ليس فقط الشمبانزي إنما القردة وصغارها تكون بوجوه كثيرة التجاعيد، فما الذي يجعلها كذلك؟
الإجابة ببساطة أن لديها الكثير من عضلات الوجه التي تعمل بمثابة ناقل للتعبيرات المختلفة، وعلى الخلاف فإن الإنسان يتميز بالنعومة؛ والسبب وجود طبقة لينة من الدهون تحت الجلد، وهو ما يساهم في إخفاء عضلات الوجه لدينا. وبالمقارنة مع القردة، فجسم الإنسان يخزن الكثير من الدهون، وبالمقابل لديه عدد أقل من العضلات.
فنسبة الدهون التي تخزنها أثنى الشمبانزي 3.6%، في مقابل 13% للرضيع لدى البشر، أما المرأة فلديها 24-31%. متوسط كمية الدهون التي يخزنها الإنسان كبير، ويُعتقد أن تخزين الدهون بمثابة تكيّف يدعم أدمغتنا في مراحل النمو.
سر التجاعيد في اختلاف مكان تخزين الدهون
تعمل القردة على تخزين الدهون تحت العضلات في الجذع، فكل ما يمكن أن نراه منها هي عضلاتها الكبيرة المخيفة. أما نحن البشر فنخزن الدهون في طبقة رقيقة تحت الجلد مباشرة. إذن، يتضح أن سبب تجعد وجوه الشمبانزي والقردة بشكل عام هي وجود العضلات بشكل كبير مقابل كمية أقل من الدهون التي يتم تخزينها أسفل تلك العضلات.
لماذا نحن البشر نخزن الدهون في الوجه؟
إن كنت تخزن الدهون، هذا يعني أن لديك المزيد من الغذاء الذي يفوق حاجتك، فوجود المصادر الغذائية يدعم نمو الدماغ، وهو ما سيساعدك في عملية التمثيل الغذائي، ويقيك من الجوع ونقص الغذاء. أيضًا الدهون الموجودة في الوجه تعطي جاذبية وجمالًا وصحة. في حين أن الوجه الذي تبرز عظامه أكثر، والخدود الجوفاء، والعيون الغارقة للداخل تدل على مرض مزمن ناتج عن خسارة مخازن الدهون في الوجه.
تقضي الأجنة الشهور الأخيرة في الاستعداد للخروج، لذلك فإنها تستهلك كمية أكثر من الطعام، لكن بدلًا من النضوج، فإنها تميل لأن تصبح أكثر بدانة وسمنة، وبعد الولادة تتراكم مزيد من الدهون لتكون أكثر صحة.
