إضاءات و خواطر تربوية

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أعضاء شبكة ( أبو نواف ) المتميزة.
أسعد الله أوقاتكم بكل خير ..

لكل منا خاطرة , ولكل واحد منا همسة ..
لأستاذه أو لتلميذه .. أو لأخيه .. أو لابنه ,,
ولها هي أيضا خاطرة أو همسة :
لمعلمتها , أو لطالبتها , أو لأختها وربما لابنتها ..

وهذه مجموعة من الإضاءات والخواطر التربوية ..
أحببت أن أضعها بين أيديكم .. وأبثها في نواحيكم ..
موجزة ومختصرة ,, لعلها تصل إلى كل قلب ,,
أسأل الله أن يجعلها مباركة نافعة ولوجهه خالصة ..


حينما تكون معلما ً ..
قد اخترت أشرف مهنة وأعظم رسالة ..
فأخلص النية واحتسب الأجر عند الله ..
ولا تضع هذا التعب الشديد والجهد الكبير ..
لأن كل عامل في هذا الميدان فإنه سيتعب ..
لكن شتان .. بين من يتعب وهو مأجور ومن يتعب بلا أجر ..
فإذا فطنت لهذا الأمر .. وتذكرته جيدا .. حمدت الله عليه ..
فاعتادت نفسك وانقادت وارتاحت .. وصارت تبذل من حيث لا تشعر ..
ثم تجد نفسك تتلذذ به ..
في حين ستصدم بمن يقول لك :
لماذا تعمل وتتعب نفسك ..
ريح عمرك يا رجال ! متعب نفسك ع الفاضي .. وش لاقي من هالخرابيط ..
وما درى أنك مستمتع .. وهو قد شقي وهو لم يعمل .. !


:: وراء كل طالب عظيم .. معلم عظيم ,,
فاحرص أن يكون لك أثر .. ولعملك ثمرة تذكرك حتى الممات وتنفعك بعده ::


مشكلتنا أحيانا ً .. أننا نعاقب على الظنون !
ونحاسب على النيات ..
و بعض الظن إثم !
والنية لا يعلم بها إلا رب البرية ..
وإحسان الظن مطلوب مع الكبار .. فكيف بالصغار !


العطف واللطف والصفح أدوات تأسر القلوب !
فما لنا لا نستعملها !
كذلك ..
الرحمة واللين والحنان مفاتيح الأفئدة .. فلماذا رميناها !؟
الإحسان يؤثر في الحيوان ويقوده للطاعة والإذعان ..
فما بالك بالإنسان !!


نتفنن أحيانا ً في التوبيخ ,,
ونحترف التحطيم ..
ونعزف على أوتار المشاعر عزفا ً يضحك الآخرين ..
بسبب منه أو بلا ..
أو في لحظة غضب منك .. نغتال البراءة !
والمسكين يتقطع قلبه .. ويعتصر ألما ً ويحترق فؤاده ..
وتموت همته .. وتضعف عزيمته
وربما انحرف .. وذاك هو السبب ! أو تلك الضحكة كانت هي القاضية !
فكر .. لو كان أخاك أو ابنك ..! فكيف سيكون الحال ..
عندها قل له ما ستقول ؟؟


طالبان .. في الساحة يتمشيان ويمرحان ..
ربما يتهامسون ..
ما أروع الأستاذ هذا اليوم حينما قص لنا تلك القصة ..
وما أجمل حديثه ..
أتمنى لو يحضر عندنا كل يوم ..
إنه يضاحكنا ويداعبنا ويلعب في الملعب معنا ..!!
حريص ٌ علينا .. يسأل عنا .. يتفقدنا دائما ً ..
لنذهب ونسلم عليه .. هيا .. تعال معي ,,
وتلك الطالبة تقول :
تعاملني كأنها أختي الكبرى .. بل أفضل !
فأختي تعنفني وتقسو عليّ .. وهذه حبوبة لطيفة ..
ليتها أختي !
تذهب معنا وتعلمنا برفق ولين .. تنبهنا أحيانا دون أن تهيننا ..
تخبرنا بالجديد .. وتسلينا بالمفيد ..


إلى كل معلمة باذلة نبيلة :
كثيرا ً ما نسمع أن المعلم يصنع العباقرة ويبني العقول ..
ولعلمك ِ فأنت ِ داخلة معه هنا وفي كل مدح فيه فأنت ِ قبله ..
ولكن الخطاب غالبا ً ما يكون للذكور والإناث يدخلن فيه تبعا ً ..
وأن أردت ِ شيئا ً خاصا ً :
فأنت ِ أيضا ً تصنعين ( العبقريات ) ..
وأنت ِ تبنين عقول الفتيات ..
وأنت ِ تخرجين لنا أمهات المستقبل ..
اللاتي سينجبن رجال الغد .. وقادة الأمة ..
وهن من سيعلم بنات الجيل القادم ..
وهن من سيذكرنك بالخير ويدعون لك بظهر الغيب لأنك ِ ( معلمتهن ) .
فالفضل لك ِ ,,
فلا تنسي واجبك ِ العظيم في التربية والتضحية ..
فلتميذاتك ِ عليك ِ حق ٌ كبير ,,
ونقول كما قيل .. بل ونزيد :
خلف كل تلميذ مبدع ( أم )
وخلف كل معلم عظيم ( أم )
وخلف كل تلميذة ناجحة ومعلمة مميزة ( أم ) ,,


أستاذنا العزيز ,, من حقك أن تغضب علينا أحيانا ً ..
ومن حقك أن تؤدبنا وتعاقبنا ..
ومن حقك أن يرتفع صوتك .. فأنت بشر !
ونحن مزعجون ومشاغبون ..
وفينا الشقي والمشاكس والشرير ..
لكن أرجوك احلم علينا ,, ولا تقس ُ كثيرا ً ..
ولا تغضب غضبا ً يشعل النيران فينا ..
فيأتي على الأخضر واليابس ..
وينال من المجرم والمتهم والبريء ..
بعضهم بسبب والآخر بلا ..
لا يهم هنا إن كانت العقوبة بسبب أو بدونه ..
لأني أقصد شيئا ً آخر ..
أرجوك ارحمنا واحلم علينا والطف بنا ,
أتدري لماذا .. ؟
جوابي لك في هذه الهمسة .. فقرب مني أذنك ..
حينما يصرخ بنا معلم أو يضرب بعضنا الوكيل ..
فاعلم أن فينا من يكتم ألمه ويحبس أنفاسه .. ويتحمل ما يأتيه ويصبر ..
حتى نهاية اليوم ..
ليذهب فيرتمي .. على صدر أمه يبكي ..
أو بين يدي أبيه .. فيبث شكواه ويخرج ما بقلبه ..
فيمسح أبوه دمعاته عن وجهه ويخفف من روعه ..
وحنان أمه يمتص آهاته ..
ولكن الأهم أن تعلم أن منا من يستطيع الكتمان فعلا ً ..
ويطيق التحمل وحبس الدمعات أن تسيل .. ويصبر ..
لكنه إذا عاد لداره ..
لا يجد أبا ً يضمه .. بعطفه ولطفه ..
ولا يلقى أما ً تحتضنه بحنانها ..
حينما يعود حابسا ً أنينه ليفجره عندها !
فبالله عليك .. ما تظن شعوره يكون ..!
وأين يبكي .. وعلى صدر من ؟
وبين يدي من ؟
ومن يمتص أنينه ويمسح دمعاته ..
فهلا لطفت بنا قليلا ً ..
هل عرفت السبب ؟
أظنك تعرف ذلك لكني أحببت أن أذكرك أستاذنا فأنت غال ٍ علينا ..
شكرا ً لقراءتك .. نلقاك غدا ً وأنت مبتسم ..


المعلمون والمعلمات ,,
أناس ٌ.. نذروا أنفسهم لإخراج جيل صالح ..
وتعبوا في الزرع ليثمر بإذن الله ..
اتخذوا من التربية والتعليم فنا ً ومهنة ً ..
وعاشوا في ظل هذه الأمانة التي بين أيديهم ..
تحملوا المشاق والمتاعب ..
صبروا على المشاكل ..
ضحوا بأنفسهم ..
بذلوا جهدهم ..
فلنشكرهم ولنشجعهم ..
ولنفتح لهم مزيدا ً من الأمل ..
ولنمسح عن دربهم كل ما يعيقهم ..


لا تجامل ولا تفرق بينهم بلا سبب ,,
وتذكر أنك إن كنت تراهم بعينين اثنتين وهم ثلاثون ..
فإنهم يرونك بستين عين ..
فكن حذرا ً !
ومع ذلك فلا تقلق فالأمر سهل ..
بشرط :
إن كان العدل موجود والرحمة سائدة ..
والحب يلف الجميع ..


التعليم رسالة تحتاج إلى أمرين :
[ هم ] و [ فن ] ..
[ هم ] يعطيها حقها وقدرها ..
و
[ فن ] في إيصالها ..


باستطاعة كل معلم أن يحتوي من يربيهم ..
بكرم أخلاقة و طيب معشره .. وحسن تصرفه .. وحكمته ..
وبمقدور كل مربي أن يفقد من تحت يده بسوء خلقه واستعجاله ..
وغضبه بلا مبرر وسوء منطقه ,,


يحتاج الطلاب إلى من يشاركهم تفكيرهم ..
ويكلمهم بمستوى عقولهم .. وأفهامهم ..
ويحاكيهم ويبادلهم أطراف الحديث ..
عن هواياتهم وآخر إبداعاتهم ..
فلربما لا يجدون من يسمع لهم غيرك ..
فلا تحرمهم .. فاسمع منهم ..
بل استمع وبشغف !


تلميذي العزيز :
ما تمنيت أمنية كتمني أن يعود بي العمر لأكون في مثل عمرك ..
فأستغل تلك السنوات الذهبية !
وأحقق فيها أمورا ً عظيمة ,,
أنت الآن في هذه السن المليئة بالنشاط والحماس ..
وغالبا ً تجد وقتا ً فارغا ً ..
ولا يشغلك أحد ٌ عن أمر ٍ تريده ..
بل ستجد التشجيع والتأييد .
فإن لم تجد .. فلا عليك .. لا تقلق ولا تهتم .
أنت .. شجع نفسك بنفسك وحثها وكافئها ..
تلميذي :
لا تحرم نفسك ولا تفرط ..
بادر وبادر ثم بادر ,,
وصيتي لك أن تستفيد من هذه الأيام ..
ونصيحتي لك أن تستغلها في كل ما ينفعك ويبقى لك ..
دنيا وآخرة ,,


الغلظة والشدة والجفاء والكلام القاسي والعبارات المؤلمة والنظرات الحادة ..
كل هذه أسلحة دمار شامل !!
تفسد علاقة الأستاذ بطلابه ,,
والمعلمة بتلميذاتها ..
وتجعلهم يكرهون الأستاذ .. ويبغضون المعلمة !
يل ويكرهون المادة .. ويبغضون والدرس واليوم والحصة ..


إلى كل طالب :
أنت رجل .. ولك حرية شخصية ..
وفيك عزة وأنفة ,, وعندك كرامة ..
ولذلك لا تقلد فلان ولا علان في أي شيء تراه ..
ولا تطع أي صديق في كل طلب .. !
ولا تسمح لأحد منهم أن يعتدي عليك أو ينتقص من رجولتك ..
لا تستح ِ أبدا ً من أي شخص يهينك ,,
أو يدعوك لأمر ٍ مريب .. أو يعرض عليك شيئا ً بذيئا ً ..!
لا لا لا !
لا تجامل على حساب دينك أو أهلك أو كرامتك أو رجولتك أو صحتك أو دراستك ..
فإن فعلت زادوا في تماديهم ..
شيئا ً فشيئا ً حتى تكبر المشكلة وتتسع الحفرة وأنت لا تشعر ,,
أرجوك !
احذر ! واحذر ثم احذر من شياطين الإنس ..
رفاق السوء وأصحاب الشر ..
لا تقع في حبالهم !
وتذكر أنهم ليس لهم علامة فارقة في وجوههم ولا غرابة في أشكالهم ..
هم كسائر البشر .. لكن ستعرفهم بأخلاقهم السيئة وسلوكهم المشين ..
حتى وإن جاؤوك بصورة الناصحين المحبين ..
فقد يأتونك بأشكال متفرقة ,, وألوان متعددة .. لايريدون إلا سقوطك !
فاحذر منهم !
عزيزي .. أنت رجل .. فكن كذلك .


وللطالبة الفطنة أيضا ً .. رسالة :
أنت ِ غالية !
فصوني نفسك عن كل رذيلة ..
وارتقي بهمتك نحو كل فضيلة ,,
ولتكن سير أمهات المؤمنين منارات لك ِ في الطريق .
حياتك ِ .. لوحة ثمينة ..
وأنت ِ مسؤولة عنها ..
وأنت ِ من يرسمها لا غيرك !
وأنت من يلونها لا ذيك ولا تلك !
فاملئيها بالخير .. واحفظيها عن كل منكر وشر ..
لا تستجيبي للأصوات الناعمة الماكرة ..
ولا تتبعي كل صورة ساحرة ..
ولا تصدقي كل ما تسمعين !
وإن أقسموا وغلظوا الأيمان تلو الإيمان !!
فهم خونة ٌ كاذبون ..
لحظات .. ثم يرمونك وحيدة !
ستجدين من تفاخر بعلاقات ٍ محرمة !
وسترين من تتبجح باستماعها للمغني فلان ..
وربما سألتك ِ .. لمن تسمعين ؟ ومن تحبين ؟
وقد تنبهرين مرة ومرتين ثم ثالثة ..
لكن في الرابعة قد تتعودين ..!
ولهذا .. فابتعدي من البداية ,,
احذري منهن ..
واجتنبي الجلوس معهن ومخالطتهن !
فهن كالداء .. يسري بالبلاء .. فــ يهد البدن ..
وتذكري :
كما أنه هناك رفاق سوء .. فهناك رفيقات سوء ..
يحببن أن تقعي كما وقعن !
وثباتك ِ على دينك وقوة شخصيتكِ يزيد غيظهن ..
فاصمدي .. وتعلقي بربك وتوكلي عليه ..
واصبري ..
الحياة مليئة بالفرح والسعادة ..
ولكن المساكين من الشباب والبنات ..
يظنون أنهم سيجدونها في تلك التفاهات !! ,,


فيما مضى وصية ..
وبين سطوره هدية ..
و للحديث بقية ,,
بإذن رب البرية ..

تم بفضل الله .. إضاءات و خواطر تربوية 1 .
أخوكم : السياسي ,,
mohd242@hotmail.com

شبكة النادي الطلابي ,,
www.alnadi55.com/vb
شاركونا


تابع جديد رسائل المجموعة على تويتر


twitter.com/AbuNawafNet

Exit mobile version