بعد تفشي مرض إنفلونزا الطيور في أجزاء من أوروبا وبالتحديد بريطانيا، فقد تم اكتشاف مزرعة كاملة لتربية البط شرق يوركشاير في بريطانيا بإصابتها بـ “H5N8” المسبب لمرض إنفلونزا الطيور ، وتم إعدام آلاف البط في هذه المزرعة، وأيضاً تم القضاء على حوالي 15,000 بيضة في مكان آخر تابع لهذه المزرعة.
وإثر تصاعد المخاوف من مرض إنفلونزا الطيور في أوروبا، فقد قامت الحكومة الهولندية بحظر شامل لمدة ثلاثة أيام على نقل الدواجن والبيض بعد تشفي هذا المرض شديد العدوى “H5N8” في أجزاء كثيرة من أوروبا.
وقال الدكتور “مومفورد” وهو عالم في برنامج الانفلونزا العالمي ومنظمة الصحة العالمية في جنيف، سويسرا :” أعتقد بأننا سوف نرى بعض الحالات البشرية المصابة بهذا المرض في القريب”.
وأضاف أيضاً :” إن هذا المرض قد تفشي في أجزاء من ألمانيا وهولندا وبريطانيا، وهناك عدد قليل من حالات الإصابة. كل هذا بسبب الاتصال الوثيق بين البشر والدواجن، وهذا ما يجعل إمكانية انتقال العدوى إلى البشر كبيرة، وإن أسراب الطيور المهاجرة هي أكثرهم عرضة للإصابة بهذا المرض، ونحن متخوفون من التفشي بشكل كبير في البشر”.
وقالت متحدثة باسم الحكومة البريطانية، تعقيباً على عملية إعدام الـ 6,000 بطة :” تلقينا مشورة من كبير المسؤولين الطبيين والصحة العامة في إنجلترا، بأن احتمالية إصابة البشر بهذا المرض منخفض جداً، وأن وكالة المعايير الغذائية نصت بأنه لا يوجد خطر على سلامة الأغذية للمستهلكين”.
كان هذا الحديث بعد أن تم حظر الاقتراب لمنقطة الحدث لمسافة حول المزرعة بستة أميال. وقام مجموعة من الأطباء البيطريون من الحكومة بزيارة مزارع تربية الدواجن الأخرى في المنطقة للتأكد من سلامة الوضع.
وقال الدكتور “مومفورد” حول الاختبارات الجينية لسلالة H5N8 :” لا يزال هناك الكثير جداً من الطيور المصابة بهذا الفايروس، ولكن حتى لو تم اصابة الانسان به، فلن يتم انتقاله من شخص لآخر، وإن هذا الفايروس لا يمكن التنبؤ به، وهذا هو أكبر تحذير لخطر الاصابة بانفلونزا الطيور “.
وقالت “ليندا كلافينسكيس” وهي متخصصة في علم المناعة بكلية كينغز في لندن :” إن خطر الإصابة بهذا المرض بالنسبة للبشر هو دائما ممكن، لأن هذه الفيروسات تنتقل بسرعة بين قطعان الدجاج، إلا أنه هناك احتمالات منخفضة للغاية بإصابة البشر به”.
صورة توضح مكان المزرعة ومساحة الستة ميل التي تم حظرها، والمربع الأحمر الذي بالأسفل فهو يدل على مكان ال 15,000 بيضة التي تم قتلها.
وقال الرئيس التنفيذي لمجلس الدواجن السيد “أندرو” :” إنه لا يوجد أي سبب للقلق حول هذا المرض، وأننا قمنا بالتخلص من 15,000 كان يتوقع أن تكون حالمة للمرض، وإن البحث جاري في باقي مزارع الدواجن، للتأكد من عدم ظهور لهذا الفايروس مرة أخرى”.
والجميع متفائل بشأن النسبة الضعيفة جداً لانتشار هذا المرض، ولكن لا شيء يدعوا للاطمئنان كثيراً، فقد حذر العديد من المزارعين والأطباء البيطريين في كل أنحاء البلاد بأن يأخذ الجميع الاحتياطات اللازمة لعدم الاصابة بهذا المرض.