ست حكايات وحكاية ( 1 )

ست حكايات وحكاية ( 1 )

بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , أمابعد :

فأهلا بكم ومرحبا ً ..
كثير من الناس إن لم يكن كلهم يميلون لسماع الحكايات .
ويصغون بآذانهم لأحداثها .. ويسعون في تتبع أخبارها .
وهذا شيء طبعي فالنفس تحب ذلك .
وكثيرا ً ما تؤثر القصص والحكايات وتترك أثرا ً طيبا ً  .
إما متعة ً واستئناسا ً , أو فائدة علمية أو عملية , أو وعظاً في النفوس ,
أو ذكريات طيبة , أو أمورا ً غريبة وعجيبة ..

 


لا نطيل .. هيا بنا إلى :
الجزء الأول من ( ست حكايات وحكاية )
وهي عبارة حكايات وقصص وأخبار متنوعة من مصادر مختلفة .
نذكر في كل جزء سبع حكايات تقريباً .

ونسأل الله التوفيق والسداد والإعانة .
ونرجو أن تجدوا فيها مايسركم .
وأن تنال استحسانكم .


( 1 )

قصة عجيبة :

وعن معروف الكرخي قال: بلغنا أن ذا النون المصري، خرج ذات يوم يريد غسل ثيابه،
فإذا هو بعقرب قد أقبل عليه، كأعظم ما يكون من الأشياء،
قال: ففزع منها فزعاً شديداً، واستعاذ بالله منها فكفي شرها.
فأقبلت حتى وافت النيل، فإذا هي بضفدع قد خرج من الماء فاحتملها على ظهره،
وعبر بها إلى الجانب الآخر.

فقال ذو النون: فاتزرت بمئزري ونزلت في الماء، ولم أزل أرقبها إلى أن أتت إلى الجانب الآخر،
فصعدت ثم سعت وأنا أتبعها إلى أن أتت شجرة كثيرة الأغصان، كثيرة الظل،
وإذا بغلام أمرد أبيض نائم تحتها، وهو مخمور !
فقلت: لا قوة إلا بالله، أتت العقرب من ذلك الجانب للذع هذا الفتى،
فإذا أنا بتنين قد أقبل يريد قتل الفتى !
فظفرت العقرب به ولزمت دماغه، حتى قتلته ورجعت إلى الماء ,
وعبرت على ظهر الضفدع إلى الجانب الآخر !

فأنشد ذو النون يقول:
يا راقداً والجليل يحفظه … من كل سوء يكون في الظلم
كيف تنام العيون عن ملك … تأتيك منه فوائد النعم

قال: فانتبه الفتى على كلام ذي النون،
فأخبره الخبر فتاب ونزع لباس اللهو ،
ولبس أثواب السياحة وساح ومات على تلك الحالة رحمه الله تعالى.

( حياة الحيوان الكبرى , للدميري )


( 2 )

كان أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف مع قوم ،
فرأوا قطيعاً من غنم ، فقال أبو سلمة :
اللهم إن كان في سابق علمك أن أكون خليفة فاسقنا من لبنها ،
فانتهى إليها فإذا هي تيوس كلها 🙂
( المصدر : نزهة الفضلاء )



( 3 )

عن قيس بن أبي حازم قال :
رأيت قوما مجتمعين بالمدينة على فارس قد ركب دابة ،
وهو يشتم علي بن أبي طالب ،
إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليه وقال له :
يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب ؟
ثم استقبل القبلة ورفع يديه ودعا عليه.
قال قيس :
فو الله ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته !
فانفلق دماغه ومات.

رواه الحاكم (6121) وصححه الذهبي .



 

( 4 )

كان أحد الأمراء يصلي خلف إمام يطيل في القراءة,
فنهره الأمير أمام الناس,
وقال له : لا تقرأ في الركعة الواحدة إلا بآية واحدة .
فصلى بهم المغرب , وبعد أن قرأ الفاتحة قرأ قوله تعالى:
( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}
الأحزاب67
وبعد أن قرأ الفاتحة في الركعة الثانية قرأ قوله تعالى :
( رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً )
الأحزاب68
فقال له الأمير يا هذا :
أطل ما شئت واقرأ ما شئت ، غير هاتين الآيتين .



( 5 )

فطنة أعمى:

قال بعضهم :
خرجت ليلة لبعض شأني،
فإذا بأعمى على عاتقه جرة وبيده سراج،
فلم يزل حتى انتهى إلى النهر،
وملأ جرته وعاد.

فقلت له:
يا هذا، أنت أعمى، والليل والنهار عندك سواه،
فما تصنع بالسراج؟
قال: يا فضولي، حملته لأعمى القلب مثلك،
يستضيء به لئلا يعثر بي في الظلمة،
فيقع علي ويكسر جرتي.

(نهاية الأرب في فنون الأدب)





( 6 )

مات أحد المجوس وكان عليه دينٌ كثير ،
فقال بعض غرمائه لولده : لو بعت دارك ووفيت بها دين والدك ..
فقال الولد : إذا أنا بعت داري وقضيت بها عن أبي دينه فهل يدخل الجنة ؟
فقالوا : لا ..
قال الولد : فدعه في النار وأنا في الدار !


( 7 )

قال ابن مناذر:
كنت أمشي مع الخليل فانقطع شسع نعلي فخلع نعله !
فقلت له: ما تصنع ؟
قال: أواسيك بالحفاء !

المصدر : [ الصديق والصداقة ]

يا لها من أخلاق سامية !


تم بحمد الله الجزء الأول من :
ست حكايات وحكاية ( 1 ) .

نستودكم الله ..
على أمل اللقاء بكم في الجزء الثاني بإذن الله .
أخوكم محمد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


Exit mobile version