أيتها الحبيبة.. لا تبتعدي!!

 أيتها الحبيبة.. لا تبتعدي!!

أي ذنب لي بأن كنتِ من أحبه قلبي؟ إلى أين أنتِ راحلة وتاركتي مثخناً بجراح المحبة مثقلاً بهموم الفراق؟ أوَ بعد أن عشت سني عمري متعلقاً بكِ كطفل تفكرين بالرحيل! هل تري ساكب الدمع مني يشفع؟ أو تري يطيب بعدكِ لي مهجع؟ أي جمال بعدكِ أنظر؟ وأي صوت أسمع؟

آهٍ أيتها “العفة”!!

مشهدٌ يثير أشجان الطاهرين حينما ترى عفيفاً وعفيفةً يذرفان دمع الخوف من فراق “العفة” مدنيةًً قتلت “السينما” حياءها، ووأدت “الموسيقا” عذوبتها، وأخافت “مظاهر التغريب” ساكن فؤادها!!

فهل يسمح لنا “صنّاع الفساد” ببقاء “العفة”؟!

كم اشتقنا لذلكم “العفيف” الذي إذا رأى من المرأة ظفراً أشاح بوجهه وأطرق حياء!!

كم نجل ونحترم ونُكبر “العفيفة” التي تجعل حجابها شعاراً على عفتها ورمزاً لطهارتها {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ}.

في شوارع “ويلز” وطرقات “لاس فيجاس” ومنتجعات “جنيف” تجد دماء الطهر تسيل؛ فلا حياء ولا حشمة ولا غض للبصر ولا ستر للعورات، بل عرض مهتوك.. وستر منهوك.. وطهر متروك، إلا “العفة” فلا دم لها يسيل ولا مقام يُروع!!

لماذا؟!

لأن الغرب جله، والكفر كله، لم يعرف “العفة” في يوم من الأيام.. لا معنى ولا كلمة ولا شعوراً {إِنْ هُمْ إِلا كَالْأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}.

ولك أن تتخيل مجتمعاً تختفي عفته! فمدينة الأشباح منه آمن، ولحد القبر منه أوسع، وسم العقرب منه ألطف!! ولا أروع من مشهد تجتمع فيه مظاهر الحاضر مع معاني الماضي بتطلعات المستقبل.. في قالب أبدعته الشريعة السمحة.. لتعيش الإنسانية تنعم بكل ما طاب {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً…}!!

دعونا نمد أيادينا جميعاً، وننظر بأعيننا، ونتطلع بأفئدتنا، ونسأل “العفة” صوتاً وعملاً بأن لا ترحل؛ فالمقام بعدها عذاب..

فيا أيتها الحبيبة!! لا تبتعدي!!

Exit mobile version