شركة Amazon هي الشركة الأكبر لتجارة التجزئة على الإنترنت كما أنها تضلع في جانب تطوير البرمجيات والتقنية، لكن في هذا الموضوع ما يهمنا هو مخازنها الخاصة بتجارتها على الإنترنت المنتشرة في عدة دول في أوروبا وآسيا بجانب المقر الرئيسي في الولايات المتحدة.
تمتلك أمازون 5 مخازن في بريطانيا ولكن مخزنها المتواجد في مدينة سوانزي يعتبر الأكبر بين هذه المخازن والذي تبلغ مساحته قرابة ال 80 ألف متر مربع كما وأنه يحتوي على النسبة الأكبر من الموظفين البريطانيين الذي يبلغ عددهم بالمجمل 15 ألف موظف بريطاني، هؤلاء الموظفين هم من سنتحدث عنهم وعن آلية عملهم المرهقة للغاية وعلى المردود القليل الذي يتحصلون عليه.
أجرت ال BBC تصويراً وبحثاً حتى تنشره في فلمها الوثائقي الجديد تظهر فيه مدى جشع الشركة الأمريكية وظلمها للموظفين الإنجليز، ففي أحد مقابلات ال BBC قال أحد العاملين بأنه يقطع في اليوم الوحد ما يقارب 17 كم في عملية بحثه عن البضائع وتوصيلها، كما أنه من الصعب الحصول على راحة لأنه كل يملكه بضع ثواني بين كل عملية إحضار طرد محدد، وذكر بأن حتى الوقت الذي يحتاجه العامل للذهاب لقضاء حاجته محدود ويتم توقيته لكل عامل.
كما أن فريقاً بريطانياً مختصاً قام بإجراء بعض البحوث لبحث مدى تأثير هذا العمل على صحة العاملين العقلية والنفسية، وفي سبيل الحصول على نتائج دقيقة وضعوا جهازاً ليحسب عدد الخطوات التي يقطعها أحد العاملين في الشركة، فوجدوا في نهاية اليوم بأنه قطع 800,000 خطوة خلال عمله الذي يمتد لمدة 10 ساعات ونصف مقابل راتب يقارب ال 10 دولار أمريكي للساعة، وبهذا خرج الباحثون بنتيجة بأن هذا العمل قد يكون له آثار سلبية على صحة دماغ كل من يعمل هناك بسبب الضغط الهائل الذي يتعرضون له.
وفي نقطة أخرى تعد هامة جداً لل BBC في سبيل الضغط على شركة أمازون لتحسين أوضاع العاملين البريطانيين، فقد كشفت بأن المخازن البريطانية حققت أرباحاً للمقر الأمريكي وصلت لحد 11.5 مليار دولار أمريكي بين عامي 2009 و 2011 ولكنها لم تحصل منهم إلا على 3 مليارات ونصف دولار أمريكي.
وهنا نستذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه”، فديننا الحنيف حفظ أجر هؤلاء العمال لذلك نذكركم بالإحسان لهم ويكفي بهذا تذكرة لكم لتروا أثر الضغط الكبير على العامل الذي قد لا يلحظه صاحب العمل.