخت جدران البيت بصراخهم و نعفقتهم !! .. قال لي مسلكاً: ايه تشوفهم .. المهم عاد اقول لك تخيل لو ان سـ.. قاطعته من زود الحماس: و اشوف شباب الغزل اللي تنقطع إبتسامتهم مع تسكيرة الجوال و تتحول اصواتهم الحنونه لصراخ و هواش على أهلهم عشان مشوار كيستين خبز !! .. أطلق ( حبشوش ) تنهيدة عميقة ثم قال: ايه تشوفهم و لا تقاطعني لا أخوض في بطنك .. الزبدة انك يالذبانه على كثر اللي بتشوفه واللي بيمر عليك بيصير عندك خبره و حكمه ثمن تشتهر عند الناس بأسم ( ذبانة الحكمة ) و تصير مرجع للمباحث و الخطـّابات و المشعوذين !!.. أستقعدت على حيلي مقاطعاً بإستياء: صراحه انا حاس اني ذبانه فعلاً لأن الذبان ما يجتمع الا على وصاخه و عشان كذا انا جالس معك !! .. لم أكد أكمل حديثي حتى فوجئت بـ ( حبشوش ) وهو يتلمس الأرض بحثاً عن نعاله كي يمحطني بها ولكن سرعان ما عضيت ثوبي و حطيت رجلي للهرب إلا أن ابتداء عرض مسلسل لميس أجبرني على الرجوع للإستراحة و الرضوخ لنعال ( حبشوش ) !!
وفي صباح اليوم التالي .. حيث تسللت أشعة الشمس الحارقة عبر نافذتي المحطمة لتلسع جفناي و توقظهما من سبات عميق.. ففتحت عيناي بعد أن استشعرت برطوبه لزجه تطبق على صدري ولم أعي إلا و التلفاز في حضني و السعابيل تتصبصب على شاشته .. فرفسني ( حبشوش ) بقدمه الوارمه قائلاً وهو يفصل صدري عن التلفاز بالملاس: قم يالخيشة .. الشاشة انصهرت من هالفلزات اللي تطلع من ثمك !! .. فركت عيني لأزيل عنها الغمص ثم نهضت قائلاً وأنا أتمغط: يا رجال اشوا انك ما عرقت عليها ولا كان تبخرت !! .. ضحك ( حبشوش ) ثم أردف جاداً: أسمع يا الماصل .. مثلك خابر فلوس عملية النصب اللي سويناها على حضارم سوق الزل و خلصت .. لازم ننهي مشوارنا الإجرامي بأكبر و أخر عملية نصب نعيش بعدها في رغد أبدي !! .. قلت وأنا أطقطق ظهري و رقبتي: قصدك نصبة موزعين شركة القات القابضه .. والله يا عتيقه أعلنت نفاذ الكراث عشان هالعمليه هههههههههه !! .. ضحك ( حبشوش ) وهو يمد يده لي كنايه عن كفك ثم قال وأنا أضع إبهامي على كفه كنايه عن لقط وجهك : هههههههههه الله يرجك .. بس خل عنك .. كون اننا قدرنا ننصب على حضارم معناها اننا عتاوله و سالكين الطريق الصحيح في عالم الإحتيال .. المهم ركز معي عشان أشرح لك العمليه الجديده لأنك انت المُنفذ وانا العقل المدبر كالعاده !! .. تأففت شاكياً: أأأأه يا زمن الذل .. انت تفكر لي لا و العقل المدبر بعد .. أهون علي تفكر لي مروحة شفط ولا طعس مثلك !! .. لفخني ( حبشوش ) على دمجتي قائلاً: لا يكثر هرجك بس .. و على طاري طعس ترى كلمة السر أبك أبك .. لم يكد يكمل حديثه حتى وقعت مغشياً علي !!
هذا الطريق الترابي اللي بنمشي عليه للباديه المستهدفة .. هنا عاد الموقع .. و ذي خيام و ذا غنم و ذيـ … فقاطعت ( حبشوش ) بتذمر: وذي سماء .. و ذا تراب .. و ذا جبل .. و ذيك بعارين .. ياخوي قالوا لك أعمى .. لك ساعه فارش هالخريطه اللي راسمها على كيس سمنت و تشرح لي شي تافه .. اخلص عطنا الزبده !! .. أخذ ( حبشوش ) يحك دقنه بدهاء ما ركب عليه ثم قال: السالفة و ما فيها اننا بننصب على سكان هالبادية و بنمثل عليهم ان أمير هجرة بيزورهم و طبعاً انت الأمير و أنا أحد حواشيك الله ياخذ عمرك .. اقصد طال عمرك !! .. فقلت له: وش هالأمير اللي ما عنده حاشيه غيرك و بيزورهم بسيارة توصيل طلبات مثل سيارتك .. ولا يعني عشانك ما ورثت من أبوك الا البشت حقه تحسب انك وفرت متطلبات الخطه !! .. أستشاط ( حبشوش ) غاضباً: كلش متوفر يا حمار ولا يكثر .. رح البس البشت بس !!
و بعد كفاح مع الطريق البري … وصل بحفظ الله و رعايته سمو الأمير شطيط مع حاشية مجندة لحماية أميرها المفدى الذي كان يلوح بيديه الكريمتين من نافذة سيارته الفارهه ذات الطراز هونداي إكسنت ستنادر أبو ست بيبان ( بدينا بالنصب ) وسط هتافات الأهالي و لقافة المتفرجين .. حيث أستقبله جمعاً من أهالي البادية بكل حفاوة و ترحيب … هذا وقد أعرب سموه عن شكره و تقديره للجميع متمنياً لهم دوام الصحة و التوفيق .. الدمام طلاطه و طلاطين .. عرعر إطنان و طلاطين .. شكراً لإصغائكم مع أحلى الأماني ( شطحة تذكرية للقناة الأولى ) <<< سقى الله أيام التسدح ساعتين عند أخبار الساعة 9 عشان ننتظر المسلسل اللي يجي عقبها اخرتها يجحدنا المذيع و يحط لنا تسجيل لحفل تخريج ضباط القوات المسلحة !!
أخذ سموي المبجل يلوح بيديه وهو ينظر إلى خيرات تلك البادية ثم تنحنح ليتحدث بصوته الأجش: ما شاء الله .. الأبناء المواطنين مسوين شغل جامد هنا .. ورا ما علمتوني اجيب معي مقصي اقص به شريط إفتتاح هالإنجازات العظيمة !! … أجابني ( حبشوش ) بإستحقار: اقول ورا ما تنثبر .. ما بعد نزلنا من السياره ترى .. و بعدين لك ساعه تلوح بيدينك .. جايب هدف انت .. عموم لا تتحمس واجد تراك أمير هجرة و انتبه ترى كل حركة بيدك عليها مكرمه !! .. لم يكد يكمل حديثه حتى بتره صوت صرير نافذة السيارة و أنا أغلقها قائلاً: ما بقى الا هي مكرمه بعد .. بس ياخي ذا البشت فيه شي ينغزني من تحت طول الطريق !! … تراجع ( حبشوش ) ثم طأطأ رأسه قائلاً: معليش كنت أعدل لك البشت و نسيت أوخر أصبعي .. خلاص لا يكثر هرجك ترى وصلنا !!
تدافعت الحشود بعد أن فرشوا أخياش رز من باب سيارتي لخيمة المضافة .. فنزلت من السيارة بعد أن أحكمت البشت بكل شموخ تأهباً لسماع عزف السلام الوطني و لكن لم البث الوقوف حتى جرجروني للخيمه مزاعقين: ابك ابك يا كبرها عند الله .. اقلط طال عمرك !! .. التفت على ( حبشوش ) هامساً: الحق طلعوا يعرفون كلمة السر !! .. فأجابني بأن أعظ على شحم .. عندها أظهرت إبتسامة مصطنعة ثم أمرت ( حبشوش ) قائلاً: اصرف لكل واحد منهم قيمة 200 رسالة مجانية في شات قناة الساحة خل كل واحد فيهم يهايط بقبيلته مكافأه لكرم ضيافتهم !! .. عندها قاطعني قدوم كبيرهم الذي دنى بخشته نحوى حتى توزيت خلف ( حبشوش ) خشية أن يلتهمني إلا أن كبيرهم تدارك الأمر بعد أن قال: خشمك خشمك طال عمرك !! .. فمسحت أنفي بطرف شماغي قائلاً بكل سباهه: هاه فيه شي هالحين ولا امسح بعد !! ..عندها جلست على حصير الضيافة وأنا أشير بيدي لكبيرهم كي ينثبر جنبي و أشير بطرف أصبع قدمي الصغير لـ ( حبشوش ) كي يهف علي بسعفة نخل عن الحر .. فتقدم نحوي طعس يدعى ( حرباش ) و أخذ يرفع يديه مهللاً: طال عمرك عندي قصيدة بعنوان ( شطيط الخير ) .. احم احم .. علمممك غاانم يا شطيط الخير*** انت للحق نور و للسلام طير *** يا شـ ..<<< بتر القصيدة خطيبهم وهو يجر ( حرباش ) من ثوبه المعتق بعيداً عن مقامي السامي !!
بدأ الحفل الكريم بخطاب حمل أسمى آيات الهياط و النفاق بينما أنا متوسد صدر المجلس أحك أذني بالمفتاح .. ثم تلى الخطاب أبيات شعرية جزلة جعلت مني فارساً كريماً شجاعاً محنكاً و أنا لا زلت أحك أذني بالمفتاح إلا اني استبدلت مفتاح باب الشارع بمفتاح شنطه صغير كي يتسنى لي التعمق أكثر داخل أذني ) .. بصراحه حفلكم خقاااق .. ناقصكم اوبريت و تصيرون فرع ثاني للجنادرية .. خصوصاً ديزاين الخيمه و البر و الحركات .. كني اشوف الهنوف قدامي وهي تمشي بقربتها للغدير .. شوي الا و يجيها الفارس الزلمة بحصانه و بارودته يتغزل فيها بقصيدة تداعب خصلات شنبه الأشقر .. عالطاري فيه سؤال فاقع قلبي من أول مسلسل بدوي شفته .. شلووون عايشين بدون حمام !!
لوحت بيدي للجميع كي ينطموا ثم أردفت بصوتي الجهوري: بيض الله وجيهكم يا الربع و ما للحمول الا جملها .. أما بعد ابك ابك .. نظراً لكثرة الثروة الحيوانية المتمثلة بسكان هالمقطعة ) .. فقد قررنا إستثمارها بمشروع ضخم يعود ريع أرباحه لكم !! .. هكذا أتممت حديثي إستعداداً لإستقبال التصفيق و أهازيج الفرحة والقبول , و لكني فوجئت بصمت يجتاح وجوه الحضور الفاهيه حتى كاد أن يغشى عليهم !! .. فأسفهل ( حرباش ) وهو يقلب بسبحته مهللاً : علمك غانم يا شطيط الخييير *** انت للحق نور و للسلام طيـ .. طراااااااااخ <<< صوت صفقة الربابه على جبهة ( حرباش ) من خطيبهم اللي سحبه بعيداً عن مقامي السامي للمره الثانيه !! ) .. لذلك اللي يبي يتبرع بحلاله بنرجع له الضعفين بإذن الله إكراماً لهالوجيه الطيبه !! .. تعالت تباشير الأهالي فأنطلق كل واحدٍ منهم ليجلب ما يملكه من ثروة حيوانية حتى امتلأت الشاحنات بالغنم والبعارين .. فنهضت بحاشيتي كي أودعهم و أشكرهم على حسن الضيافة على أمل لقاءهم قريباً بالأرباح المجزية إلا أن ( حرباش ) خش في وجهي بقصيدته المخيسه للمرة الثالثة .. فما كان مني إلا أن خنقته بالبشت حتى تخرخرت الحلبه من سرّه << ايه هين !!
وقفت متأففاً و أنا أرمي الحقائب على الأرض: اوووف .. ياخي تأخرت هالسفينة .. والله لو ان البحر كله إشارات على هالتأخير .. ليتك سامعن كلامي و حاجزين عالقارب السريع في رحلة بكرة !! .. أخرج ( حبشوش ) زقارة الكوبي من فمه قائلاً وهو ياكلها كالنقانق: روق بليز .. حنا لازم نسافر اليوم قبل لا يبلغون علينا هالكمخ .. بعدين لاحظ انها وسيلة النقل الوحيدة للطبقات الكادحة يعني يبي لها خمس ساعات عشان تكب هالصعايده منها .. هذا غير شحن أكثر من 200 سيارة !! .. قطع حديثنا نداء مكبرات الصوت للصعود على متن الباخرة ( سلام 98 ) .. فحملت الحقائب و وضعت يدي داخل جيبي بحثاً عن التذاكر فلم أجدها و إذ برجل مصري الجنسية يطمر أمامي قائلاً: أهيه .. التزكرة بتعتك أهيه يا سعادة الباشا !! .. فأخذتها منه بعد أن شكرته و هممت بالصعود إلا أنه أعترض طريقي قائلاً: العفو طال عوومرك .. لمؤخزة يا فندم معاك ( فتحي بوتقاز ) .. اتفضل ده الكرت بتاعي .. أي حاقه بتعوزها إتصل نصل .. اقول بس مشينا للسفينة قبل لا تفوتنا الرحلة !!
!! .. عندها تأججت مشاعري حسرتاً لهذا المشهد المؤثر فقلت و أنا أمسح دمعي: أأأه بس .. ليت من يسرق منكم ( تحويشة العمر ) اللي جمعتوها من سنين الشغل هناك !!
ذهبت إلى مقصورتي في الدرجة الأولى وإذ بـ ( حبشوش ) يخفي الحقائب تحت السرير حتى ارتسمت على وجهه إبتسامة الطمأنينة و لكن سرعان ما تلاشت تلك الإبتسامة بعد أن طب علينا ( فتحي بوتقاز ) قائلاً: افشتكووو يا أولاد الأبلسه .. الله ايه ده .. كده برضو يا استاز ( شووطيط ) ما تعرفنيش عالأخ اللي معاك !! .. قاطعته بإستغراب: مندوب مبيعات انت !! .. فقال لي بترفع: باين عليك ما تعرفنيش .. ده انا قاااامد قددداً .. عارف ( حفر الباطن ) ؟؟ .. قلت: وش فيه ؟ .. فأجاب: انا اللي حفرتوه !! .. عندها تدخل ( حبشوش ) قائلاً: إذا انت روضتها .. انا اللي خرمتها !! .. عندها استنزلت متحدياً: عارفين قناة السويس !! .. فأجابني ( فتحي ): عز المعرفة !! .. فقلت ضاحكاً: انا اللي فكيت شفرتها .. لستُ أنا زالك الرقُـل ابداً ) !! .. قاطعته محتالاً: طيب واللي يقول لك النص .. وش قلت ؟ .. إزداد غضب ( فتحي ): مش ممكن .. ولا فلوس الدوونيا كلها بتوسخ ضميري .. قال ايه قال النص .. إمتى عاوزين نبتدي الشغل !!
يا أخوانااااا .. يا فقراء الحاضر و أغنياء المستقبل .. السعد بيخبط على أبواب بيوتكو .. حتفتحو ولا حتضيعو الفرصة من يديكو زي ما ضيعتو حياتكو في الشحططه ورا الغربة !! <<< كان هذا مطلع الخطبة الصمعاء التي ألقاها ( فتحي بوتقاز ) وهو واقفاً على أحد صناديق الدجاج حتى أجتمع حوله ذوي الطبقه الكادحه !!
أطرق ( فتحي ) رأٍسه مكملاً حديثه: معانا دلوئتي رقل الأعمال الكبير الباش مهندس ( شوطيط ) .. من أقمد رقال الأعمال في السعودية وهو البق بوص للبتاع الطويل ده اللي مخروم من فوق !! .. سحبت الكرت من يده و شققته غاضباً: عرفنا انك فتحي زفت ) و أنا أرقص رقصة الكوبرا ثم صعدت الدرج و إذ بأحد طاقم الباخرة يجري مرتعداً من أسفل الباخرة فتجاهلته ماضياً في طريقي حتى فوجئت بحشد من الصعايده يعترض دربي و يشذف مسامعي بأصوات التصفيق و أهازيج التمجيد في كرمي و نبل أخلاقي .. فحملوني على أكتافهم وهم يهتفون: بالطول بالعرض شوطييييط بيهز الأرض .. بتحبوا مين .. شوطييييط .. و حبيبكم مين .. شوطييييط .. الحديد منور ليه أصل شوطيييط بيمشي عليه ؟؟ .. رفع ( فتحي ) رأسه وهو ينثر البودره على طاولة الكيرم قائلاً بنبرة هياط: يعني ايه ( تغرق ) .. يا عم عارف البحر الميت ؟؟ .. قلت: وش فيه ؟ .. فأردف واثقاً: انا اللي خلصت عليه !! .. عندها بتر حديثنا صوت أنفاس ( حبشوش ) وهو يدخل الكبينة مندفعاً ثم حزم حقائب النقود قائلاً بلهثه: شيلوا عفشكم بسرعة .. السفينة تحترق و بعض الركاب طلعوا من كباينهم يشوفون وش السالفة .. انا باخذ الفلوس احطها في مكان أمن و بقابلكم عالسطح .. باي !!
خرجنا لنستكشف الأمر و إذ بالدخان يتصاعد من دورة المياة ثم تبعه إندفاع البعض خارج كبائنهم حتى استوقفتنا صرخات أحد الموجهين عبر مكبرات الصوت مردداً للطاقم: شغـّل الميـّه المالحه – شغـّل الميـّه المالحه – على الطبيب التواجد بالأسفل – على الطبيب التواجد بالأسفل !! .. انطلقنا خارجاً لنتفاجىء بارتباكات الطاقم الذين توافدوا بالصعود من أسفل السفينة جرّاء الإختناق !! .. وما هي إلا لحظات حتى اشتد ميلان السفينة للجهة اليمنى فتلقفت أطرافها الأمواج لتدفع شظايا الحطام إلى الجهة الأخرى معلنه عن بداية النهاية !!
دب الذعر في صفوف الركاب و تعالت صرخات الإستنجاد و الإستغاثة لتزيد من حدة بكاء الأطفال و حلطمة العجز حتى تدخل طاقم السفينة طالباً من الجميع التوجه إلى الجهة اليسرى لموازنة السفينة إلا أن الخوف شتت خطاهم .. فأصبح الجميع ما بين صراخ و بكاء و دعاء .. في حين أن الطاقم لا يزال مستمر في الإبحار و يدعي ان الوضع تحت السيطرة بل و يرفض إخراج أطواق و قوارب النجاة للركاب بحجة عدم إرباكهم !!
وقفت عاجزاً أمام مشاهد الهلع و الفراق و الصراخ بالشهادة .. فجلت بناظري وإذ بمرأى النيران وهي تلتهم أجساد البشر حتى وقع بصري على مشهد إحتواء الأم لأطفالها الرضع وهي في حيرة و عجز عن حمايتهم !! .. عندها دوت صرخات ( فتحي بوتقاز ) المفزعة على حافة السفينة: يا لهووووي .. ( شوطيط ) بص هنا بسرعه !! .. فأقتربت بخطوات وئيدة و فرائص مرتعدة و أنفاس مخترشة حتى بدأ خوفي يخالط عبراتي و عيناي تتفتق بوجوم الدمع لرؤية صديقي الحميم ( حبشوش ) وهو جثة هامدة تطفو على سطح البحر و حقائب النقود متناثرة حوله دون أن يطمع لنيلها بشر .. فوبختني نفسي سائله: أو من أجل هذا المال اشتريت الدنيا بالأخره ؟؟ .. أو بهذا العار تبعث يوم القيامة .. أجل خل الفلوس تنفعك يالهيس ) !! .. فقطع تساؤلاتي ( فتحي ) وهو يربت على كتفي: اييييييه .. الموت علينا حق .. معلش شد حيلك .. كلنا حنموت و دلوئتي ( الله من زين الفال .. ليه خليناه ياخذ الفلوس معه .. ليه !! .. و لكن سرعان ما رأيت قارباً مطاطياً تمتطيه عجوز فرميت نفسي عليه و ابتعدت بنا الأمواج و نحن نرى نصف السفينة يغرق و النصف الأخر يشتعل ناراً حتى غاصت السفينة بالكامل في قاع البحر!!
وبينما نحن نسير بقاربنا حيث أشتد البرد بلواحظة فأناخ بنوازله على أجسادنا حتى تيبست أطرافنا و سالت خشومنا إلا أن العجوز أفاقت من غفوتها وهي تناشق ثم تنهدت قائله: خير اللهم أقعله خير يارب !! .. فقلت لها بصوت متقطع: وش فيه ؟؟ .. أجابتني فاهية: حلمت بكل الغرقانين وهما لابسين أبيض في أبيض و راكبين سفينة أبيض في أبيض ماشيه على بحر أبيض في أبيض !! ( تسمع بالنقاء ) .. لم تلبث أن تكمل حديثها حتى وخرت غترة طايحة على خشتها ثم قلت: هذا لون الغترة الله يسلمتس !! .. ثم أستطردت وهي تحكم طقم أسنانها داخل فمها لتقول بحماسه: يسسسس !!
أستقر قارب النجاة الوحيد في قاع البحر ليصبح الموت قاب قوسين مني .. فبدأت أسبح حتى خارت قواي و تمصّعت يداي و قدماي.. حينها أدركت أن أجلي قد حان .. فتوقفت عن السباحة تاركاً الأمواج تتقاذفني يمنة و يسرة و تفرغت للاستغفار و الشهادة إلى أن رأيت الطائرات تحوم فوقي فطفقت فرحاً و أخذت أرفع يداي ببسالة و أستخدم الصافرة كي الفت أنظارهم لي و لكن حال دوننا الغروب حتى طغت العتمة على خيوط الشمس الذهبية و واصلت الطائرات في تحليقها دون أن يراني أحد !!
تملكني اليأس و اعتصرني الإحباط لإنقطاع حبال الأمل إلا أنني تشبثت بحبل متين لا ينقطع بترابط العبد مع ربه .. وهو حبل الإيمان بالله عز وجل .. فسلمته روحي و جوارحي حتى أطمئن قلبي بعد أن كان يخوض صراع محموم مع ندم سوء خاتمتي كمحتال !!
و ما هي إلا دقائق معدودة حتى رأيت فرقاطة مصرية متجهه نحوي.. فاستخدموا الصافرة و استخدمت لهم الصافرة حتى اهتدوا لمكاني و رموا طوق النجاة لي فركبت معهم منطلقين إلى سفاجا !!
ما إن رست الفرقاطة في ميناء سفاجا حتى تراشق علينا وميض الكاميرات الصحفية و قرقعة ميكرفونات المراسلين ليزيحهم تدافع حشود غفيره من أهالي الركاب الذين قدمو للبحث عن ذويهم .. فأخذت أمشي حتى استوقفني صوت يصرخ منادياً: علمممك غانم يا شطيط الخير *** انت للحق نور و للسلام طير !!
نظر الضابط لي بنظرات تعجب ثم قال غاضباً: سرقة أيه ياله .. إنتا متهم بشراكة مشبوهة مع القبطان و إتفاقية ممكن يكون ليها مصلحة في غرق العبـّاره .. يعني إنتا بقيت طرف عاشر من أطراف الإتهام بغرق العبـّارة خصوصاً ان القبطان فص ملح و داب !! .. طارت بوهتي متلعثماً: وش وش مصلحته .. اصلن انا منيب اواطن كلمة ( مصلحة ) من عقب ما ربطوها بالصرف الصحي .. وانت جاي تدبسني بها .. والله ثم والله ان مالي أي مصلحة ابد يا سعادة التمرقي .. اساساً انا كان هدفي اسرق القبطان بس ( امحق تبرير ) حتى اسأل شريكي ( فتحي بوتقاز ) !! .. تعنقد لساني بمجرد أن نطقت ذلك الأسم و بدأت أستذكر سذاجتي و أنانيتي في عدم إنقاذ إنسان كان سينقذني من هذه الورطة .. فنطقت حائراً: طيب وش اللي يثبت ان بينا إتفاقية .. السفينة غرقانة و القبطان مختفي !! .. فأجابني الضابط ساخراً: ما تسوءش فيها أوي !! .. فمشيت معه مطأطأ الرأس منحني الجبين أقدح زناد ندمي على ما أوقعت نفسي فيه و لكن ما أثار حزني و زاد أسفي لدرجة إستحقاري لنفسي هو رؤية أهالي تلك البادية وهم ينجلدون من مكافحة الشغب لمحاولتهم الدفاع عني بعجراتهم الواهنة حتى رفعوا الراية الصفراء دلالة على الإستسلام ( ما لقوا فنيله بيضا !! << واحد يشرح لهم تكفون
:~ :~ نايس :):)
علمممك غانم يا شطيط الخير *** انت للحق نور و للسلام طير 🙁 هذي اخرتها .. تغدر فيني انا خويك حبشوش :$ ليش ياشطيط ماحاولت تسعفني ليييش
مشكور ويعطيك الف عافيه اعجبنى طريقة طرح الموضوع:D
سلامتك من الغرق يا أخي .إذا سمحت لي بمناداتك أخي طبعا موضوع رائع ننتظر المزيد إنشاء الله .
يعطيك ربي العافية .. القصة رائعة اتمنى لك التوفيق وإصدار قصص أجمل وأكثر إثارة … اتمنى نشاهد لك كتب وقصص يومـاً ما ! بالتوفيق شطيّط
مع إفتراض حسن النية والبعد عن الإساءة للجنسية أسجل إعتراضي علي الإبداع الفكري المبني على إختيار المصري تحديداً في الدور المحكي عنه بالقصة ولن أزيد حتى لا تكون في الإستزادة إساءة يغفر الله لي ولكم مع الشكر علي – مصر _ خير أجناد الأرض _ درع الأمة وإن كره الكارهون
😀 ماشاء الله عليك اخوي شطيط فكر واسع تملك مقومات الكاتب او بالأحرى القاص ذو الأسلوب المشوق انا صراحة مانيب راعي قصص لكن من اول ماقريت اول سطرين تملكني شعور رؤية نهاية القصة ذات العبر الكثيرة والمفيدة تقبل ودي فهد
صراحه بياااخه من اولها حشيش ودخان الله يخلف عليك بس كل هذا عشان تضحك الي يقراااا
ان شاالله دوم بمثل هذه القصص الاكثر من رائعه
أنا وصلت عند إصبعك اللي حركته عشان يهويك البزر اللي معك وحاااامت تسبدي من بعده عجزت أكمل ننتظرك في شي ارقـى من هيك شويآ
:D:D:D ابداع في طرح القصه واالي زعلان عشان مصر مثلا لو اختار واحد سوري بتزعل ؟؟؟؟؟ كلنا اخوان والسالفه ضحك وسوالف وسعة صدر ليش كل هالحساسيه كل من جاب طاريه قال تكرهوني المهووووووويم واااااااااااصل لانك مبدع في الطرح موفق باذن الله8)
ابداااااع يعطيك العافيه:D
إبداع فن ماقول ياسعادة الامير إلا جت على ماتمنى بس ملاحظه صغيره قد الذبابه الي في البدايه أسم عبارة السلام في البداية حرق الكرت ياليتك خليته تحت شوي
8) يسلمــــــــو :>
شكرا اخوي شطيط شكرا لك الف شكرا وامانة ان تسلمني على خويك خشبة الف سلام لانه ما قصر وياك طرحك جميل ويبدو انك متأثر بافلام الكرتون وهدفك واضح قد وصل انت مبدع تقبل مروري وارحم خشبة من التحريج هلي جاه
الطاري فيه سؤال فاقع قلبي من أول مسلسل بدوي شفته .. شلووون عايشين بدون حمام ؟؟ نفس السؤال كان محيرني 🙂
علمممك غانم يا شطيط الخير *** انت للحق نور و للسلام طير هههههه اضحك الله سنكـ مثل مااضحكتي دمت ياشطيط الخير هع
قسم بالله انك منسم وتراني من متابعينك وانتظر جديدك دائما لكن أتمنى انك تراعي مشاعر الغير انت ووجهك خخخخ هذا اذا عندك مشاعر :$ واهم شي الجنس الناعم ترى مايتحملون بعض الحتسي واول مره يقرون هيك حتسي 😀 المهم لاتحرمنا من مواضيعك ياشووطيط التنسيم
ايه ده ‘يه العملة السودا اللي عم تعملها ديه دنت أخذت القروش ومشيت الحتسي ده مابينفعش خالص وإنته لازم ترقع الفلوس لأصحابها عم توحين ولا مانب توحي ^^^ واضح القصمنجي _____________ على فكرة الكرت بتاعي أهوه:D
بصراحه ابداع وخيال واسع اتمنى لك التوفيق وللأفضل دئما
الأخ شوطيط ترى الأسم ماركة مسجلة وأحذر كل من يقوم بالتسمي بهذا الاسم سوف يكون عرضة للمسائلة والمحاكمة8) والسلام عليكم